الطاغية الشهيد نكتة العام الجديد

أمينة الحماقي*

لقد تأسى الكثيرين ممن لا يفقهون معنى الكرامة ولا الإنسانية إلى إعدام  الطاغية صدام ببالغ الحزن كما رفض الكثيرين منهم إعدامه واعتبرها أهانه للعرب في نظر الغرب   لرئيس قد فاته إتباع دستور الغرب المسمى ( باللمسة الإنسانية ).

 او حتى الاطلاع عليه  كما أحرق دستور حقوق الانسان وأعدم أحترام كيانه وحريته  الذي هي بالدرجة الاولى  الصفة الإنسانية في بني البشر التي تقتضي وجوب احترام تلك الحرية الفطرية والكرامة التي تشيع قيم الانتماء الإنساني لبني جنسه كما لوث بفكره الضئيل الجاهل  المعنى الكبير للرئاسة والسلطة التي تعزز دور العقل في إدارة الدولة المتمثلة في الشعب  التي ينص عليه العهد المسئول بتنمية العلاقات المؤمنة بقيم التسامح و احترام التعددية والاختلاف المبنية على أسس الحرية والعدالة والسلام.

كما اعتبره آخرين  ممن بدت لهم  سواتهم من خلال عقولهم العارية... شهيدا.. أنها نكتة العام الجديد الذي أذلت بمعنى الشهادة الطاهر  لرئيس تصاعدت غطرسة الظلم في سيادته  وسحقت أقل حقوق المعنى الإنساني لرعيته  متناسين اللوحة المرعبة التي رسمها هذا الطاغية على وجه العراق منذ عهده المشئوم والتي ستبقى آثارها تاريخ إجرامي لنظام فاسد  تقشعر الابدان من قراءته،  حيث رعى  بكيانه الشيطاني العلاقات السلطوية والتلقينية والإذلال والإهانة بشهوة القتل والوحشية المنكرة ليحيل بلدا كان من أغنى البلدان ثروة وأعظمها  حضارة وثقافة الى بلد موحل بالجهل والمذلة والخوف والفقر متناسيا بل منكرا ان حقوق الإنسان ليس منحة ولا صدقة من أحد.

فإذا كان هناك ما يحز في النفس أو بما نسميه إهانة فهو تأريخ يوم إعدامه ومناسبته مع يوم يحتفل به المسلمين وبه يتوجه الحجاج لرمي جمرة العقبة.. يوم لا يستحق أن يذكر فيه.. ولكنا نتأسى عن ذلك بمفهوم هذا اليوم العميق ليكون أيضا يوم مناسب وذلك للمعنى الذي يحمله رمي الجمار في هذا اليوم المبارك حيث ظهر الشيطان لسيدنا إبراهيم ليوسوس له فرماه بالحصى إهانة له.. وكان جديرا ان يرجم هذا الطاغية ليكون قربان أضحية تتشفى به قلوب من قدمهم صدام أضحية طغيانه بالمجان ويكون بمثابة نزعة فرح او ارتياح تتناسب وهذا اليوم العظيم من كل عام.

فهذا الرئيس لم يحترم معنى الانسان ولم يفرق بين الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير أو المرأة  ولم يحفظ العهد المسئول عنه في تحمل مسئوليته لرعيته مما جعلنا نتوقع ان تكون محاكمته علنا وأمام العراقيين أنفسهم وليس صور على تسجيل فضائيات لا نأمن صدقها.

فما أقدم عليه هذا الطاغية من جرائم في حقهم بكل مذلة وأهانة لانسانيتهم التي يستنكر لهدفها واسبابها المنطق جديرا أن يكون إعدامه على أيديهم وأمامهم إيمان بمبدأ العدالة  الانسانية التي وحدت الطين بكل ألوانه وأشكاله وأختلاف دياناته  قال الله تعالى { ياأيها الإنسان...} هنا خاطب الله عز وجل الإنسان منادياً أكرم مافي كيانه وهو إنسانيته التي تميز بها عن سائر الأحياء فهو أكرم من خلق الله كما قال { ولقد كرمنا بني أدم } وجعل الإنسان القويم الصالح هو ذلك الشخص الذي يتسم بالعقل والعلم والإيمان والعمل وهذا كله شئ عظيم في جوهره وفي أثره الذي أضاعه صدام الطاغية مستغلا مركزه ورئاسته دون اعتبار لاي انسان أو إنسانيه.

  فالعدل الذي يقتضي العين بالعين لا يعترف بمكانه ولا رئاسة بقدر ما ينظر الى الانسانية  التي لا تفرق بين الحاكم والشعب.

وبإعدام طاغية لا يحمل الا شكل الانسان دون مضمونه المكرم  لايمنح الامر أهمية بقدر ما هو احترام للعدل والقانون الاسلامي فقد بدا الحكم عادلا مما يمنح انسانية العروبة أهمية ومكانة مبجلة أكثر من الاحتفاء  بالمراتب الدنيوية ككونه رئيس  أو فرد من الشعب وإعدامه كرئيس عربي حاد الطريق الصحيح وعزز الظلم والوحشية وطغى على شعبه له التنديد والوعيد لكل حاكم تسول له نفسه  جرح العدالة وخيانة العهد واللعب بالمسئولية الحاكمة وقتل الابرياء ومذلة الشعوب واهانتها بالفقر والاستهانة بكرامتها والذنب والعار الذي تكفهر له الوجوه الذي يجب جر رقابه الى اعواد المشانق.

ليس هناك ما يدعونا لتهنئة أخوتنا العراقيين بإعدام الطاغية لانه لم يمثل لهم كرامة ولا استقرار وأمان  ولا رئيس يفخر به وطن أو شعب  بل كان صدمة و بلاء حرب وابادة غير مبررة  لم يشهد تاريخ الإنسانية  نفسها..

لكنا نواسيهم الأرث اللعين من الألم والظلم الذي يقتاتونه  كل لحظة ونتمنى ان يكون بزوال هذا النظام الظالم  تطهيرا لأرض العراق العريقة  وسموا للعراقيين الشرفاء.

*كاتبة من البحرين 

شبكة النبأ المعلوماتية - الاربعاء 10/كانون الثاني/2007 - 19 /ذي الحجة /1427