مصير العراق متأرجح باستحقاقات الصراع الأمريكي الإيراني

شبكة النبأ: المؤكد ان القضية العراقية تطوف مطاف التهديد الامريكي لطهران واحتمالات الفعل العسكري وتداعيات الوضع المتأزم في قضية المفاعل النووي الايراني، اضافة الى احتمال انسحاب الجيش الامريكي من العراق.

وأبدى مسؤولون ونواب عراقيون، انزعاجهم من موافقة الكونغرس على مشروع قرار ربط موازنة الحرب في العراق ببدء الانسحاب منه مطلع تشرين الاول /اكتوبر المقبل، خصوصاً بعدما انضم مجلس الشيوخ الى مجلس النواب في الموافقة على تشريع يطلب سحب القوات القتالية على مدى الشهور الأحد عشر المقبلة.

وشدد الجنرال بتريوس بحسب الـ(الحياة) على ان "النشاطات غير المساعدة لإيران وسورية... خصوصاً لإيران زادت الوضع في العراق سوءاً" إلا أنه أكد أن لا دليل مباشراً على تورط طهران في الهجمات ضد القوات الأميركية.

وانتقد حكومة المالكي "لبطئها في التوصل الى اتفاق على تقسيم الثروة النفطية"، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن المالكي، ومسؤولين آخرين "يلتزمون تحقيق مزيد من التقدم في هذا المجال في الشهور المقبلة."

كل هذه التصريحات يبدو انها تصب في التهيئة والضغط المستمر على الحكومة الايرانية.

فيما تبدي بعض الجهات من الدول المتاخمة لايران مخاوفها بهذا الاتجاه حيث نقلت وكالة فرانس برس عن الرئيس الباكستاني برويز مشرف قوله: ان هجوما اميركيا محتملا على ايران سيكون "خطأ رهيبا" تترتب عليه انعكاسات دولية وذلك في حديث نشرته الجمعة صحيفة "دنيفني افاز" البوسنية.

وقال مشرف في هذه المقابلة التي نشرت يوم وصوله الى البوسنة ان "اصدار جورج بوش امرا بشن هجوم على ايران سيكون له عواقب دولية وانعكاسات على العلاقات بين الاديان".

وتابع مشرف وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في حربها على الارهاب ان هجوما جديدا سيثير "انقسامات" في منطقة الشرق الاوسط ويضر بالاقتصاد العالمي، ونبه الى ان "التطرف قد يزداد وقد يسجل ارتفاع كبير لاسعار النفط" في الاسواق الدولية.

وتواظب الولايات المتحدة على نفي اي استعدادات لشن هجوم جوي على ايران، لكن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اعلن في شباط/فبراير ان "كل الخيارات لا تزال متاحة" لمنع

"الخطأ الكبير" اي افساح المجال امام ايران لامتلاك سلاح نووي.

ودعا منسق الشؤون الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، كما نقلت الـCNNالولايات المتحدة للحوار المباشر مع إيران بشأن برنامجها النووي وعدداً من القضايا الأخرى لمحاولة فرض الاستقرار في الشرق الأوسط.

وجاءت تصريحات سولانا خلال مؤتمر أمني أوروبي-أمريكي في بروكسل، عقب إنتهاء المحادثات الإيرانية الأوروبية في أنقرة حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية المثير للجدل.

وطالب سولانا الولايات المتحدة فتح قنوات اتصال مباشرة مع إيران قائلاً "علينا أن نرى إلى أي مدى الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة، واعتقد، انه في الوقت المناسب، أن فتح الولايات المتحدة لقناة اتصال مع إيران أمر يستحق التفكير."

وأضاف "من الصعب جدا الاستمرار في وضع تعتبر فيه إيران بلد لا يمكنك إن تجري معها حواراً من نوع ما، اعتقد أن هذا سيكون امراً طيبا، وسأتحدث مع واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن ذلك."

وتنظر إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إيران كعامل مزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وكتهديد مباشر لإسرائيل، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ودعا سولانا رايس والمسؤولين الأمريكيين الآخرين إلى تجاهل التصريحات النارية الصادرة عن طهران، وتلمس السُبل لفتح حوار مع القيادات الإيرانية لتدارك أهمية الدور الإيراني في استقرار المنطقة.

وطالب واشنطن عدم تجاهل إيران كلاعب محوري في استقرار الشرق الأوسط قائلاً "من الصعب للغاية محاولة إيجاد سلام ذي مغزى ومتوازن في الشرق الأوسط دون مساعدة حكومة طهران."

وتتهم الولايات المتحدة، وبعض حلفائها، إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية، وهو ما نفته الأخيرة مؤكدة أن برنامج تخصيب اليورانيوم مخصص لأغراض سلمية.

وجاءت تصريحات سولانا عقب محادثات استمرت يومين مع كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية، علي لاريجاني.

ورد المسؤول الأوروبي على سؤال بشأن استعداد الزعيم الروحي لإيران، علي خامنيئي للحوار مع الولايات المتحدة "أقول نعم وبلا ترد.""

وعلى الجانب الآخر، قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، دانيال فرايد، المشارك في المؤتمر الأمني إن واشنطن حاولت بالفعل التواصل مع إيران دون جدوى.

هذا وتشغل التصريحات حيزا كبيرا ومستفزا للاطراف المتنازعة حول الملف النووي الايراني

فقد نشرت الوطن تاكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في حديث الى مجلة «فوكوس»الالمانية ان في الامكان الحاق اضرار كبيرة في المنشآت النووية الايرانية على مدى عشرة ايام عبر قصفها بحوالي الف صاروخ «توماهوك»عابرة للقارات.

لكن مكتب أولمرت نفى ذلك مشيرا إلى أن حديث أولمرت بهذا الخصوص لم يكن للنشر.

وقال اولمرت، بحسب مقتطفات من المقابلة، «قد لا يكون من الممكن تدمير البرنامج النووي الايراني برمته، لكن في الامكان الحاق الضرر به بطريقة يتأخر معها بضع سنوات».

وردا على سؤال عن تدخل عسكري محتمل في ايران بتفويض من الامم المتحدة، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي «لا يمكن لأحد ان يستبعد ذلك».

وفي طهران، نقلت وكالة انباء «ايسنا»الطلابية الايرانية عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان علاء الدين بوروجردي قوله ان «تبجحات اولمرت لا يمكن ان تتحقق».

واضاف ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية «محمد البرادعي اعلن ان العلوم النووية الايرانية لا يمكن تدميرها بالقصف  لان العلم مكتسب وطني».

وقال: الولايات المتحدة واسرائيل تعرفان اكثر من غيرهما انعكاسات ذلك عليهما، اذا ما ارتكبتا هذا الخطأ».

وفي المحصلة التي تستحلب من هذا الصراع العنيف ان القضية العراقية ربما سيشملها الانتظار الى اوقات طويلة نسبيا ريثما تسفر النتائج المتمخضة عن ما تؤول اليه الامور المحتدمة على الساحة الاقليمية وهذا الاحتمال سيكون محرضا بدرجات كبيرة للتفاعل السياسي والخروج بنتيجة لصالح الشعب العراقي لان الواقع يشير الى الاعتماد على النفس وبناء القوات العسكرية سيكون بمقدمة أي فعل ايجابي بهذا الاتجاه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 آيار/2007 -12/ربيع الثاني/1428