تشيني في الخليج لوضع لمسات استراتيجية مواجهة ايران الاخيرة

 شبكة النبأ: مرة اخرى تبرز امريكا عضلاتها لتبين عدم السماح لإيران بالسيطرة على الممرات المائية في الخليج وبحر العرب اضافة الى اطلاق التهديد الضمني والمبطن للجمهورية الاسلامية بان امريكا وحلفائها لن تسمح لايران بامتلاك الاسلحة النووية مهما كلف الامر من خسائر وتبعات.

وتشير التهديدات الاخيرة من ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي الى إن الوجود العسكري الامريكي المتزايد في الخليج يبرهن على مدى تصميم واشنطن في مواجهة مع ايران بسبب خططها النووية، وكذلك تاتي التهديدات ضمن حملة تنسيق المواقف التي يقودها تشيني مع حلفاء امريكا في دول الخليج والمنطقة. حسب تقرير لرويترز.

وقال تشيني الذي يزور حاملة الطائرات الامريكية جون سي. ستينيس قبالة سواحل دولة الامارات العربية المتحدة وهي حليف وثيق للولايات المتحدة "اننا نبعث برسالة الى الاصدقاء والخصوم على حد سواء من خلال وجود مجموعتي حاملتي طائرات هجوميتين في الخليج."

واضاف تشيني "سنقف مع اخرين لمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية والهيمنة على المنطقة."

وقال مسؤولو حاملة الطائرات ستينيس ان ما بين 3500 و 4000 من الافراد على الحاملة وعددهم الاجمالي 5000 استمعوا الى كلمة تشيني.

وتنفي ايران أي نية لديها لتطوير أسلحة نووية غير أن الولايات المتحدة واسرائيل رفضتا استبعاد العمل العسكري اذا لم تفلح الجهود الرامية لوقف نشاطها النووي المدني. كما تنفي ايران اتهامات الولايات المتحدة وبريطانيا لها باذكاء العنف في العراق.

وقال تشيني "اريدكم ان تعرفوا ان الشعب الامريكي لا يدعم سياسة الانسحاب. نريد اتمام المهمة والقيام بها على اكمل وجه والعودة بشرف." مما ادى الى اطلاق الهتافات.

وقال تشيني ان ايران ستتصدر محادثاته مع الزعماء العرب خلال زيارته للمنطقة.

وقال تشيني لقناة فوكس نيوز التلفزيونية يوم الخميس "(الايرانيون) بكل وضوح مصدر قلق رئيسي ليس فقط للولايات المتحدة وانما أيضا لمعظم أصدقائنا في المنطقة الذين يساورهم القلق عندما يرون حكومة ايرانية تعمل فيما يبدو بطريقة تنطوي على تهديد... لذلك فايران مصدر قلق واسع."

ومن المقرر ان يزور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الامارات العربية المتحدة يوم السبت أو الاحد بعد أن يغادرها نائب الرئيس الامريكي.

وحذر نائب الرئيس الاميركي من على متن حاملة الطائرات "يو اس اس جون سي. ستينيس"      

من ان بلاده لن تسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية.

وقال تشيني امام الاف من عناصر البحرية على متن حاملة الطائرات على بعد حوالى 240 كلم من ايران في مياه الخليج "سنقف الى جانب (دول) اخرى لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية والسيطرة على المنطقة".

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن ان زيارة تشيني الى الشرق الاوسط تهدف الى تعزيز الجبهة ضد ايران. حسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وقال بوش ان تشيني سيؤكد لحلفاء واشنطن في المنطقة خلال هذه الجولة التي ترتدي اهمية "حيوية" ان الولايات المتحدة تدرك "عواقب امتلاك ايران السلاح النووي".

وتابع ان نائبه سيؤكد لهؤلاء الحلفاء انهم سيجدون في الولايات المتحدة "صديقا يعول عليه في مواجهة التطرف في هذا الجزء المهم من العالم" و"سيعرض استراتيجيتنا التي تقوم على اقناع الاخرين بالانضمام الينا في المسالة الايرانية".

