الدرع الصاروخي لمحاصرة ايران وروسيا.. ودول الخليج تتهيأ لخطر التلوث النووي

شبكة النبأ: لا يزال الامريكيون متشبثون بالسيطرة على اجواء اوربا الشرقية واحتواء القوة النووية الروسية بدعوى نشر درع صاروخي امريكي لحماية حلفائهم من اخطار محتملة من ايران في حال نشبت الحرب مع الجمهورية الاسلامية.

وقال محللون لـ(شبكة النبأالمعلوماتية)، تنتقل دواعي القلق من ضربة عسكرية امريكية ضد ايران في دول الخليج العربية من مرحلة التأمل والتحسب الى مرحلة التهيأ واتخاذ الخطوات اللازمة لاحتواء اخطار التلوث النووي الذي قد يصل الى اراضيها اذا ما نفذّت الضربة الامريكية. حيث ان مفاعل بوشهر النووي لا يبعد سوى اقل من 300 كيلو متر عن دول ضفة الخليج الغربية.

وشدد الجنرال هنري اوبرينغ رئيس الوكالة الاميركية للدفاع المضاد للصواريخ في تصريح نقلته وكالة فرانس برس على "الخطر المتزايد الذي تمثله الصواريخ الايرانية" وذلك خلال زيارة الى براغ تتمحور حول المشروع الاميركي لنشر درع مضادة للصواريخ في اوروبا الوسطى.

وقال الجنرال اوبرينغ في براغ "نحن مقتنعون بان هذا الرادار في جمهورية تشيكيا سيحمي الحلفاء الاوروبيين ويحمي قواتنا المنتشرة في المنطقة بمواجهة ما نعتبره خطرا متزايدا تمثله الصواريخ الايرانية".

وشدد الجنرال الاميركي في هذا الاطار على الدور المهم الذي تلعبه كل من تشيكيا وبولندا.

واضاف "لقد اجرينا تحليلا للمسارات المحتملة للصواريخ المنطلقة من ايران باتجاه اوروبا والولايات المتحدة ويتبين ان بولندا وجمهورية تشيكيا تقعان في مكان مثالي لاستقبال الصواريخ الاعتراضية ومحطة رادار طويلة المدى".

وتعارض روسيا بشدة هذا المشروع الاميركي الذي اعلن عنه في كانون الثاني/يناير الماضي وترى فيه خطرا على امنها. كما عبرت دول اخرى عن تحفظها عن هذا المشروع.

والتقى الجنرال اوبرينغ في براغ الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس ورئيس الحكومة ميرك توبولانك واعضاء مجلسي البرلمان. كما التقى جيري باروبك زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي ابرز احزاب المعارضة في البلاد.

ويطالب هذا الحزب المعارض بتنظيم استفتاء حول محطة الرادار التي تنوي الولايات المتحدة

اقامتها في تشيكيا في حين ان القرار النهائي لاقامة هذه المحطة يبقى بيد البرلمان.

وفي المساء اعتبر رئيس الوزراء الليبرالي توبولانك المخاوف الروسية من مشروع الدرع الاميركية "غير عقلانية" مضيفا "ان هذا النظام الدفاعي المضاد للصواريخ لن يكون موجها ضد روسيا كما ان الامر مستحيل من وجهة نظر تقنية".

واضاف توبولانك "مما لا شك فيه ان هذا النظام البولندي-الاميركي والتشيكي-الاميركي سيتستخدم في اطار قوات الحلف الاطلسي".

وجاء كلام رئيس الوزراء في ختام اجتماع لمجلس امن الدولة وهي الهيئة الحكومية المكلف المسائل المرتبطة بامن البلاد.

ونقل توبولانك ان واشنطن ترغب بان تنهي جمهورية تشيكيا مناقشاتها حول محطة الرادار قبل نهاية العام الجاري.

ويعارض 61 بالمئة من التشيكيين اقامة محطة الرادار على اراضيهم والامر سيان بالنسبة للبولنديين.

وفي حال رفض البرلمان التشيكي المشروع الاميركي فان محطة الرادار قد تقام في بلد اخر في المنطقة حسب ما قال الجنرال اوبرينغ مشددا في الوقت نفسه على الموقع "المثالي" لتشيكيا.

وتزامنت زيارة الجنرال الاميركي الى براغ مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى موسكو في محاولة للتخفيف من المخاوف الاميركية ازاء مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الوسطى.

فريق طوارئ خليجي في حالة اندلاع الحرب

من جهة اخرى وفي اطار تصاعد المخاوف من التاثيرات التي قد يحدثها عمل عسكري امريكي ضد ايران قالت الكويت انها تتخذ "اجراءات احترازية" لأي تطورات في منطقة الخليج وسط خلاف بين جارتها ايران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لطهران.

ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن وزير الخارجية محمد السالم الصباح قوله ان الاجراءات تتخذ في ضوء طلب من البرلمان لبحث استعداد الكويت للتعامل مع "اي تطورات" في المنطقة.

ويأتي هذا الاجراء وسط تزايد التوتر في الكويت التي كانت منصة انطلاق للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 بشان احتمالات الحرب بين ايران والغرب.

وقال النائب البرلماني صالح عاشور لرويترز في وقت سابق ان مجلس الوزراء الكويتي شكل فريقا لوضع خطط طواريء في حالة اندلاع حرب.

