الصومال على خطى الفوضى الامنية في العراق

 شبكة النبأ: تنبإ المعارك الدامية المتواصلة في الصومال منذ عدة ايام على دخول هذا البلد في دوامة عنف ليس لها نهاية بين قوات الحكومة المدعومة من اثيوبيا، والمسلحين من فلول اتحاد المحاكم الاسلامية المدعومين من بعض الفصائل المرتبطة بالقاعدة.

ويستمر النزاع في ظل تجاذبات ومصالح اقليمية داخل الاتحاد الافريقي وعلى وجه الخصوص بين الدول المجاورة للصومال اثيوبيا وارتيريا اللتان تتبادلان الاتهامات بشأن التدخل السلبي في الصومال على خلفية نزاع حدودي خاص بينهما.

وهزّت انفجارات عنيفة العاصمة الصومالية مقديشو وسمع إطلاق نار في أنحاء مختلفة من المدينة مع تواصل القتال العنيف الدائر بين القوات الإثيوبية والصومالية من جهة والمسلحين من جهة أخرى والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخصا. حسب تقرير للـبي بي سي.

كما أسفر القتال أيضا عن تشريد المئات من سكان العاصمة الذين ساروا مجهدين بعد أن قطعوا مسافات طويلة سيرا على الأقدام، باحثين عن مأوى وحاملين أمتعتهم وأشياءهم الشخصية على رؤوسهم.

نزوح جماعي

وتقول بعض الجماعات المحلية إن عدد من هُجروا من منازلهم في الآونة الأخيرة قد تجاوز 500 ألف شخص، في أكبر موجة نزوح عن المدينة منذ سقوط نظام الحاكم العسكري السابق للبلاد محمد سياد بري عام 1991.

إلا أن الأمم المتحدة قالت إن زهاء 321 ألف من سكان مقديشو قد هجروها جراء القتال بين الطرفين منذ شهر فبراير/شباط الماضي.

ويمثل هذا العدد حوالي ثلث سكان العاصمة مقديشو ويتجاوز كثيرا الأرقام التي نشرت سابقا.

وأفاد مراسل الـبي بي سي في الصومال بأن النازحين والمشردين يعيشون في ظل ظروف مزرية في جنوب ووسط الصومال.

وقالت سيدة رحلت عن منزلها يتبعها 11 فردا من أسرتها: "لقد فقدت كل أمل".

وقال السكان المحليون إنهم سمعوا أصوات تراشق بالمدفعية بين الطرفين المتقاتلين خلال المعارك التي أوقعت المزيد من القتلى والجرحى بين المدنيين وهدمت المنازل وخصوصا شمالي وجنوبي المدينة.

فقد قال عبد الكريم، أحد سكان مقديشو، إنه رأى بأم عينيه أربعة أشخاص، بينهم طفل واحد،

وقد أصيبوا جراء القصف الذي تعرضت له الأحياء المحاذية للقصر الرئاسي المحصن في مقديشو وفي منطقة سوق بكارة الرئيسي في المدينة.

وأضاف علي: "نستطيع رؤية الدبابات الإثيوبية وهي تطلق نيرانها وتمطر قذائف الهاون على مناطق المدنيين. إنهم يطلقون النار بشكل عشوائي، فقذائف الهاون تسقط في كل مكان".

سكان محاصرون

أما مختار محمد، أحد سكان حي الفجر في شمال مقديشو، فقال: "يتواصل القتال بضراوة في هذه المنطقة، فكلا الجانبين يستخدم الرشاشات والمدفعية المضادة للطائرات. لقد حوصر العديد من الناس في منازلهم".

وتابع محمد قائلا: "فلينجنا الله، فهو الوحيد الذي يعلم متى سينتهي هذا القتال".

وقال شخص آخر يدعى عيسى جيد في مقابلة هاتفية مع بي بي سي: " لقد دمر منزلي وانهار بقذائف الهاون التي تطلقها القوات الإثيوبية، وقتل أحد أبنائي".

يذكر أن أكثر من ألف شخص كانوا قد قتلوا أيضا في موجة من أعمال العنف التي نشبت بين الجانين واستمرت أربعة أيام الشهر الماضي.

