العنف الاسري في العراق بين جذوة التحدي ونزوة الصراع

النبأ/تحقيق:عصام حاكم

شبكة النبأ: لا شك بأن ثقافة العنف الاسري هي امتداد طبيعي او انعكاس مشروع لما تشهدهه الساحة العراقية من احداث عنف، علما بأن هذه الثقافة تتناغم او تنسجم في احيان كثيرة مع العادات والتقاليد الاجتماعية المستوحاة من اعراف القبيلة، حيث ينظر الى تلك المؤسسة الاجتماعية اي (الاسرة) المتمثلة بالزوج والزوجة، ليس ككونهم كيان اسري مترابط الاطراف يستند على قاعدة المودة والتعاون والمساواة، بل على العكس هي تعطي مساحة شاسعة او فسحة كبيرة لتجعل من الرجل أداة لقهر جميع افراد الاسرة.

(شبكة النبأ المعلوماتية) استطلعت آراء بعض المواطنين للبحث عن السبل الكفيلة بتقويض تلك الظاهرة والتي من شأنها ان تنسخ كل مقومات النسيج الاجتماعي المتحضر.

حيث كانت وقفتنا الاولى مع السيدة (اشواق صالح مهدي) وهي مسؤولة جمعية المراة المسلمة الثقافية في كربلاء، حيث تقول، ان مفهوم العنف الاسري يشتمل على اي سلوك هجومي او قهري يمارس ضد اي فرد من افراد الاسرة وتحت اي عنوان من عناوين الايذاء فمنها الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي، كما ان ظاهرة العنف الاسري قد تتباين من شعب الى اخر بتباين الاسباب والانماط السلوكية.

اما(حسن هادي) وهو طالب علم نفس فيقول لـ شبكة النبأ: من السذاجة ان نهتم بالمشكلة من دون الرجوع الى الاسباب الحقيقية التي افرزتها، فعلى سبيل المثال ما يحصل في العراق هو نتاج اكيد لما خلفتة ويلات الحروب من وضع اجتماعي ماساوي ومئات الالاف من الايتام والارامل والمعاقين، وهذا في طبيعة الحال يخلق شرخا واضحا في كيان الاسرة ماديا وتربويا، وهذه الاسباب واسباب اخرى اوجدت حالة من الصراع الاسري والصراع الاخلاقي في آن واحد.

وتحدث الاستاذ (فاهم عزيز) الى شبكة النبأ المعلوماتية، وهو ماجستير ادارة واقتصاد جامعة كربلاء قائلا:

 ان جذوة التحدي او الصراع قد أنبثقت من الشارع، ربما تسألوني كيف؟

 اقول لك، ان الانسان في طبيعته كائن اجتماعي يدرك ما يدور حوله، من انماط سلوكيه ايجابية كانت ام سلبية فما دام الشارع او المجتمع على حد سواء يأمن بقاعدة البقاء للاقوى، اذن هذه النظرية اوجدت حالة من الصراع النفسي الشديد بين الحفاظ على المبادىء والقيم والثوابت وبين الانجراف في دوامة الاستحواذ على كل شىء بدون اي وجه حق او بمعنى اخر الغاية تبرر الوسيلة.

ويضيف: على هذا يمكننا القول ان ظاهرة العنف الاسري هي عنوان اخر لحالة الصراع الازلي بين الخير والشر.

الا ان(توفيق الكريطي) وهو صحفي في جريدة الدستور يقول، ان حالة العنف الاسري مرتبطة ارتباط وثيق بالحالة المعاشية للاسرة نفسها اذ ان اغلب الاسر الفقيرة هي التي تعاني من هذه الازمة فهي محصورة بمشاكل ومتطلبات الحياة ليس إلا.

اما المدرسة (رجاء حسين عبد) فهي تقول. ان نواة العنف الاسري مرتبطة اصلا ببناء الاسرة بالاساس. حيث نستخلص ان البناء يبدأ من القاعدة والتي تتمثل بالزوج والزوجة ومن ثم الابناء اذ لا يمكن ان تنجح تجربة بناء اسرة ما لم تتوفر الشروط المناسبة لذلك وهي المودة والتكافؤ والتربية وعوامل اخرى من شأنها ان تبعد كل انواع العنف الاسري على قاعدة الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة.

اذن فلتكن هي دعوة مستوحاة من تعاليم ديننا الحنيف تؤكد على مبادىء التعاون والمحبة والمساواة والاحترام بين افراد الاسرة الواحدة وكذلك المجتمع. وفي ذات الوقت رفض كل وسائل العنف والايذاء ليس لبني البشر فحسب بل يتعدى الى كل الوان الحياة...     

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس22 آذار/2007 -2/ربيع الاول/1428