وافادت الصحف الكويتية ان الفريق سيضع خططا بشأن امدادات الطواريء اللازمة لتسيير

الامور في البلاد اثناء اندلاع حرب.

وقالت صحيفة الوطن إن مجلس الوزراء شكل فريق الطواريء لاحتواء اية ازمات متوقعة.

ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن وزير الخارجية قوله "لا توجد اي خلية ازمة انما اجراءات احترازية كويتية عادية لابد ان تقوم بها كل دولة."

وتقول الولايات المتحدة التي تتهم ايران بمحاولة انتاج قنبلة نووية انها تريد حلا سلميا للمواجهة لكنها لم تستبعد الخيار العسكري اذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وتقول ايران ان برنامجها النووي يستهدف فقط توليد الطاقة.

وتشعر الكويت وهي حليف وثيق للولايات المتحدة بالقلق من أي ضربة لمفاعل بوشهر النووي الذي تبنيه روسيا لايران ولا تزال خطوات اكماله قيد خلافات مالية بين الطرفين.

وتبعد المدينة الايرانية الساحلية اقل من 300 كيلومتر عن الكويت.

وذكرت وكالة الانباء الكويتية في وقت سابق من شهر ابريل الجاري ان الكويت طلبت من حلف شمال الاطلسي ارسال خبراء للمساعدة في تقييم مدى استعدادها للتعامل مع أي اشعاع او تلوث نووي.

البحرية الامريكية في البحرين وتدريب على الرد في الطواريء

وفي سياق متصل قالت البحرية الامريكية إن قاعدتها في مملكة البحرين وعدة جهات بحرينية من بينها القوات الخاصة ستجري أكبر تدريب للرد في حالات الطواريء.

ويشارك في التدريب أكثر من 800 جندي أمريكي ومن العاملين في وزارة الدفاع بعد أقل من شهر بعدما أجرت البحرية أكبر مناورات حربية في البحر على أعتاب إيران.

وقال شاهد لرويترز إن سيارات الشرطة وعشرات الافراد من جهاز الامن البحريني الذين يحملون أسلحة الية اصطفوا في الطريق الرئيسي المؤدي الى القاعدة البحرية الامريكية.

وأضاف الشاهد إن مسؤولي الأمن أغلقوا منطقة حول متجر كبير قريب من القاعدة حيث تجمعت سيارات إسعاف حول خيام.

وقالت البحرية في بيان إن "التدريب يهدف الى جمع الدولة المضيفة (والبحرية الامريكية) ... في مهمة كفريق واحد لادارة الازمة يعمل معا على حل أي قضايا محتملة تظهر من خلال سيناريو يشمل سقوط عدد كبير من الضحايا."

وامتنعت متحدثة باسم البحرية الامريكية عن التحدث بشأن سيناريو تدريب الرد في حالات الطواريء. وقالت إن آخر مرة جرت فيها مناورة مماثلة كانت في مارس اذار عام 2005 مضيفة ان توقيت التدريب غير مرتبط بالاحداث في المنطقة.

وتصاعدت التوترات بين ايران والغرب بشأن برنامج ايران النووي واحتجاز ايران في الشهر الماضي 15 من البحارةالبريطانيين.

ويشمل التدريب القاعدة الامريكية في البحرين ولا يشمل سفنا في البحر ويضم المشاركون فرق ابطال المتفجرات والرد في حالات الطواريء التابعين للقوات البحرية.

وفي سياق متصل نقلت فرانس برس تحذيراً لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من عواقب اي "خطوة متعجلة" قد تؤدي الى حرب جديدة في المنطقة داعيا الى تسوية الخلاف حول الملف النووي الايراني بالطرق السلمية.

وقال الشيخ حمد لدى افتتاحه منتدى الدوحة السابع للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة "لا بد من التحذير

من مغبة اية خطوة متعجلة قد تؤدي الى اشعال صراع جديد في المنطقة هي باليقين في غنى تام عنه".

واضاف امير قطر امام حشد كبير من المسؤولين والمفكرين العرب والاجانب "بقدر ما نعلم ما لمسألة البرنامج النووي الايراني من حساسية فاننا نؤمن بان حلها بالطرق السلمية يبقى هو الاسلوب الامثل".

واعتبر ان "مصلحة كل الاطراف تحتم التزام العمل الدبلوماسي لتسوية تلك المسالة بالشكل الذي تنتصر فيه الرغبة في السلام على الاندفاع غير المبرر الى المواجهة".

كما دعا امير قطر من جهة ثانية الى "تعاون الجميع من اجل سد الباب امام كل اشكال الفتن" في العراق وشدد على "اهمية عودة الامن والاستقرار الى العراق الذي يؤثر ما يمر به من احداث على سلامة الدائرة الاقليمية الاوسع من حوله".

واضاف ان "معالجة مشكلاته (العراق) تبقى في يد العراقيين وحدهم".

وحول الديموقراطية في العالم العربي قال امير قطر ان "الخطأ كل الخطأ ان يرهن تقدم

المنطقة نحو الديموقراطية او التراجع عنها بما يأتي من الخارج من رسائل" مشيرا الى ان

"البعض في الغرب (...) فترت همّته او تخلى عن دعم المشروع الديموقراطي في المنطقة".

الا انه استطرد قائلا "لن يكون ذلك عامل احباط و لن يثني شعوبها عن ذلك المشروع".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26 نيسان/2007 -8/ربيع الثاني/1428