دول آسيا تبدأ سباق تسلح فضائي بمليارات الدولارات

شبكة النبأ: انتقلت عدوى سباق التسلح بأنواعه من الدول العظمى الى الدول النامية التي تتمتع ببعض التقدم التكنولوجي، ولكن السباق هذه المرة يتسم بطابع عسكرة الفضاء وسعي هذه البلدان لحجز مكان مبكر لأبحاثها وتجاربها الفضائية المدنية والعسكرية على السواء.

وشهدت آسيا خلال الأشهر الفائتة سباق فضاء لم تشهد القارة مثله من قبل، حيث افتتحت السباق الصين بتجربة تدمير قمر صناعي في الفضاء على بعد مئات الكيلومترات، ثم جرّبت كوريا الشمالية صاروخ باليستي مرّ من فوق اليابان دون ترخيص او اجراءات مسبقة، الأمر الذي حث طوكيو على وضع برنامج تجسس فضائي تقدر قيمته بعدة مليارات من الدولارات.

ومؤخراً، أطلقت الهند صاروخاً بالستياً يصل مداه إلى الشرق الأوسط، فيما تستعد لإرسال صاروخ إلى القمر، وفي الأثناء بدأت باكستان بتطوير رؤوس حربية جديدة متوسطة وطويلة المدى.

وتشكل هذه التطورات التي شهدتها آسيا سباقاً فضائياً محموماً، هو الأكثر سخونة منذ نهاية الحرب الباردة بين القطبين العالميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، كما أنه يعني إندلاع حرب باردة بين الدول الآسيوية.

ويبدو أن توفر التكنولوجيا اللازمة لدى هذه البلدان، مكنها، إلى جانب توفر الأموال، من بلوغ هذه المرحلة من التقدم في مجال السباق الفضائي وسباق التسلح بينها.

وحالياً تنفرد الصين بالمركز الأول في هذا السباق بعد نجاحها في إرسال رواد فضاء إلى الفضاء الخارجي، نقلاً عن تقريرللـ(الأسوشيتد برس).

غير أن الهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايوان نجحت في إرسال أقمار صناعية ووضعها في مدارات حول الأرض.

من جهتها، تزعم كوريا الشمالية بأنها وضعت قمراً صناعياً خاصاً بها في مدار حول الأرض في العام 1988 بواسطة صاروخي باليستي، وأنها تستخدم هذا القمر في بث رسائل زعيمها كيم جونغ إيل، رغم أن هذه المزاعم لم تتأكد.

أما الدولة الآسيوية الاخرى المعنية بالسباق الفضائي بعد الصين، فهي اليابان، إذ بعد عقود من العمل، أكملت طوكيو في شهر فبراير/شباط الماضي شبكة مكونة من أربعة أقمار صناعية للتجسس، ويمكنها مراقبة أي بقعة على الأرض بشكل يومي.

وجاءت خطوة اليابان هذه بعد الاختبار الكوري الشمالي في العام 1998 لإطلاق صاروخ باليستي من طراز "تايبودونغ" الذي حلق فوق الجزيرة الرئيسية الكبرى في اليابان وسقط في

مكان ما في المحيط الهادئ. حسب تقرير للـ CNN.

وبلغ إنفاق اليابان سنوياً على برنامجها التجسسي الفضائي نحو 500 مليون دولار سنوياً.

وباتت اليابان والهند والصين حالياً تمتلك القدرات لإطلاق صواريخها الخاصة بها إلى الفضاء، فيما يوجد لدى كل من كوريا الشمالية والباكستان برنامج صاروخي نشط.

في العام 2000 كشفت كوريا الجنوبية عن ميزانية تصل إلى 277 مليون دولار لإقامة موقع لإطلاق الصواريخ، وذلك بمساعدة روسيا.

وتستعد سيؤول لإطلاق قمر صناعي صغير إلى الفضاء الخارجي في العام المقبل.

