فورة الإرهاب تهدد الاقتصاد المغربي

شبكة النبأ: تسعى الجهات الارهابية ليس فقط الى تشويه الدين كرسالة ربانية وانما كنظرة متدنية في التعامل مع الكينونة الاسلامية كوجه مادي ومعنوي في داخل المجتمعات الاسلامية وها هي في الاوقات الراهنة تلقي بثقلها المرعب في المغرب  والجزائر كما ألقته في العراق ولا زالت.

ويخشى المغاربة ان تتكرر الصورة القاتمة في بلدهم وتتحطم اسس الاقتصاد بعد ان بدأت ثماره تلوح في الافق.

وتثير عمليات العنف التي اندلعت في الآونة الأخيرة في المغرب العربي مخاوف المستثمرين بما قد يؤثر على النموّ الاقتصادي ولاسيما بالنسبة إلى المغرب.

وحذّر اقتصاديون في تقرير للـCNN، من أنّ الآثار قد تكون أكبر بالنسبة إلى المغرب حيث أنّ بنية الاقتصاد هناك تقوم على عامل ثقة المستثمر الأجنبي وكذلك الاستثمار في القطاع السياحي.

أما بالنسبة إلى الجزائر فإن بنيتها الاقتصادية تقوم أساسا على قطاع الطاقة، حيث باستثناء حوادث معزولة تستهدف العاملين فيه، بقيت محطات الضخ آمنة، هذا فضلا عن اتساع رقعتها الجغرافية بما يجعل من الوصول إليها أمرا صعبا.

وقال المحلل الاقتصادي شكري فيلالي إنّ التهديد الذي مثلته العمليات الهجومية المحبطة في المغرب في الآونة الأخيرة هو أنّها جاءت في وقت بدأت فيه البلاد تقطف ثمار إجراءات الانفتاح الاقتصادي التي قررتها الحكومة على مدى السنوات الماضية.

وقال المحلل أحمد عرفاني إنّه يتوقع، إذا استمرت نفس الحيطة الأمنية، أن لا يتأثر الموسم السياحي حيث أنّه، وحسب رأيه، أثبت إحباط تلك العمليات أنّ السائح يبدو في مأمن بالمغرب أكثر من دول أخرى ينجح فيها الإرهاب في الوصول إلى أهدافه.

ووفقا لأرقام رسمية فقد بلغت نسبة النمو العام الماضي، أكثر من ثمانية في المائة، غير أنّ أي تكرار لعمليات تفجيرية قد يهبط بالأرباح السياحية فضلا عن إبطاء نسق الاستثمار الأجنبي ولاسيما في المناطق المعزولة التي تحتاج إلى كثير من المشاريع الإنمائية.

ويضيف تقرير لرويترز، خشية المغاربة ان تضر سلسلة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها الدار البيضاء المركز التجاري للبلاد بالنمو الاقتصادي القوي اللازم للحد من الفقر الذي يعتبر أرضا خصبة تفرز انتحاريين.

وطبقا لما نقلته وكالة فرانس برس، فقد فجّر محمد مها وشقيقه عمر نفسيهما أمام مكاتب دبلوماسية أمريكية في الدار البيضاء في أول هجمات ضد أهداف محددة منذ أربعة أعوام، وقُتل الاثنان فقط في التفجيرين ولم يُصب أحد.

جاء الحادث بعد أيام من تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم بعد أن داهمت الشرطة منزلا يقيمون فيه وقتلت مهاجما رابعا وأثار احتمال وجود عدد اخر من المهاجمين الانتحاريين مطلقي السراح مخاوف من ان يضر مثل هذا التهديد بالاستثمار الاجنبي والسياحة في وقت تبذل فيه الحكومة قصارى جهدها لجذب الاثنين لتحفيز النمو.

ويقول الطالب عاشور داودي (17 عاما) "ما يفعله المفجرون يزيد معاناة الفقراء لانه يقلل من فرص العمل. من الافضل ان يبحثوا عن سبل لتحسين الأوضاع."

ويقول احمد سلطاني (57 عاما) العامل بميناء الدار البيضاء "أخشى على سلامتنا وعلى ابنائي الذين سيجدون صعوبة في العثور على فرص عمل في السياحة اذا أصاب الخوف السائحين."

