
شبكة النبأ: لا تزال الاتهامات
الامريكية تتصاعد بشان تدخل ايران في الصراع القائم على ارض العراق
وافغانستان بالاسلوب الذي يدعم بقاء النزاع مع القوات الامريكية
لاشغالها من جهة واخلال الامن من جهة اخرى عبر الفوضى التي تخلقها
اجواء انعدام الامن.
وقال جنرال أمريكي إن قوات المخابرات الإيرانية تقدم الدعم للمسلحين
السنّة في العراق اضافة إلى الشيعة لزعزعة استقرار البلاد وشغل القوات
الأمريكية.
وتمثل تصريحات الميجر جنرال مايكل باربيرو نائب مدير العمليات
الاقليمية في هيئة الأركان الأمريكية المشتركة لرويترز، أحدث تصعيد في
الاتهامات الأمريكية الموجهة لحكومة إيران الشيعية.
وقال باربيرو "أوضح محتجزون لدى أمريكا أن عملاء مخابرات إيرانيين
قدموا دعما لمسلحين سنّة ثم عثرنا على بعض الذخيرة المصنوعة في إيران
في أحياء بغداد التي تسكنها أغلبية سنية." ولم يذكر أي تفاصيل أخرى.
وردا على سؤال حول أسباب مساندة قوات إيرانية للسنّة قال باربيرو
إنهم يسعون "لزعزعة استقرار العراق ولشغلنا. وهي نفس الأهداف
الاستراتيجية تقريبا التي قدموا الدعم للمسلحين الشيعة من أجلها."
ودأبت الولايات المتحدة على القول بأن إيران تقدم تكنولوجيا الأسلحة
والتدريب للميليشيات الشيعية في العراق وهي اتهامات تنفيها طهران. لكن
الجيش الأمريكي بدأ يتهم إيران خلال الأسبوع الماضي بدعم السنة ايضا.
وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد في بادئ الأمر إن عملاء
المخابرات الإيرانية يقدمون "بعض الدعم" للسنة العراقيين لكنه لم يصف
نوع الدعم.
ثم قال الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن
قوات التحالف في أفغانستان الواقعة شرقي إيران اعترضت أسلحة إيرانية
كانت في طريقها إلى حركة طالبان السنية.
وقالت إيران في تصريحات بثتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن
الاتهامات بتقديم أسلحة لطالبان "لا أساس لها".
وقال باربيرو إنه لا يعرف ما إذا كان عملاء المخابرات الإيرانيون
يقدمون الدعم أيضا لعناصر القاعدة في العراق.
وتحتجز القوات الأمريكية في العراق خمسة إيرانيين اعتقلتهم خلال
حملة مداهمة في يناير كانون الثاني. وتقول الولايات المتحدة إنهم على
صلة بشبكات الحرس الثوري الإيراني التي تقدم أسلحة للمقاتلين الذين
يهاجمون القوات الأمريكية. وتقول إيران إن الخمسة دبلوماسيون وتطالب
بالافراج عنهم.
ويأتي اتهام إيران بأنها تعمل ضد القوات الأمريكية في العراق
وأفغانستان من خلال دعم المسلحين هناك في أعقاب اتهامات من الولايات
المتحدة وآخرين بأن طهران تسعى لامتلاك أسلحة نووية تحت ستار برنامج
للطاقة. وتنفي إيران ذلك أيضا.
واضاف تقرير لفرانس برس، اتهام الاميرال الامريكي وليام فالون
المسؤول الجديد عن العمليات العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط ايران
بالقيام بانشطة تساهم في زعزعة الاستقرار في العراق وافغانستان لكنه
ترك الباب مفتوحا لاطلاق حوار مع طهران.
واشار الاميرال فالون الى برنامج ايران النووي واستمرارها في تخصيب
اليورانيوم واحتجاز عناصر في البحرية البريطانية مؤخرا في مياه الخليج،
معتبرا انها تشكل امثلة على سوء تصرف طهران.
واضاف «لا شك في ان ايران تقوم بانشطة تساهم بشكل خاص في زعزعة
الاستقرار في كل من العراق وافغانستان».
وتابع ان «ايران تتصرف بشكل سيئ خصوصا في الحادث الاخير مع عناصر
البحرية البريطانية. تصرف طهران كان كرعاة البقر لا يمت بصلة الى الدور
الذي تقول انها تنوي القيام به وهو ان تصبح دولة محورية في المنطقة».
وتأتي تصريحات فالون بعد يوم على اعلان رئيس اركان الجيوش الامريكية
المشتركة الجنرال بيتر بايس امام الصحافيين ان قوات التحالف في
افغانستان اعترضت شحنة من مدافع الهاون ومتفجرات ايرانية الصنع موجهة
لحركة طالبان.
وخلال نظام حكم طالبان (2001ـ1994)، قدمت ايران اسلحة لاعدائها
مقاتلي تحالف الشمال بقيادة القائد مسعود.
ويخشى الامريكيون ان يكون الايرانيون قرروا في نهاية المطاف مساعدة
الميليشيات المعارضة للوجود العسكري الامريكي في افغانستان رغم العداوة
القديمة بين ايران الشيعية وطالبان واغلبهم سنة من اثنية الباشتون.
