على الرغم من الغاءها: العصر الحديث يشهد استمرار عبودية الاطفال

 شبكة النبأ: في الماضي كان الوصف المتوقع في موضوع العبودية هو ان ترى اناس ببشرة سوداء مكبلين بالسلاسل في اغلب الاحيان ويباعون او يشترَون لغرض التملك من قبل اخرين لونهم ابيض على الغالب. لكن الوقت الحاضر تجاوز هذا الوصف ليشمل الاطفال من جميع الاجناس والالوان البشرية وفي انحاء عديدة من العالم حيث تشير التقديرات الى وجود اكثر من تسعة ملايين طفل حول العالم يعانون من العبودية باشكالها المتعددة في الوقت الراهن.

ويقول تقرير نقلته بي بي سي، انه رغم استمرار الجدل القانوني بين الاختصاصين حول مفهوم العبودية لكنهم متفقون على ان العبودية تعني العيش في وضع يكون فيه الانسان وانتاجه ملكاً للاخرين، وعندما لا يكون المرء حراً ويجبر على حياة الاستغلال والاذلال.

وناخذ مثلا للعبودية الجنسية، الفتاة الكمبودية دالين التي اجبرت على ممارسة الدعارة ولم يتجاوز عمرها 12 سنة.

ودالين هي صبية كانت ضحية للعبودية لكنها لم ترغب بالتحدث عن معاناتها الا بعد فترة علاج جسدي ونفسي طويلة.

وقد تم بيع دالين من اجل العمل في احد بيوت الدعارة عندما كان عمرها 12 عاما فقط.

ودالين هي واحدة فقط من اكثر من 1,2 مليون طفل يتعرضون للاتجار بهم في انحاء العالم حسب تقديرات منظمة العمل الدولية.

وتعرضت دالين للخداع واجبرت على ممارسة الدعارة وامضت اغلب وقتها في قبو ملحق ببيت الدعارة كانت عرضة فيه للضرب والاعتداءات والتجويع والتهديد من اجل تلبية طلبات زبائن بيت الدعارة.

ويضيف التقرير مثلا اخر عن الطفل ماواولاهاو الغاني البالغ من العمر 12 عاما الذي بيع من قبل والدته الى احد الصيادين بمبلغ 48 دولار امريكي فقط.

والصياد ارون الذي اشترى الصبي ليس شخصا عدوانيا او غير اخلاقي بل على العكس ودود وصريح.

لكن ان يتم بيع الصبي مقابل هذه المبلغ امر يثير الصدمة وخاصة اذا كان الشخص الذي يقوم ببيع الصبي هو والدته.

ومبلغ 48 دولارا يعادل دخل مدرس في قرية الصبي الغاني لمدة شهرين ويكفي مصاريف شراء الماء لعائلة من ستة افراد لمدة ثلاثة اشهر.

ورغم ان اقارب الصبي لا يعترفون ان الصبي اصبح الان اشبه بالعبد لكن العديد من الاطفال امثال ماواولاهاو مصيرهم الضرب والاعتداء ومواجهة مخاطر عديدة ومميتة.

ومن اسوء صور العبودية بالاضافة الى تملّك الاطفال اجبارهم على القيام باعمال غير اخلاقية ومهينة، والاغرب من ذلك ان تحدث هذه الاشياء في دول تعد الاغنى والاكثر رفاهية في العالم حيث القت السلطات في المملكة السعودية القبض على الطفل علي في شوارع مدينة جدة بتمهة التسوّل.

وقد تم تهريبه الى السعودية من اجل القيام بالتسول.

وقال علي انه تعرض للضرب بكابل معدني عندما رفض القيام باعمال التسول طوال النهار.

وعلي واحد من الاف الاطفال اليمنيين الذين يتم بيعهم سنويا الى عصابات تقوم باجبارهم على ممارسة التسول في السعودية.

ويتم تهريب اغلب الاطفال عبر الحدود اليمنية بعد شرائهم من ذويهم وخداعهم بأن ابنائهم سوف يعيشون حياة افضل في السعودية.

ويضيف التقرير عن استغلال الاطفال لغرض العمالة، الراعي الصغير عبدي الذي يقول، لقد ولدت في شمال الصومال وهو يقع الان ضمن الجمهورية المعلنة من جانب واحد حيث لا يزال اقاربي يعيشون هناك.

ويقوم عبدي برعي 35 عنزة لأسرته فوالدته راعية بدوية وعندما كانت صبية كانت تقوم بالعناية بالحيوانات المنزلية.

ورغم ان على الراعي عبدي العمل بدلاً من الذهاب الى المدرسة لكنه غير مستعبد.

ان الفقر هو العامل والدافع الاساسي الذي يقف وراء عبودية الاطفال في الوقت الراهن.

ورغم احراز تقدم عل الصعيد الدولي من حيث وضع قوانين تهدف الى القضاء على عبودية الاطفال الا ان هناك العديد من المتورطين في تجارة الاطفال الذين لا يغتنون فقط من هذه التجارة الاجرامية بل يعتقدون انهم سيتفادون المحاسبة.

ولا يكفي معرفة حجم عبودية الاطفال حول العالم في الوقت الراهن ما لم يقترن ذلك بمعاقبة المسؤولين عنها ووضع اطر قانونية دولية موحدة لمحاربة هذه الظاهرة واستئصالها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 20 آذار/2007 -30/صفر/1428