وفي الأثناء تأمل الهند بإطلاق قمرها الصناعي "شندريان - 1" خلال هذا العام، أو العام المقبل على أبعد تقدير، كما أن موازنتها للفضاء تصل إلى 700 مليون دولار.

وأنفقت الصين حتى الآن قرابة 1.2 مليار دولار على مشاريع تتعلق بالفضاء الخارجي، فيما تبلغ موازنة الفضاء الأمريكية 16 مليار دولار.

وفي سياق متصل نقلت وكالة (شينخوا) الصينية قول وانغ يونغ تشى كبير المصممين لبرنامج الفضاء المأهول الصيني، ان الصين ستبذل الجهود لبناء محطة فضاء خاصة بها فى الـ 15 سنة القادمة.

واضاف وانغ ان الصين قد استثمرت 18 مليار يوان / 2.18 مليار دولار امريكى/ في برنامج الفضاء بروّاد فى الأحد عشر عاما الماضية وذلك اقل بكثير مما كان متوقعا فى بادىء الامر.

وحسب هذا البرنامج ستبني الصين محطة فضاء دائمة مأهولة وانجاز ذلك يستغرق حوالى 15 سنة.

وتبعت الصين خطوات الاتحاد السوفياتى السابق والولايات المتحدة لإنجاز رحلة فضائية بروّاد فى اكتوبر الماضى حيث دار الرائد يانغ لي وا حول الارض 14 مرة.

واضاف وانغ، ان الصين ستنفذ ايضا برنامجا للدوران حول القمر.

وقال ان مسبار القمر الصيني ليس مصمما ليبعث رائداً الى القمر بل الى اطلاق قمر اصطناعي يدور حول القمر، وذلك لأسباب مالية.

وانغ عضو اكاديمية الهندسة الصينية وعمره 72 سنة هو كبير المصممين لبرنامج الفضاء الصينى المأهول منذ عام 1992.

وما يزيد من القلق الدولي، قيام العملاق الصيني في يناير (كانون الثاني) الماضي بتجربة لسلاح مضاد للأقمار الصناعية لتصبح بذلك بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق

الذي يسقط جسماً في الفضاء على بعد مئات الكيلومترات.

وفي أواخر فبراير (شباط) الماضي، اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان هذه التجربة

وقيام الصين «ببناء سريع لقوتها العسكرية» يتناقضان مع «الهدف المعلن لتنمية سلمية».

ولا توفر الولايات المتحدة اي مناسبة لإتهام الصين بإخفاء حقيقة النفقات المخصصة للدفاع. وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، الشهر الماضي «أشك في ان الصينيين ينفقون على جيشهم اكثر مما يبدو في ميزانية» البلاد.

وتأتي الزيادة في الإنفاق العسكري الصيني في وقت جدد زعماء صينيون ثقتهم بقدرتهم على السيطرة على النقاش السياسي المثير للجدل والخلاف بشأن التصويت على قرار يتعلق بقانون حقوق الملكية.

وقال تشينغ لي، الخبير في الشؤون السياسية الصينية إن "القيادة المركزية مرتاحة تماماً بشأن الجدل لأنها تستطيع السيطرة عليه.. كما أنها تحاول أن تظهر وجود مناخ من الانفتاح."

يذكر أن الصين تتعرض بين فترة وأخرى لضغوط متجددة من قبل الدول الصناعية السبع من أجل تعديل سعر صرف عملتها وجعلها أكثر مرونة.

فقد أثار تشدد الصين حيال عملتها والفوائض التجارية الضخمة قلقاً كبيراً في الدول الغربية، الأمر الذي دفعها للترحيب بالتزام الصين بـ"إعادة التوازن للنمو"، لكنهم دعوا بكين إلى تعجيل سعر صرف "اليوان"، بحيث يكون أكثر مرونة لتحركات السوق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 18 نيسان/2007 -27/ربيع الاول/1428