من جهته حذر تشيني قائلا، فيما تمخر حاملة الطائرات على بعد نحو 150 ميلاً من السواحل الإيرانية، "نرسل باشارات واضحة إلى الأصدقاء والخصوم معاً.. سنحافظ على الممرات المائية مفتوحة."

ويقوم نائب الرئيس الأمريكي بجولة شرق أوسطية لمطالبة الدول العربية الحليفة تقديم المزيد من المساعدات إلى العراق، والتصدي لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي.

وأشار في هذا الصدد "سنقف بجانب الآخرين لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي والهيمنة على المنطقة."

وتابع "سنقف إلى جانب أصدقائنا في مواجهة التشدد والتهديدات الإستراتيجية.. وسنربك الهجمات ضد قواتنا."

وسيغادر تشيني دولة الإمارات العربية المتحدة متوجها إلى السعودية.

وطالب نائب الرئيس الأمريكي حكومة الإمارات دعم الجهود الأمريكية في العراق وإغلاق المؤسسات الإيرانية، التي تشتبه واشنطن بدعمها للبرنامج النووي الإيراني"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وجاءت زيارة ثاني أعلى مسؤول أمريكي إلى أبوظبي قبيل يومين من زيارة رسمية للرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد إلى هناك.

وإلى ذلك، أفادت البحرية الأمريكية الأسبوع الماضي أنها ستحافظ على حشودها العسكرية العالية الراهنة في الخليج والاستمرار في نشر حاملتي طائرات بالمنطقة وسط التوتر القائم مع إيران.

وقال القائد البحري في قيادة الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، كيفين آندال، إن حاملة

الطائرات "USS نيميتز"، ومجموعة سفنها البحرية المهاجمة، يتوقع وصولها خلال اليومين المقبلين، لاستبدال الحاملة "USS دوايت أيزنهاور"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وأوضح أن فترة نشر الحاملات في الخليج ستستغرق ما بين ستة إلى ثمانية أشهر، مما يعني أن الحاملتين ستظلان في المنطقة حتى ما بعد فصل الصيف. حسب تقرير للـCNN.

وستنضم الحاملة "نيميتز"، من مقرها في كاليفورنيا، إلى نظيرتها "USS جون سي. ستينس" التي تجوب في دوريات الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي.

وتوفر حاملتا الطائرات، المزودتين بقرابة 160 طائرة وأكثر من 5 آلاف جندي ومارينز، الدعم للعمليات العسكرية في كل من أفغانستان والعراق، كما تساهم في عمليات مكافحة التهريب.

واعتبر وصول الحاملة "ستنيس"، للانضمام إلى "أيزنهاور" في فبراير/ شباط، سابقة إذ لم يسبق أن نشرت البحرية الأمريكية حاملتي طائرات، في آن معاً، في الخليج منذ غزو العراق عام 2003.

ويرى العديد أن بناء الحشد البحري الأمريكي يأتي في إطار استعراض للقوة والإشارة إلى إيران أن حرب العراق، المتواصلة على مدى أربعة أعوام، لم ترهق كاهل الجيش الأمريكي.

وعلق محلل أمني على الحشد العسكري الأمريكي "إنها تقول لإيران نحن سنواصل مراقبتك."

وينشر الجيش الأمريكي نحو 40 ألف جندي في دول الخليج، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس.

وأعربت بعض الحكومات العربية عن قلقها من الحشد العسكري العدائي الأمريكي في الخليج، مخافة أن يؤدي هجوم عسكري على إيران إلى تعرض دولها إلى هجمات إنتقامية.

كما أعرب قادة الخليج عن قلقهم المتصاعد من برنامج إيران النووي، الذي تقول حكومة الجمهورية الإسلامية إنه لأغراض مدنية، وتشتبه واشنطن أنه غطاء لبرنامج تسلحي.

من جهة اخرى قال نائب الرئيس الاميركي تشيني في اليوم الثاني لزيارته المفاجئة التي قام بها الى العراق ان السياسيين هم الوحيدون القادرون على تحقيق الامن في البلاد.

وقال تشيني ان "النجاح في هذا الاطار يعتمد على القادة انفسهم في تحقيق هذا الهدف الامن في البلاد وفي النهاية فان الحل سياسي في هذا البلد".

