القبائل في باكستان تمنع فلول القاعدة الهاربين من افغانستان من اقامة ملاذ آمن

شبكة النبأ: تستشهد باكستان التي تتعرض الى ضغوط امريكية متزايدة لمواجهة مليشيات طالبان والقاعدة، بالعنف الدائر في جنوب وزيرستان لتبرير سياستها في استخدام رجال القبائل، وليس الجيش، لمواجهة المسلحين. وذلك بعد ان ابرمت الحكومة الباكستانية اتفاقا للسلام مازال قائما مع القبائل في المناطق الحدودية الساخنة على ان تلتزم الاخيرة بعدم السماح للقاعدة بانشاء ملاذ آمن يكون منطلقا لشن هجمات على افغانستان وغيرها من الدول المجاورة.

واطلق متشددون مرتبطون بالقاعدة ورجال قبائل باكستانيون صواريخ وقذائف مورتر واسلحة آلية فيما بينهم في منطقة يقول مسؤولون ان 177 شخصا قتلوا فيها منذ الاسبوع الماضي. حسب تقرير لرويترز.

واظهر القتال ان المتشددين الاجانب المنظوين تحت لواء القاعدة وغالبيتهم من الاوزبك من وسط آسيا اثاروا نفور رجال القبائل الذين آووهم من قبل في منطقة جنوب وزيرستان الباكستانية بعد ان طاردتهم القوات المدعومة من الولايات المتحدة من افغانستان في اواخر عام 2001.

وقال شهود عيان ان طفلين قتلا عندما ضربت قذيفة مورتر منزلهما في جاواخاوا وهي قرية على بعد بضعة كيلومترات غربي وانا البلدة الرئيسية في جنوب وزيرستان.

وقال وزير الداخلية افتاب احمد خان شرباو ان اكثر من 50 شخصا قتلوا اثناء اشتباكات بين المتشددين الاسلاميين وقبائل البشتون المحلية.

وقال شهود ان التقدير يميل الى الزيادة ولكن حتى بحساباتهم فقد اودى القتال بحياة الكثيرين.

وقال احد سكان شين وارساك القرية التي يتركز فيها القتال انه شاهد جثث 21 من الاجانب.

وقال نور علي وهو شاهد عيان اخر "استمر اطلاق النيران الكثيفة المتقطعة طوال الليل ولكنها اصبحت اكثر شدة الان في شين وارساك."

وبدأت الاشتباكات بعد ان حاول المتشددون الاوزبك المحسوبين على القاعدة اغتيال زعيم قبلي موال للحكومة في وقت سابق من الشهر الجاري ثم اندلع مرة اخرى بعد ان انهارت محاولات التوسط في هدنة.

ويطالب رجال القبائل ان يتخلى المتشددون عن اسلحتهم ويغادروا المنطقة.

وتنظر الحكومة الى التحول على انه نجاح لاستراتيجيتها لكسب رجال القبائل الى جانبها وعزل المتطفلين الاجانب.

وابرمت الحكومة التي خسرت نحو 800 جندي في قتال ضد رجال القبائل المتعاطفين مع طالبان والقاعدة في شمال وجنوب وزيرستان اتفاقات سلام مع رجال القبائل في العام الماضي وفي عام 2005.

وقال منتقدون ان اتفاقات السلام تخاطر بخلق ملاذات للمتشددين في المنطقتين القبليتين اللتين تتمتعان بما يشبه الحكم الذاتي ولكن الاشتباكات في مارس اذار الجاري اظهرت ان رجال القبائل يمكنهم في النهاية ان يلتزموا بجانبهم من الاتفاق.

من جهة اخرى لقي 52 شخصا مصرعهم في اشتباكات بين مسلحين على علاقة بتنظيم القاعدة ورجال قبائل قرب الحدود الباكستانية- الأفغانية، وفق ما أعلنه مسؤول في الداخلية الباكستانية.

وقال المسؤول لـ CNN، نقلا عن مصادر الاستخبارات في مدينة "وانا" الواقعة في  إقليم وزيرستان جنوب باكستان، إنّ 45 من القتلى كانوا من المسلحين الأوزباكستانيين.

وشهدت "وانا" اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، حيث ترددت أصوات المدافع والقذائف، وأسفرت أيضا عن مصرع سبعة من رجال القبائل.

وبدأت الاشتباكات عندما أمر مسلحون من رجال القبائل المدعومين من حكومة إسلام أباد المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة بإلقاء أسلحتهم ومغادرة المنطقة.

ومنذ بدء الاشتباكات لقي 240 شخصا مصرعهم رغم ان الهدنة الهشة بين الطرفين لم تصمد، وسرعان ما انهارت لتترك مكانها لأصوات المدافع والرشاشات، التي كانت تتكرر كلّ خمس دقائق تقريبا.

والأسبوع الماضي، أفادت الانباء بمصرع نحو 130 من المقاتلين الأوزبك والشيشان في المواجهات المسلحة.

ونفى المسؤول الحكومي تقديم القوات الباكستانية الدعم لرجال القبائل في مواجهة المليشيات الاجنبية، التي يعتقد بارتباطها بتنظيم القاعدة، في محاولة اجتثاثها من المنطقة.

وكانت الادارة الأمريكية قد طلبت في وقت سابق، مساعدة حكومة اسلام اباد في مواجهات الهجمات المتوقعة لمليشيات طالبان، مع حلول فصل الربيع في افغانستان.

وقام كل من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ووزير الدفاع روبرت غيتس بزيارات متتالية إلى باكستان.

وكان غيتس قد أوضح خلال اول زيارة له الى باكستان منذ توليه المنصب، ان امام حلفاء الولايات المتحدة في حربها على الارهاب فرصة توجيه "ضربة إستراتيجية" لمقاتلي الحركة المتشددة.

واشار الى ان محادثاته مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف، والقيادات العسكرية الأمريكية في افغانستان، تركزت على كيفية تصعيد الضغوط ضد مليشيات طالبان على الجبهتين - الباكستانية والأفغانية."

وصرح وزير الدفاع الامريكي عقب لقائه بالرئيس الباكستاني آنذاك، قائلا: "تحدثنا عن أهمية انتهاز فرصة عمليات الربيع المتوقعة لتوجيه ضربة استراتيجية  لحركتي طالبان والقاعدة."

وقالت الولايات المتحدة مؤخراً ان مقاتلي طالبان يعيدون تجميع صفوفهم في المناطق النائية جنوب وزيرستان.

واشار مسؤولون أمنيّون ان عناصر القبائل اطلقت الصواريخ على عدد من مخابئهم.

ونقلت الأسوشيتد برس عن مصدر قبلي مسؤول، آثر عدم الكشف عن هويته،  قوله ان المواجهات، التي تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة، أدت لمقتل 35 أوزبكياً وعشرة من أفراد القبائل.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 2 نيسان/2007 -11/ربيع الاول/1428