اصدارات جديدة: مجلة الثقافة العالمية والمفارقات الإيرانية

 شبكة النبأ: عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت صدر العدد الجديد من مجلة الثقافة العالمية نقرأ فيه:

عصر الهاتف الرقمي لكيفن ويرباخ كتب فيه: ليست تقنية الاتصال الهاتفي التي توفرها الشبكة الدولية – وتحلُّ بوقع سريع مكان التقنية التقليدية – ذات تكلفة مرتفعة. كما أنها تغيّر وجه العلاقة بين التنظيمات والأفراد وما يملكون من معلومات، وجوهر صلتهم بالبيئة المحيطة، وأسس المنافسة.

الشبح في الجين لسالي بالمر التي كتبت تقول:

إن علم التخلّق Epigenetics هو فكرة مفادها أنه، فيما يتعلق بالوراثة، يمتلك الجين (ذاكرة) لحدث ما، كما يشرح نايجل باترسون، وهو منتج البرنامج الذي سيعرض قريباً على قناة (هوريزون) عن الوراثة بالتخلّق المتوالي، ويستطرد قائلاً: (قد يقع لك حدث ما، أو تتعرض لمادة ما في جيل معين، وبالتالي يتم أسرها أو انطباعها وبالتالي يمكن أن توجد حتى أربعة أو خمسة أجيال تالية، وربما أكثر.

هناك مجال كامل جديد بالنسبة لعلم الوراثة، والذي له تأثيرات هائلة، لم يكن الناس على علم حتى بوجوده.. وعلم التخلّق هو دراسة كيفية انتقال المعلومات من خلية ما إلى نسلها من دون أن تكون هذه المعلومات مشفّرة بصورة تامة في متوالية الـDNA، وبدلاً من ذلك، من الممكن تحوير الجين، أو تعديله بطرق أخرى.

تعني لفظة علم التخلّق – حرفياً – (ما وراء) علم الوراثة؛ فقد تكون التعديلات في صورة إضافة أو حذف جزئيات بعينها من الـDNA، والذي يؤثر بدوره في كيفية تعبير الجين من قبل نواة الخلية.

إعادة إحياء التنمية المستدامة لديفيد فيكتور شرح في بحثه كيفية خروج مفهوم التنمية المستدامة للمرة الأولى من داخل حلقات البحث الأكاديمية منذ عقدين من الزمن، ويرجع الفضل إلى تقرير ورد تحت اسم (مستقبلنا المشترك) وحقق أعلى المبيعات. ويدافع هذا التقرير، الذي وضعته (الهيئة الدولية للبيئة والتنمية) بالحجة عن أن تعزيز الاقتصاد وحماية الموارد الطبيعية وضمان العدالة الاجتماعية جميعها غايات متكاملة ومتحابكة وليست متناقضة مع بعضها بعضاً.

وتذهب هذه النظرية إلى أن البيئة المتعافية تمد الاقتصاد بالموارد الطبيعية الأساسية، وأن الاقتصاد القوي يتيح بدوره للمجتمع أن يستثمر في مجال حماية البيئة ويتجنب المظالم الاجتماعية مثل الفقر الشديد، والمحافظة على العدل، عن طريق ترويج حرية الفرص والمشاركة السياسية على سبيل المثال، تتضمن إدارة الموارد الطبيعية بشكل حسن وتوزيع المكاسب الاقتصادية بعدالة. ولقد سبق أن عانت تلك الحضارات التي تجاهلت هذه الترابطات: لننظر إلى سكان جزر الإستر الذين واجهوا نتيجة تعرية غاباتهم سلسلة من الصعوبات الاقتصادية والنزاعات التي قادت مجتمعة في نهاية الأمر إلى انهيار حضارتهم.

ومع أن التنمية المستدامة قد تحولت إلى حكمة دارجة خلال العقدين الماضيين، فإن ثمة خطأ كبيراً قد حدث. فيما أن مفهوم التنمية المستدامة يشدد التركيز على الترابطات بين جميع الأشياء، فإنه تحول إلى مفهوم عرضة للتشويه من قبل أصحاب التفكير المشوش مفهوماً فاتناً جذب إليه مجموعات لها اهتمامات خاصة. فلقد ربطت مجموعات مراقبة حقوق الإنسان وشركات كيمياوية كبيرة وسكان جزر صغيرة ومخططو العمارة الخضراء ومشغلو معامل الطاقة النووية أنفسهم بهذه الفكرة الحديثة فقط لإفسادها وتحويلها لخدمة غاياتهم.

العاصفة المثالية: أوبك وسوق النفط العالمية بقلم ويلفريد ل. كول

لغز أكبر سرقة فنية في تاريخ الولايات المتحدة بقلم روبرت بول..

ملف العدد حمل عنوان (إيران: مختارات ومفارقات) كتب رئيس تحرير المجلة مقدمة له:

جذبت إيران فجأة العالم ليتابع تطورات أحداثها السياسية الداخلية التي تتالت على نحو متسارع خلال أقل من عام بين 1978 و1979، عندما خلع الشاه وأسقط نظامه الإمبراطوري واستبدل به نظام جمهوري إسلامي يقوده رجال الدين ويسيطرون فيه على كل مفاصل البلاد، لم يتوقف وهج الثورة ونظامها الجديد عند حدودها، ولكن خطابها الثوري الموجه إلى الخارج كان مما أثار قلق العديد من الدول وجيرانها بالدرجة الأولى.

