فيما لايزال الايدز يفتك بالفقراء..تتوفر الأدوية للاغنياء فقط

شبكة النبأ: يعاني المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة المسمى اتش آي في، المتواجدين في الدول المتوسطية ذات الدخول الواطئة من نقص حاد في عقاقير العلاج لهذا المرض الفتاك، وتنتشر حالات الوفاة السنوية باستمرار جراء المرض بصورة شائعة في بعض دول اسيا وأفريقيا وخصوصا الدول الفقيرة منها.

وأظهرت دراسة جديدة لمنظمات بالأمم المتحدة أن ما لا يزيد عن 28 بالمائة من الأشخاص اللذين يعانون من فيروس الإتش آي في، يمكنهم الحصول على أدوية قد تنقذ حياتهم.

وحذرت الدراسة التي نشرتها الـبي بي سي نقلا عن منظمة الصحة الدولية ومنظمتي يونيسيف ويو إن آيدز من وجود عراقيل كثيرة أمام تحقيق هدف الأمم المتحدة بتوفير برامج العناية والوقاية للجميع مع حلول عام 2010.

غير أن الدراسة أشارت أيضا إلى "تقدم بارز ومستمر" في مجال تحسين العلاج والتشخيص لمن يعانون من الفيروس.

وقالت مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة الدولية: "نحن بحاجة إلى برامج وطنية طموحة وتعبئة عالمية أكثر ضخامة ومحاسبة أفضل إذا أردنا النجاح."

وقد وجدت الدراسة أنه مع نهاية العام الماضي، فإن 2015000 شخصا في بلدان ذات دخل منخفض ومتوسط باتوا يحصلون على أدوية للسيطرة على الفيروس، ما يمثل تحسنا بنسبة 54 بالمائة في عام واحد.

غير أنها قدرت عدد الذين يمكنهم أن يستفيدوا من الأدوية بـ7.1 مليون شخصا.

وفي سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية للـ CNN، أن مليوني شخص من مواطني الدول المتوسطة والمتدنّية الدخل تمكنوا من الحصول على أدوية مضادة لأعراض مرض نقص المناعة المكتسبة HIV مع نهاية العام 2006.

وقد أبدت المنظمة في تقريرها السنوي ارتياحها لهذه النتائج، معتبرة أنها تمثّل زيادة مقدارها 54 في المائة عن عدد مرضى تلك الدول الذين حصلوا على عقار للفترة عينها من العام 2005، والذين قدّر عددهم آنذاك بحوالي 1.3 مليون شخص، على أن التقدم الحاصل في العالم العربي تبقى الأدنى.

وقد أبدى شارلي جيكز، مدير دائرة علاج مرض نقص المناعة سروره لهذا التقدم الذي يطال 28 في المائة ممن يحتاجون إلى العلاج في تلك البلدان، قائلاً إن هذه النتائج "مشجعة جداً وقد أمكن الحفاظ عليها."

وقد أعاد جيكز هذا التطور إلى التراجع الكبير الذي طرأ على أسعار الأدوية، وذلك بسبب التنافس الشديد بين الشركات المصنّعة من جهة، وضغوطات المؤسسات غير الحكومية من جهة أخرى.

وذلك إلى جانب الجهود الحكومية الرامية إلى معالجة هذا المرض حول العالم وفقاً للأسوشيتد برس.

ولفت جيكز إلى ضرورة مضاعفة الجهود للوصول إلى الهدف المرتجى الذي رسمته الأمم المتحدة، لتأمين الدواء لجميع المرضى خلال ثلاثة سنوات.

وقد أظهرت تقارير منظمة الصحة أن الدواء بات متوفراً لحوالي 72 في المائة من المرضى في قارة أمريكا اللاتينية و28 في المائة لدول أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، والتي لم تكن النسبة تتجاوز فيها عام 2003 حد 2 في المائة.

وتبقى أدنى معدلات الحصول على الدواء لدى المرضى الفقراء في دول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، حيث لا تتجاوز نسبة المرضى القادرين على تلقي العلاج 6 في المائة.

وختمت المنظمة الدولية بالتشديد على ضرورة تأمين العلاج للأطفال وصغار السن، خاصة وأن البنى الطبية في العديد من الدول النامية لا تسمح بالتشخيص المبكر للمريض.

وفي صعيد متصل قالت وكالة معنية بالصحة تابعة للامم المتحدة ان مئات الالاف من الاطفال يموتون بسبب مرض الايدز في الدول النامية لعدم حصولهم على العلاج المتاح بالفعل في اماكن أخرى. حسب تقرير نقلته رويترز.

وبينما جرى القضاء تقريبا على المرض الذي يسببه فيروس "اتش اي في" لدى الاطفال بالدول ذات الدخل المرتفع حيث انخفض معدل انتقال الفيروس من الام الى طفلها اثناء الولادة الى أقل من 2 في المئة فمازال هذا الامر خطيرا بشكل خاص في مناطق اكثر فقرا كما ذكر تقرير من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة بشأن مرض الايدز وصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف).

ووجد التقرير ان 11 في المئة فقط من النساء الحوامل المصابات بفيروس "اتش اي في" في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل يتناولن عقاقير لمنع انتقال المرض المدمر للمناعة الى اطفالهن اثناء الولادة وان كثير من الاطفال الذين يولدون مصابين بفيروس "اتش اي في" لا يجري تشخصيهم وبالتالي لا يتلقون أي علاج.

وقال التقرير ان 380 الف طفل لقوا حتفهم لاسباب ترتبط بمرض الايدز في العام الماضي وهي اصابات كان من الممكن منعها.

وقالت ان فينمان رئيسة اليونيسيف في بيان "مازال الاطفال الوجه المفقود لوباء الايدز."

وقال تقرير الوكالات الذي استعرض مدى التقدم في مجال الحصول على علاج لفيروس "اتش اي في" ان عدد الذين حصلوا على علاج لفيروس "اتش اي في" بالدول الفقيرة ارتفع بنسبة 54 في المئة في العام الماضي ليصلوا الى مليوني شخص بالرغم من ان هناك 5 ملايين اخرين مازالت العقاقير المنقذة للحياة غير متاحة لهم.

وحصل 15 في المئة فقط من بين 780 الف طفل يحتاجون لعلاج لفيروس "اتش اي في" على العلاج بحلول نهاية عام 2006 فيما حصل 4 في المئة فقط على المضاد الحيوي "كو تريموكسازول" co-trimoxazole الذي توصي منظمة الصحة العالمية به للاطفال المصابين بفيروس "اتش اي في" وكذلك هؤلاء الذين ولدوا لامهات مصابات بفيروس "اتش اي في" عندما يتاح تشخيص مبكر.

ودعا التقرير الى ضرورة "بذل جهد اكبر لمتابعة الاطفال المعرضين للاصابة بالفيروس وتحديد وضع الفيروس لدى كل الاطفال الذين ولدوا لامهات مصابات بمرض الايدز حتى يتسنى توفير الرعاية والدعم المناسب لهم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19 نيسان/2007 -28/ربيع الاول/1428