جبن نوري المالكي وشجاعة صدام حسين!

رياض الحسيني

 كثيرا ما سمعنا عن شجاعة صدام حسين في الاعلام العربي تحديدا اما الرأي العام العراقي فله وجهة نظر مختلفة تماما. وطالما تذكر الاعلام العربي يوم اعدام صدام حسين ووقوفه في قفص الاتهام الا ان الشعب العراقي سيظل يتذكر يوم الثالث عشر من كانون الاول من عام 2003 وهو يوم اخراج صدام من الحفرة المشؤومة التي ستظل حتما عارا على جبين الرئاسة العراقية بشكل خاص وختم اسود في جواز كل مواطن عراقي بشكل عام اينما حل وارتحل. ووسط مقارنة بين رحلة الراحل صدام ورحلة الموجود المالكي يمكن ان نشهد لمن يستحق الشهادة وهذا ينطبق حتما على شجاعة الشجعان وجين الجبناء.

اذا ما تجاوزنا يوم الحفرة ويوم الفرار من الزحف يوم التاسع من نيسان الذي كان من المفترض برئيس الجمهورية ان يكون اول المتصدين ليس باعتباره المواطن الاول فقط وانما باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس قيادة الثورة! المنطق السليم يفرض تواجد القائد بين الجنود لذا ففرار صدام يوم الاجتياح الامريكي لبغداد يعني اشارة واضحة لكل القطعات الشعبية والعسكرية باخلاء المواقع وتسليم الدولة للمحتل، هذا من جهة.

اما الجهة الاخرى فهي ان صدام وان لم يكن شجاعا في ذلك الوقت للتصدي للغاصب الا انه كان متوقعا منه على الاقل ان يتصف بصفات القادة العظماء وان يتحمل مسؤولية هزيمته وفراره من ارض المعركة التي طالما وعد الشعب العراقي بانها ستكون نارا تحت اقدام المحتل ان هو اقدم على احتلال العراق. كان من المفترض بصدام ان يعتذر من الشعب العراقي وان يطلب الصفح منه وان يعاقب نفسه بنفس القرار الذي طالما صعّد به مئات الالاف من العراقيين المشانق وتلّقى به عشرات الالوف رصاصات فرق الاعدام المتواجدة مع كل هجوم يُشن على ايران 1979-1988 او لدى اجتياح الحرس الجمهوري الكويت عام 1991.

اذا كان بالامكان ان نتجاوز عن كل ذلك فلا اعتقد من الانصاف حين مقارنة صدام حسين برئيس الوزراء الحالي نوري المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ورأس السلطة التنفيذية وهو موقع شبيه تماما بالموقع الذي كان صدام يتسنمه فعليا، ان نتجاوز احجام صدام عن زيارة محافظات العراق الجنوبية لاكثر من ثلاثين عاما! فالشعب العراقي يعلم انه وحتى ايام رئاسة البكر للجمهورية العراقية فان الحاكم الفعلي كان صدام ولم يكن نائبا فقط. وفي الوقت الذي كان فيه العراق مستقرا بدءا من 1968 وهو عام انقلاب البعث على نفسه وتسلم جماعة البكر-صدام الحكم وحتى عام الفرار 2003، فان صدام حسين لم يجرؤ على زيارة مناطق العراق الجنوبية لا في زمن السلم ولا في زمن الحرب! ايام الحرب العراقية الايرانية ظهرت اشاعة قدوم صدام حسين لزيارة محافظة الناصرية الا انه تبين فيما بعد انها لم تكن زيارة ميدانية رغم انه قد قيل عنها ان الرئيس كان "مستعجلا" فتلك الزيارة كانت فقط على واجهات الصحف الرسمية حيث لم ير الشعب قائده ولم يجرؤ القائد على زيارة شعبه العظيم الذي يحلو له ان يسميه!

اليوم ووفقا لاعلان القاعدة في العراق "دولة العراق الاسلامية" في المحافظات (الانبار-صلاح الدين-الموصل-بغداد)، يتحرك رئيس الوزراء نوري المالكي الى اكثر مناطق العراق سخونة والى المعقل الاول للارهاب ومركز القاعدة الرئيس في الرمادي ليعلن صراحة وعلى الملأ ان الرجل عازم على تخليص العراق من الارهاب وانه زعيم لكل العراقيين فهو رئيس وزراء العراق وليس مرشح الائتلاف العراقي الموحد فقط! المالكي اثبت اليوم انه قائد ميداني وليس زعيم سياسي يقبع في المنطقة الخضراء فحسب. زعيم يستحق المديح والثناء في وقت يضرب فيه الارهاب الاعمى في العراق كل حجر وشجر. وبعد كل ذلك يصف بعض الاعلام العربي وبعض المحلي منه ان السياسيين العراقيين ليس بامكانهم الخروج من المنطقة الخضراء حيث الحماية الامريكية وان صدام كان الرجل الشجاع الاوحد في تأريخ العراق فايهما نصدّق رأي العين ام فيلم الايام الطويلة؟!

*محلل سياسي وناشط عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 15 آذار/2007 -25/صفر/1428