وتواجه ايران اتهامات بالقيام بالمثل في العراق.
وقال بايس ان الولايات المتحدة ستتعامل مع ايران بالسبل الدبلوماسية
والحل العسكري سيكون
الخيار الاخير.
ويضيف تقرير اخر لرويترز قول مسؤول امريكي كبير وهو يشير إلى علامات
على امدادات أسلحة ايرانية إلى حركة طالبان واتصالات اخرى إن ايران
ربما تكون تتدخل في أفغانستان "بطريقة غير صحية".
جاءت تصريحات ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون
جنوب ووسط اسيا بعد يوم واحد من قول جنرال امريكي كبير إنه تم ضبط
اسلحة ايرانية متجهة إلى مقاتلي طالبان في افغانستان الشهر الماضي.
وقال باوتشر إن ايران لعبت دورا ايجابيا في العملية الدولية لاقامة
حكومة ما بعد طالبان في عام 2001 وفي مكافحة تجارة المخدرات من البلاد.
لكنه قال إنه يوجد قلق متزايد بشأن سلوك ايران في افغانستان خلال
الاثني عشر شهرا الماضية.
وقال باوتشر في بيان صحفي في بروكسل حيث أجرى محادثات مع مسؤولين من
الاتحاد الاوروبي "إننا نشهد سلسلة مؤشرات على أن ايران ربما تكون
تتدخل على نحو أكبر بطريقة غير صحية في أفغانستان."
وقال إن هذه المؤشرات تشمل تقارير عن التدخل "في المجالات السياسية"
وعن اتصالات بشأن امدادات أسلحة لطالبان.
وفيما يعكس تصريحات الجنرال الامريكي بيتر بيس قال "إننا لا نعرف
على وجه الدقة من الذي يفعل هذا وما سبب ذلك لكننا نعلم ان هذه اسلحة
من أصل ايراني ظهرت في ايدي (مقاتلي) طالبان."
وعندما طلب منه أن يعطي مزيدا من المعلومات بشأن التدخل الايراني
قال "إنني لا اريد المبالغة في هذا الموضوع. لقد شاهدنا هذه الاشياء
التي اشرت اليها.. الاسلحة التي تحدث الجنرال بيس عن انها ظهرت في
افغانستان وشاهدنا التقارير عن التدخل السياسي من جانب ايران وهذه امور
نراقبها بعناية بالغة."
ولم ترد ايران بعد على اتهامات بيس. ونفت اتهامات امريكية بأنها
تذكي الفوضى في العراق من خلال تقديم اسلحة وتدريب إلى متشددين شيعة.
ولم يرد باوتشر عندما سئل إن كان يعتقد أنه ليس من المعتاد أن تساعد
ايران الشيعية طالبان السنية.
وأثناء السنوات التي حكمت خلالها طالبان افغانستان أيدت ايران
الجماعات الافغانية التي تقاتل ضد الحركة ومن بينها التحالف الشمالي
الذي لعب دورا اساسيا في الاطاحة بطالبان بعد الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة في عام 2001.
وفي عام 1998 كادت ايران تخوض أيضا حربا ضد افغانستان بعد ان قتلت
حكومة طالبان
عشرة دبلوماسيين ايرانيين.
وقال بيس إن قوات التحالف ضبطت قذائف مورتر ايرانية الصنع ومتفجرات
من نوع سي-4 في قندهار. ولم يقدم تفاصيل اخرى واكتفى بقول إنه علم أن
الاسلحة مصنوعة في ايران وأنها كانت في طريقها إلى طالبان.
وفي سياق متصل نشرت صحيفة "الجارديان" تقريرا لمراسلها في كابل
ديلكان والش بعنوان "الولايات المتحدة تتهم إيران بتزويد مسلحي طالبان
بالأسلحة".
يقول التقرير إن الاتهامات الأمريكية لإيران بتسليح مسلحي طالبان في
أفغانستان سرا، تعد المرة الأولى التي ينشر فيها مسؤولون أمريكيون
علانية "إشاعات" تتردد في أفغانستان بشكل غير رسمي منذ العام الماضي.
ويمضي التقرير فيشير إلى أن هذه الاتهامات، التي نفتها إيران،
تزامنت مع بروز تكهنات بأن واشنطن تعد لضربة عسكرية ضد المنشآت النووية
الإيرانية.
ويورد التقرير على لسان ودير صافي الأستاذ في جامعة كابل أن هذا
التحالف ممكن رغم ما يبدو من توتر في العلاقة بين طالبان السنية،
وإيران الشيعية، فكلاهما يؤمن بـ "الإسلام السياسي"، كما أن لهما عدوا
مشتركا هو أمريكا، حسب قوله.
ويخلص التقرير إلى أن بعض المسؤولين الغربيين في كابل رأوا في هذه
الاتهامات بتشكك.
وقال أحدهم إن الأسلحة الإيرانية أصبحت متوفرة في السوق السوداء منذ
التسعينيات عندما كانت طهران تشحن الأسلحة إلى الجماعات المناوئة
لطالبان.
ويضيف أن من بين كل 10 بنادق كلاتشنيكوف هناك واحدة إيرانية.. "إنها
مجرد حرب كلامية لا تستند إلى أساس قوي في الواقع". |