عداؤها لأمريكا واحتجاز الرهائن من موظفي السفارة الأمريكية في طهران في نوفمبر 1979 أعادا اسم إيران إلى العناوين الرئيسية في صحف ونشرات تلفزيونات العالم، وقبيل انتهاء أزمة الرهائن اشتعلت الحرب العراقية – الإيرانية، التي استعر أوارها زهاء ثماني سنوات، بددت أموالاً طائلة ودمرت مدناً وقرى، وخلفت الآلاف من الضحايا، ما بين قتيل وجريح ومشرد. إيران التي لا تخرج من مشكلة دولية أو إقليمية حتى تقع في أخرى، اختارت – بعد فترة من الهدوء وانشغالها بإعادة ترتيب بيتها الداخلي – العودة إلى الساحة الدولية بأزمة هي بكل المقاييس الأخطر وما زالت تتفاعل ولا أحد يدري إلى أين ستنتهي.

المشروع النووي الإيراني يعيد إيران مرة أخرى إلى مقدمة اهتمامات العالم. تصر إيران على اعتبار مشروعها النووي استخداماً سلمياً للطاقة النووية، بينما ترى الدول الكبرى أن تخصيب اليورانيوم لن يقف عند أعتاب الاستخدام السلمي بل سيتعداه إلى إنتاج أسلحة نووية تهدد السلم العالمي. بين هذين المنطقين يقف العالم مشدود الأعصاب بانتظار انفراج هذه الأزمة، التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً، وذلك قياساً على السلوك السياسي الإيراني الذي يتميز بقوة التحمل والصبر والعناد الطويلين.

ملف هذا العدد (إيران: مختارات ومفارقات) يلقي الضوء على الحالة الإيرانية من عدة زوايا، حيث يناقش مقالا (من أجل فهم إيران: تجاوز التنميط والأسطورة) و(إيران... موازنة الشرق بالغرب) التدهور في الفهم المتبادل في العلاقات الإيرانية – الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر، وما يعكسه من تباين بين ما يمكن أن تقدمه القيادة الإيرانية الحالية، وما تتوقعه الإدارة الأمريكية، كما يسلط الملف الضوء على مجالات أخرى من حياة المجتمع الإيراني، كالصحافة والسينما والحركة النسوية في إيران، إذ يرصد مقال (الصحافة الإيرانية) حركة الصحافة والكتاب الإيرانيين من العام 1979 إلى العام 2004، ناقلاً بذلك لمحة عن الصحف التي رأت النور قبل الثورة، وتلك التي ولدت بعد ثورة العام 1979، وكم من الوقت استمرت في العمل قبل أن تضطر إلى الإغلاق، بالإضافة إلى مقال يتناول أوضاع المرأة الإيرانية والدور المتوقع لها. وأخيراً مقال حول تطور السينما الإيرانية، مما شكل – حسب رأي الكاتب – إحدى (المفارقات الإيرانية).

شارك في الملف محمود ساري ببحثه المعنون (من أجل فهم إيران) يعكس التدهور في الفهم المتبادل في العلاقات الأمريكية – الإيرانية منذ هجمات 11 سبتمبر، التباين بين ما يمكن أن تقدمه القيادة الإيرانية الحالية، وبين ما تتوقعه أية إدارة أمريكية، فالقيادة الإيرانية تتخذ قراراتها في مجال السياسة الخارجية مستندة إلى المثالية الثورية وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث ترفض حل الدولتين المنفصلتين؛ وتنتهج عقيدة أمنية تعتمد على الغموض؛ وتقدم المساعدات لجماعات عسكرية تصفها بالمناضلين من أجل الحرية؛ كما أنها تواجه الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط.

وكتب سانام فاكيل في بحثه المعنون (إيران: موازنة الشرق بالغرب) ليس من أثر لأي أصوات أجراس، أو أبواق، أو منظومات إنذار مبكر تشي بتحول إيران نحو الشرق. فبعد نضال خاضته لتطوير علاقات سياسية واقتصادية مع الغرب، تخلت إيران عن هذا النهج. وبعد أن نجحت في تجاوز 25 عاماً من العزلة، والحروب، والعقوبات، لم يعد لدى زعماء إيران الرغبة في التخلي عن اهتمامهم بالمصالح القومية لبلدهم، وعن طموحاتهم النووية، وسياستهم الخاصة بحقوق الإنسان، أو السعي لنيل حوافز اقتصادية وسياسية ليست في صالح بلدهم. إن النظام الإيراني يتجه الآن نحو المشرق، حيث تعد انتهاكات حقوق الإنسان، والميل الطبيعي لخرق سياسة منع انتشار الأسلحة النووية من الأمور العملية لتحقيق بقاء النظام.

ونقرأ لجاليه شاديتالب (النساء الإيرانيات: توقعات متقاعدة) رأت فيه الكاتبة  منذ الستينيات تغيرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للنساء الإيرانيات وفقاً لمنظور التطور لهذه الفترة، فالنساء اللواتي اعتدن على التهميش في العلاقات السياسية والاجتماعية واللواتي جرى تجاهل دورهن الاقتصادي وجدن المفتاح الذي يمنحهن القوة من خلال زيادة وعيهن عن طريق التعليم، مع بداية القرن الواحد والعشرين كانت النساء الإيرانيات يطالبن بحصة أكبر في إدارة الأسرة والمجتمع، ومن المتوقع أن يمنحن موقعاً أفضل. ونقرأ لحسين شهيدي (الصحافة الإيرانية: من رسالة إلى مهنة)..

وأخيراً كتب جافييه مارتان (مفارقات إيرانية).

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 11 نيسان/2007 -20/ربيع الاول/1428