واضاف نائب الرئيس الاميركي في لقاءات مع قادة البلاد بالعراق"لكن ذلك يتطلب ايجاد مناخ آمن خصوصا في بغداد حيث يعمل الجنود الاميركيون الى جانب قوات الامن العراقية لتنفيذ استراتيجية جديدة". حسب تقرير لفرانس برس.

واستمع تشيني الى تقرير استخباراتي وشهد عرضا للجنود.

وقال تشيني مخاطبا الجنود الاميركيين الذين رحبوا به "كان تقريرا جيدا وانا جئت حاملا تحيات وتقدير كبير لكم جميعا وكذلك احمل ثقة وعزيمة اكثر للايام المقبلة".

الأحداث يحركها تشيني لا رايس

من جهة اخرى نقل تقرير لـ(واشنطن بوست) عن ان سياسة الولايات المتحدة الخارجية تحددها تحركات ديك تشيني ومباحثاته وليس اتصالات كوندوليزا رايس وجولاتها، حيث يقول التقرير، إذا كنت تريد الحصول على فكرة خاطفة حول ما يجري تحت سطح لعبة السياسة والسلطة، عليك إذن تتبع الرحلة التي يقوم بها ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي إلى المملكة العربية السعودية هذا الاسبوع.

ففي الأشهر التسعة الماضية برز الملك عبدالله كواحد من أكثر حلفاء الرئيس بوش العرب أهمية وأقواهم عزيمة وكلنا نذكر كيف قام في الخريف الماضي بحملة قوية جريئة لاحتواء النفوذ الإيراني في العالم العربي وكيف ان تلك الجهود خدمت جانبيا المصالح الامريكية في المنطقة بالرغم من الانتكاسات الامريكية في العراق.

ويبدو أن زيارة تشيني تستهدف جزئياً إعادة طمأنة البلدين، فكلا الجانبين يريدان تأكيد تحالفهما رغم الخلافات السائدة بينهما حول السياسة الأمريكية في العراق وحول القضية الفلسطينية.

كما يريد السعوديون إقامة قناة اتصال إضافية مع الجانب الامريكي بحيث يصبح بالامكان تجنب وقوع سوء فهم من ذلك النوع الذي كان ينشأ أحيانا حينما يكون الوسيط الرئيسي هو الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن الذي كان يعمل بحرية، ويتولى الآن منصب مستشار الأمن الوطني.

ومن الملاحظ أن الملك عبدالله حاول إبعاد نفسه عن واشنطن في بعض التعليقات التي أدلى بها في الفترة الأخيرة، ففي فبراير الماضي عارض الجهود الامريكية التي كانت تستهدف عزل مجموعة حماس الراديكالية الفلسطينية برعايته لاتفاق مكة الذي أدى لقيام حكومة وحدة فلسطينية من خلال دمج حماس مع حركة فتح الأكثر اعتدالاً.

وفي مارس الماضي »فاجأ« الملك المسؤولين الامريكيين بوصفه الاحتلال العسكري للعراق بالامشروع خلال الخطاب الذي القاه في قمة الجامعة العربية التي عقدت في الرياض، بل ولم يستجب لخطط كانت تقضي بحضوره لعشاء في البيت الابيض في إبريل.

والحقيقة أن انتقاد الملك عبدالله للوجود الامريكي »اللامشروع« في العراق يعكس شكوكه العميقة بنجاح الاستراتيجية الامريكية هناك اذ تقول المصادر السعودية ان الملك لم يعد يعود على قدرة رئيس الحكومة العراقية الشيعي نوري المالكي في إنهاء الانقسامات الطائفية وتوحيد البلاد، ويقال أيضاً ان القيادة السعودية لا تؤمن بجدوى زيادة عدد الجنود الامريكيين في العراق، لانها يمكن ان تزيد خطر نشوب حرب أهلية شاملة هناك.