وفي تطور إقليمي للصراع في الصومال، أعلنت أريتيريا عن انسحابها من التكتل الإفريقي لحفظ السلام (إيجاد) بعد خلاف مع إثيوبيا بشأن الملف الصومالي.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأريتيرية: "إن حكومة أريتيريا أرغمت على اتخاذ هذه الخطوة نظرا لحقيقة أن عددا من القرارات المتكررة وغير المسؤولة التي تقوض السلام والأمن الإقليميين قد تم اعتمادها تحت عباءة "إيجاد".

مسؤولية أخلاقية وقانونية

وتابع البيان قائلا: "ولطالما كان الأمر كذلك، فإن الحكومة الأريتيرية لم تعد ترى من المناسب أن تكون طرفا في التطورات التي يجب أن يسأل عنها قانونيا وأخلاقيا".

يذكر أن أسمرة وأديس أبابا دأبتا على تبادل الاتهامات بشأن دور كل منهما في تأجيج النزاع الدائر في الصومال، وإن كان بعض المراقبين يعبرون عن مخاوفهم من أن الدولتين لا زالتا على خلاف بشأن صراع حدودي بين عامي 1998 و2000 ولم يجر حله حتى الآن.

ويقول المراقبون إن الدولتين قد تكونان منخرطتان في حرب غير مباشرة بينهما في الصومال بسبب الخلاف الحدودي بينهما.

يذكر أن الحكومة الإثيوبية قامت بتقديم عسكري مباشر للحكومة الصومالية المؤقتة للإطاحة باتحاد المحاكم الإسلامية، التي حظيت بدعم أسمرة، في نهاية العام الماضي.

ويضيف تقرير للـ CNN عن تواصل المواجهات المسلحة في شوارع العاصمة الصومالية

مقديشو، ولليوم الرابع على التوالي، بين المليشيات المسلحة والقوات الأثيوبية باستخدام القذائف والصواريخ، فيما وصفته منظمات حقوقية بأسوأ المواجهات منذ سنوات، أسفرت عن سقوط 52 قتيلاً السبت، لترتفع الحصيلة إلى 165 مدنياً.

ولم يكشف أي من الجانبين المتناحرين: الفصائل المتشددة أو القوات الأثيوبية عن سقوط ضحايا بين صفوفهما.

وقال مصدر طبي من مستشفى "المدينة" إن أعداد الجرحى تفوق طاقة المستشفى، الذي اضطر لإقامة خيام لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين.

وقالت "منظمة علمان لحقوق الإنسان" الصومالية إن 52 مدنياً قتلوا في المواجهات التي أسقطت عدداً غير معلوم من المصابين السبت، لترتفع بذلك حصيلة المواجهات الجديدة التي اندلعت منذ أربعة أيام إلى 165 قتيلاً، على الأقل، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ووصف رئيس المنظمة الحقوقية، سودان علي أحمد، مواجهات السبت بالأسوأ خلال الأعوام القليلة الأخيرة.

وتستعر المواجهات المسلحة في الجانب الشمالي من مقديشو، التي بدأ المئات من السكان في النزوح عنها للانضمام إلى مئات الآلاف من النازحين الذي هجروا المدينة منذ فبراير/شباط.

وقدرت المفوضية العليا لشؤون الاجئين التابعة للأمم المتحدة، في وقت سابق، أن أكثر من 124 ألف شخص فروا من مقديشو منذ مطلع فبراير/شباط.

وألقى سفير الولايات المتحدة لدى الصومال وكينيا، مايكل رانبيرغ، بتبعة العنف على عاتق الفصائل الصومالية المتناحرة وفلول المليشيات المتشددة.

وصرح رانبيرغ قائلاً إنهم "يحاولون خلق مقاومة.. إلا أنه عنف انتهازي.. فهم ليسوا منظمون كمقاومة."

وفي شأن متصل، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون بوقف فوري للقتال في الصومال وبدء الحوار بين الفصائل الصومالية المتناحرة لإنهاء 16 عاماً من العنف والفوضى التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام سياد بري عام 1991.

وأشار كي-مون، في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي، إلى الحاجة الماسة لوضع حد للاقتتال، بإعلان هدنة أو التزام الأطراف المتناحرة لتحقيق السلام عبر حكومة فيدرالية انتقالية.

ويشار أن حكومة وطنية انتقالية تشكلت في الصومال عام 2004 إلا أن أنها فشلت في بسط سيطرتها الكاملة على البلاد.

وترفض المليشيات المتشددة تنصيب أي حكومة علمانية وتعهدت بمواصلة القتال حتى إقامة إمارة إسلامية في الصومال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24 نيسان/2007 -7/ربيع الثاني/1428