لماذا التهاون في مواجهة حرب الأزمات الجديدة ؟؟

 صادق الخليلي -بغداد

  مع احترامنا الشديد لاقطاب الحكومة والبرلمان العراقيين اللذين وصلا بعد انتخابات شعبية، الا ان المتتبع للشأن العراقي يشق عليه معرفة الاسباب الحقيقية التي تقف وراء تهاون حكومة الاستاذ المالكي في الرد السريع على قوى الارهاب الظلامية التي تعيث في المدن العراقية فسادا وتقتيلا وتهجيراً..

 لا سيما وان تلك الحكومة قد امست تمتلك قوات مختلفة الالوان والاشكال لا يمكن اغفال دورها وبعضها ما زال ( يخبص ) بغداد يوميا بالصفير وقطع الطرقات واطلاق العيارات النارية في الهواء من اجل فتح الشوارع المختنقة بالسيارات والدراجات والمشاة، امام المواكب المهيبة ومركبات الدفع الرباعي التابعة الى السادة المسؤولين من وزراء، وروساء كتل وبرلمانيين وسياسيين وكبار الضباط ومديري دوائر الامن والمخابرات والشرطة والمغاوير وقادة الافواج والكتائب المسلحة والمليشيات.. وابنائهم واشقائهم واقاربهم واقارب اقاربهم.

لقد اصبحت بغداد مدينة لا يطاق العيش فيها بحق لا سيما بعد ان عمد الارهابيون الى تفعيل سلاح خلق الازمات وتعقيدها فلم تفكر الحكومة في حل عاجل لمشكلة الزحام المروري الذي خلقته عملية تفجير وقطع جسر الصرافية ببغداد ولم ترد على الارهابيين ولو اعلاميا او الايعاز ببناء (جسر عائم) بالقرب من تلك المنطقة لا يكلف بنائه سوى ساعات قليلة وجهد هندسي عسكري بسيط بحسب تأكيدات العسكريين القدامي والجدد ، بل انها قررت عدم السماح لمركبات الحمل بعبور جسور بغداد مما ولد ازمة وقودية جديدة نتجت عن حيرة سواق الصهاريج وتخوفهم من نيران القناصين المنتشرين عند مداخل ومخارج مصفى الدورة الذي يعد الممول الرئيس لوقود العاصمة بغداد.

 كما اتاحت الحكومة في الوقت نفسه لبعض من اصحاب النفوس المريضة من منتسبي قوات الامن الذين ضاعفوا مبالغ ( الرشى) والابتزاز كضريبة للعبور من بين جانبي الكرخ والرصافة رافعين احتمالية ان ينهار جسر اخر ببغداد عما قرب مقابل بضعة وريقات نقدية .

 ترى ماذا لو انشىء جسر عائم اخر يخصص لعبور صهاريج الوقود من المصفى الى منطقة الكرادة مباشرة يرصد له مبلغ بسيط من (فتافيت) الملايين التي تهدر بالخالي بلاش؟؟ قطعا لن يحدث شيء سوى اننا سنخفف عن كاهل المواطن المسكين بعضا من المصائب والبلاوي التي يواجهها يوميا.

ازمة مرورية تبعتها ازمة وقودية تفاقمت هي الاخرى مع مقتل اكثر من 11 سائقا لصهاريج الوقود بالقرب من مصفى بيجي .. واذا ما اخذنا بالحسبان ان الصيف اللاهب الذي اخذ يطرق الابواب بشدة ينذر بتبخر المياه من الحنفيات ونزول ازمة اخرى الى الساحة .. ولا يمكن لنا باي حال من الاحوال ان نتناسي ازمة الكهرباء الازلية التي ما زلت تتصدر دوري المشكلات العراقية بلا منازع.

تساؤلات اخرى تثير المخاوف مفادها ان الفلوس متوفر بل انها اكثر من الهموم فوق الرؤوس والاسلحة متاحة وفي متناول اليد والشباب ينتظرون فرص التطوع بحثا عن لقمة العيش اولا واخيرا.. فلماذا الى يصار الى التحرك السريع لاحتواء ترهات الارهابيين ووقفها نهائياً..لماذا؟؟ لا احد يدري؟؟.

 بكل سهولة ترى سبتايتل يظهر على الشاشة يؤكد ان ارهابيين تكفيريين يقومون بقتل مواطنين وحرق منازلهم وتهجير اسرهم من منطقة السيدية ببغداد وكأن السيدية منطقة حدودية نائية ومنيعة ولا يمكن الوصول اليها بسهولة ويتعذر الرد بسرعة على اولئك الاوغاد وضربهم بيد من حديد.. لا ان نربت على اكتافهم بايد من ورق.. دولاري.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء 2 آيار/2007 -13/ربيع الثاني/1428