ويبدو أن السعوديين يفضلون استبدال حكومة المالكي التي تسيطر عليها الاحزاب الدينية

الشيعية التي تؤيدها إيران برأيهم، وهم يعملون بهدوء لمساندة رئيس الحكومة العراقية المؤقتة السابق إياد علاوي الشيعي العلماني والبعثي سابقاً الذي يحظى بتأييد السُنة العراقيين.

وفي هذا الاطار يقول مستشارو علاوي ان استراتيجيته تعتمد على استغلال التوترات السائدة في التحالف الديني الشيعي وذلك لتشكيل تآلف حاكم جديد يجمع بين السُنة الأكراد والشيعة العلمانيين.

ويعرب انصار علاوي عن اعتقادهم انه اقترب من الحصول على ما يكفي من الاصوات لتحقيق ذلك بفضل الدعم السعودي السياسي والمادي.

لكن يبدو أن ادارة بوش غير متحمسة لفكرة تولي علاوي السلطة بالرغم من شعورها بالإحباط من المالكي إذ يخشى المسؤولون الامريكيون من أن يؤدي تغيير حكومة بغداد إلى تعميق الفوضى السياسية وتشجيع المزيد من النداءات المطالبة بانسحاب الجنود الامريكيين.

من الواضح على أي حال، أن القلق المشوب بالتوتر في المنطقة ينبعث جزئياً من التصور بأن الجنود الامريكيين سوف ينسحبون من العراق بصرف النظر عما تقوله ادارة بوش.

لذا ولتخفيف حدة هذا الشعور يقال ان ادارة بوش أبلغت السعوديين انها لن تنسحب من العراق ابدا خلال فترة رئاسة بوش، أي بعد 18 شهرا من الآن مما يوفر الوقت لمعالجة الامور على نحو افضل، طبقاً لما يقوله مصدر سعودي.

غير ان جوهر التحالف الامريكي السعودي ينصب على بذل جهد جديد لمواجهة ايران ووكلائها في العالم العربي، وكان هذا الاتجاه قد بدأ بعد حرب الصيف الماضي في لبنان بين إسرائيل وميليشيا حزب الله التي تساندها إيران.

فبالتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بدأ السعوديون يقدمون الدعم للسنة في لبنان وللمجموعة السياسية الدرزية والمسيحية التي تعارض نفوذ حزب الله في لبنان، كما تعاون السعوديون والامريكيون في مساعدة قوى الامن الداخلي اللبناني المسؤولة أمام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

ويبدو أن التعاون الامريكيـ السعودي في مواجهة إيران امتد ليشمل اليمن ايضا، حيث تعاونا بشكل مشترك في مساعدة الحكومة اليمنية على اتخاذ إجراءات صارمة ضد مجموعة تمولها إيران ويرتبط أعضاؤها برجل دين شيعي يدعى حسين الحوثي كان قد قتل في عام 2004.

ومن المتوقع أن تكون سورية هي الموضوع النهائي على جدول أعمال تشيني في السعودية.

فالسعوديون كانوا قد أبدوا الجهود التي قامت بها كوندليزا رايس أخيراً، وسعت فيها للحصول على مساعدة سورية في إحلال الاستقرار بالعراق.

غير أن السعوديين كانوا قد بدأوا في الحقيقة التحرك نحو تخفيف التوتر مع سورية خلال قمة الجامعة العربية في مارس الماضي بعد أن اعتذر الرئيس السوري بشار الاسد بشكل شخصي للملك عبدالله لوصفه بعض الزعماء العرب بأشباه الرجال لأنهم لم يساعدوا حزب الله خلال الحرب في لبنان إلا ان المسؤولين الامريكيين يعتقدون ان السعودية مستمرة مع ذلك في اتصالاتها بمجموعات المعارضة السورية.

أخيرا لو تذكرنا ان السعودية كانت تمارس دوما سياستها الخارجية بهدوء ودون ضجيج من أجل حل المشاكل العالقة بسلام لتبين لنا أن أسوأ خطأ ارتكبه رئيس إيران المثير للاضطراب محمود أحمدي نجاد كان دفعه السعوديين للتخلي عن تحفظهم التقليدي، بل والتعاون حتى مع رجل متصلب يدعى تشيني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 13 آيار/2007 -24/ربيع الثاني/1428