إكليل يغلــّفُها

شوقي العيسى

  الإكليل ذلك الفستان الذي ترتديه "العروس" ليلة زفافها مايجعل المرأة العروس تختلف بفستانها عن بقية النساء بذلك الفستان الذي عادةً مايكون ناصع البيان يتدلى على وجه العروس البرقع الذي يحجب حياءها من الآخرين، وهذا الإكليل هو حلة جديدة تُقدِم به المرأة الى بيت زوجها.

وبما أن الإكليل هو الغطاء والبرقع الذي يغلف المرأة بل ويغلف الأشياء التي تستخدم إكليل عليها كالهداية في أعياد الميلاد وما الى ذلك من عدة إستخدامات لهذا الإكليل، كذلك هو الحال في إنتخابات الشعب العراقي المظلوم والمتلهف على ذلك الحدث الغريب والذي جمع شتات الشعب العراقي في يوم العرس الإنتخابي وأبهر العالم أجمع بذلك الإصبع البنفسجي والمشاركة الواسعة في إنجاح الإنتخابات، ولهذا جاءت ثمرة الإنتخابات ولادة حكومة تولّدت من رحم الإنتخابات طالما حلم بها الشعب العراقي.

ولحد اللحظة التي أنجحت فيها الإنتخابات كلُ شىء على مايرام والوضع يسير حسب النظام الديمقراطي العالمي ولكن!!!!!! بعد أن دخل الإكليل ليغلّف مجرى الإنتخابات ويغيّر مسيرتها الديمقراطية ومشاركتها المليونية فهذا ما يجعل الأحداث السياسية والميدانية ساخنة في جميع الميادين وجعل التدخلات الخارجية كل من هب ودب في إرادة الشعب العراقي ناسين متناسين دور الناخب العراقي وتحديه للإرهاب بكل أشكاله.

فبعد إستمرار العنف والإرهاب في العراق وعدم سيطرة قوات التحالف على مخالب الإرهاب أو بالأحرى لديهم من العوامل المساعدة على الإرهاب تغيّر منحى وطريق الديمقراطية التي جاءت بها "أمريكا كشعار" الى المشاركة الحقيقية لكل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية بل بحكم العراق وحتى في إتخاذ القرار، وهنا لابد لنا أن نتوقف قليلاً مع هذا المنحى المخالف للعقل والعرف السياسي والديمقراطية،، ونتسائل هل نشرك قادة وزعماء في الإرهاب؟ هل نشرك الذين عارضوا العملية السياسية؟ بطبيعة الحال هذا غير ممكن ولايمكن تطبيقه على أرض الواقع لأن الذين شاركوا في العملية السياسية منذ أول وهلة كانت لديهم توقفات وتساؤلات وخلصوا الى دخولهم في عمق العملية السياسية،، وأما الذين شاركوا الإرهاب في العمليات المسلحة ووقفوا بالضد من الشعب العراقي ومن العملية السياسية فهؤلاء لايمكن إشراكهم ولايمكن إجراء المصالحة معهم مطلقاً.

حقيقةً لقد تغيّر مفهوم مايسمى "بالمصالحة" فالكل يعرّفه على هواه والكل يملي على الحكومة العراقية وكأنما له الولاية والوصاية عليها وهذا جرّاء الإكليل الذي وضع على الإنتخابات العراقية وغلّفها بغلاف إنموذجي وأركنها على جنب وبدأت مرحلة هذا ممكن وهذا غير ممكن من قبل "الإدارة الأمريكية" لتعويض فشلها في العراق ومن قبل "الدول العربية" لتبرير إرهابها على العراق، وحقيقة الأمر أن هناك "إرهاب عربي" يمارس على العراق من قبل الدول العربية بإرسال بهائمهم وتفجيرها في العراق، وهذا لاينكر ولكن ضعف وجبن الحكومة العراقية حال بين فضح كل ذلك وإيقاف كل هذه المهازل التي تندرج ضمن مخازي الدول العربية.

فكان الأحرى بالحكومة العراقية أن لاتلتفت الى أحد وتدير شؤون الشعب العراقي بنفسها وتقف أولاً ضد الإرادة الأمريكية التي تقف حائل بين القضاء والإرهاب لتكسب بذلك رضا الشعب العراقي بأقل تقدير، وتواجه جل الدول العربية التي تصدّر الإرهاب، وتضرب بيد من حديد وبدون رحمة الإرهابيون مع المناطق التي يتواجدون بها بأعطاء إشعار الى الأهالي بالخروج من مناطقهم لتتحول الى نار من لظى على الإرهابيون، هكذا نشرك الجميع في القرار والبناء والحكم أن نبدأ بالقضاء على الإرهاب...... لا أن نتصالح معهم فمهما كانوا ومهما فعلوا فسوف يبقون هم أولائك من حمل السلاح ضد الشعب العراقي ويجب محاربتهم لا أن نجلس ونتحاور معهم.

كفى نستمع الى وصايا أمريكا وولاية الدول العربية،،،،،، فالعراق يغرق ولايمكن أن يغرق أكثر مما غرق فيه والذي يخاف على مصلحته فلامكان له بين أصحاب الأصبع البنفسجي وأصحاب النخوة العراقية وأصحاب الإرادة الحقيقية ومن دخل في العملية السياسية فهو آمن وبدون شروط هكذا يحكم العراق ياقادة العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثلاثاء 15 آيار/2007 -26/ربيع الثاني/1428