ويقول مسؤولون سياحيون انه لم تلغ حجوزات او تخفص مدد الزيارات نتيجة للتفجيرات. ولكن الخبراء ذكروا ان من الصعب قياس تأثير التفجيرات في هذه المرحلة قبل أربعة أشهر من ذروة الموسم السياحي في الصيف.

ونقلت صحيفة الاحداث المغربية عن علي الغنام رئيس فيدرالية رؤساء الفنادق "ان الفاعلين في القطاع السياحي في مختلف بقاع العالم غيروا قناعاتهم بشأن تأثير الهجمات الارهابية على الانشطة السياحية لان العمليات الارهابية غدت مُعتادة."

وتقول سليمة مصدق (22 عاما) وهي مديرة مبيعات تنفيذية في متجر انيق لبيع الملابس في الدار البيضاء "لا أشعر بالامان وانا اسير في الشارع وينتابني خوف أكبر داخل سيارتي."

وتفجيرات الدار البيضاء هي أول تفجيرات انتحارية ضد اهداف محددة يشهدها المغرب منذ مايو ايار 2003 حين فجر مهاجمون خمس قنابل في الدار البيضاء مما أسفر عن سقوط 45 قتيلا.

وهناك ما يقارب 13 مفجرا يعيشون في بعض من أفقر الأحياء في البلاد.

ويرى المحللون ان معظم التفجيرات الاخيرة في المغرب والتفجيرات التي قتلت 33 شخصا في الجزائر المجاورة كأحدث مؤشر على تنامي تهديد المتطرفين الاسلاميين في الشمال الافريقي اذ لا يجدون صعوبة في تجنيد انتحاريين من فقراء المنطقة.

وأكثر من 35 في المئة من سكان المغرب البالغ تعدادهم 30 مليون نسمة من الفقراء وأكثر من 40 في المئة لا يقرأون ولا يكتبون. ويقول اقتصاديون ان الفجوة بين الثروات تجعل الصورة الاجتماعية قاتمة نظرا لأن عشرة في المئة من الاغنياء يملكون 85 في المئة من الثروة في البلاد.

ويقول المحللون ان المغرب يحتاج 400 ألف وظيفة سنويا على مدار 15 عاما في المستقبل مقارنة مع 120 ألف وظيفة في المتوسط في العقد المنصرم كي يحول دون ان تخرج البطالة المتفشية الاستقرار عن مساره.

وتقول الحكومة انها تنوي التوسع في النمو وتوفير أكثر من 2.5 مليون فرصة عمل من بينها 600 ألف وظيفة في قطاع السياحة بحلول عام 2010.

وتضيف الحكومة انها حققت تقدما في تقليص نسبة الفقر وتحسين ظروف المعيشة في الأحياء الفقيرة ولكن منتقدين يقولون ان جهودها غير كافية.

وقال علي عمار رئيس تحرير مجلة (لوجورنال) في إشارة للأحياء الفقيرة في المدينة "لم تفعل الحكومة شيئا تقريبا منذ 16 مايو ايار 2003 لتشرع في القضاء على الارض الخصبة التي تفرز هذا التهديد في ضواحي الدار البيضاء."

وقال شهود ان الانفجار الاول وقع على بعد ستة أمتار من المركز الثقافي الامريكي وان الثاني وقع بعد 20 ثانية على بعد 60 مترا من القنصلية الامريكية.

ويوم الثلاثاء الماضي قالت الشرطة ان ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم في حي فقير في الدار البيضاء بعد أن اغارت الشرطة على منزل امن يقيمون فيه حتى لا يقبض عليهم أحياء. وقتلت الشرطة مهاجما رابعا.

ويعتقد محمد ظريف خبير التطرف الاسلامي في المغرب انه يعتقد ان أكثر من 15 مفجر انتحاري مطلقو السراح.

وقال سليم شرايبي صاحب متجر "نحن اناس معتدلون نتبع دينا وسطا. لا ينتمي المفجرون الانتحاريون لارضنا وثقافتنا."

وتابع "هؤلاء المفجرون واعمالاهم الحمقاء خطر على اقتصاد المغرب وامن المواطنين."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19 نيسان/2007 -28/ربيع الاول/1428