برلمان هزيل وحكومة عاجزة وشعب اعزل!

رياض الحسيني*

 بهذه الكلمات الثلاثة يمكن ان نلخّص الوضع في العراق اليوم "برلمان هزيل وحكومة عاجزة وشعب اعزل"! وهل هنالك برلمان اهزل من البرلمان العراقي، وهل رأينا حكومة اعجز من الحكومة العراقية، وهل صادفنا شعب منكوب اعزل من الشعب العراقي؟!

نواب يتراكضون خارج مبنى البرلمان حفاظا على ارواحهم بعد ان وصلت التفجيرات والمفخخات الى طاولات الوجبات الدسمة في مطعم البرلمان الموقر! ومن المتهم اليوم في هذه القضية؟ طبعا ليس من جديد "احد حراس احد النواب"! جملة سئمنا منها وممن يطلقها بينما اكتفت القيادة العليا في الدولة العراقية والحكومة "الوطنية" باطلاق الكلمات النارية متهمة "القاعدة" بالوقوف وراء هذه العملية كما العادة وكانها اي حكومتنا الموقرة قد اكتشفت المحرك البخاري من جديد او "الطشت" على حد تعبير بعض الاصدقاء البشوشين في هذا الزمن الاغبر!

بعض الاصدقاء وللامانة اعلنها انه قد تلقى نبأ هذا "الخرق الامني" بسرور واتصل بي من بغداد ليوقضني من احلى نومة وما اقل "النومات الحلوات" في حياتي ليؤكد لي ان الكثير من ابناء الشعب العراقي مسرورين لهذه العملية التي يتمنون ان تتكرر لا لشئ سوى لكي يعتبر البرلماني ويعيش معاناة المواطن العادي وليتذوق طعم انعدام الامن والامان وربما ونقول ربما ستكون هذه الحادثة عبرة للبرلمان العراقي وللحكومة العراقية بان ينظروا بعين المسؤولية والرعاية للمواطنين ويتوقفوا عن تقريب النار لقرصهم اكثر فاكثر!

احد الحراس لاحد اعضاء البرلمان، تعالوا نصدّق هذه الرواية الهزيلة طالما انها جاءت من هزيل ولكن الا يحق لنا ان نسأل كيف دخل هذا الحارس وهو ملتفا بحزام ناسف؟ كيف دخل هذا البرلماني وبرفقته حارسه الشخصي حاملا حقيبة متفجرات الى المنطقة الخضراء؟ واذا كان الامر بهذا اليسر والسهولة فاقرءوا على الدولة العراقية السلام فلن ينفع مع هذا الوضع خطة امنية ولا هم يحزنون! فلا البرلماني تسمح له حصانته من تفتيشه ولا حصانة البرلماني تمنع حارسه الشخصي ان يكون عبوة ناسفة تمشي على الارض اينما حل وارتحل! ونحن على هذه الشاكلة فاننا امام اعداد مهولة من الانتحاريين المتواجدين في صفوف "ممثلي" الشعب الاعزل.

 بيد انه اذا كان هؤلاء البرلمانيون عاجزون عن حماية انفسهم رغم جيوش الحمايات التي تحيط بهم فهل لديهم القدرة على حماية المواطن الاعزل؟! معادلة بحاجة الى الكثير والكثير من التأمل والحزم والا فالقادم من الامور اكثر هولا واشد ايلاما! خوفي ان اصحو يوما ولا اجد من يمثلني في البرلمان العراقي؟! حينها سأشعر فعلا بالفراغ الدستوري وما ادراك ما الفراغ الدستوري؟

طبعا خلال الساعات القادمة سنسمع عن تشكيل لجنة للتحقيق في الامر وملابساته وكعادة اللجان السابقة نسمع بتشكيلها من قبل السيد رئيس الوزراء ولا نسمع بما توصلت اليه. فكم من لجنة تشكلت وكم من نتيجة أُعلنت؟! عشرات بل مئات اللجان ومن دون نتيجة فكل النتائج تؤدي الى وقوف القاعدة وراء العلميات وكأن القاعدة تنفي ولا تدّعي تبني عمليات نوعية كهذه! واذا كانت القاعدة على هذه الدرجة من التنظيم والتحشيد والقدرة الامنية وهم مطاردون في كل اصقاع الارض فكيف سيكون الحال حينما يصلون الى السلطة او بعضها؟! واذا كان صفق نعل البرلمانيين العراقيين البواسل قد وصل خارج مبنى مطعم البرلمان هذه المرة فحتما سيصل هذا الصفق حد قفاهم وقتما تنسحب القوات الامريكية فعليا من العراق؟!

*كاتب صحافي وناشط عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15 نيسان/2007 -24/ربيع الاول/1428