كل ما خالف مذهبنا.. باطل

 حسين ابو سعود

 مجمل القصة هو ان  احد المتخصصين في التصيد في الماء العكر بحث جاهدا في موقع السيد السيستاني عن شئ  يشنع من خلاله  على مذهب الشيعة الامامية الاثناعشرية  فلم يجد سوى جواب مقتضب لسؤال هو: هل الاباضية  على حق ام على باطل ؟ جاء فيه ان كل ما خالف الامامية الاثناعشرية فهو باطل.

 واراد الرجل وبطريقة غير ذكية ربط الحق والباطل بالايمان والكفر، وهو يعلم يقينا بان الحق والباطل لا يخرجان احدا من الملة فمن كان على حق في قضية لا يستدعي كونه مسلما وقد يكون الكافر في قضية ما على حق  و يكون  مسلم على باطل  وقد يتخاصم مسلمان  ويختلفان  واحدهما على حق والاخر على باطل.

ثم ان هناك من الاعمال  ما هي باطلة  ولكنها لا تخرج فاعلها من الاسلام ويحق لي ان اسأل: هل  كان الخوارج على حق ام على باطل  في حربهم ضد الامام علي ؟ فان قيل على باطل فهل يخرجهم ذلك من الدين ؟ وان قيل انهم على حق فهو مجانبة للحق ودخول  صريح في الباطل  وما اجمل ما عبر عنهم الامام علي عليه السلام ( اخوان لنا بغوا علينا) ثم في حرب الجمل كانت امة على حق وامة على باطل  وكذلك في صفين  ولكنهما بقيتا على الاسلام، وبدوري اوجه نفس السؤال الى علماء المسلمين جميعا:

هل الاباضية على حق ام على باطل ؟

 فان قيل انهم على حق وجب اتباعهم والحق اولى ان يتبع، وان قيل على باطل فما جاءوا بجديد مع اني اعلم بان الابل لا تورد هكذا.

ثم ما تقولون بانقسام الامة الى ثلاث وسبعين فرقة، فهل كلها على حق ؟

ثم ما هذه الغيرة  المفاجئة على الاباضية ؟ ولماذا عندما قيل عن الشيعة كفرة كانت هذه الوجوه الصفراء صماء بكماء شوهاء  عمياء.

واما القول بان موقع السيستاني قد سحب الفتوى اقول:  بان هذا العمل شجاعة فائقة يحسب له لا عليه وهو ليس تنازل عن الراي  وانما لدرء الفتنة  وتفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر.

وان الذي دخل الى الموقع ووجد هذا الرأي فاستغله، ألم يجد شيئا غير ذلك من المحاسن التي شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء ؟ فالمنصف يذكر المحاسن والمساوئ.

 ثم ألم يدر ان السيد السيستاني هو اب العراقيين سنة وشيعة ونصارى،  واشتهر عنه بانه أمر بتعمير الكنائس التي طالتها ايدي التكفيريين  في العراق. ثم الا يجدر   بالمواقع التي تكفر الشيعة ان تسحب فتاواها مثلما سحب موقع السيستاني هذه الفتوى.

وبقي ان اقول  بان الامام الشافعي رحمه الله قد راجع فتاواه في مناسبات عدة وهو القائل: رأينا صحيح ويحتمل الخطأ وورايهم خطأ يحتمل الصحة، وهل قال السيد السيستاني غير هذا؟

 ثم ان اجوبة المراجع تكون مختصرة في العادة  ومن اراد التفصيل يزود  به عند المراجعة  والسيد لم يذكر اسم مذهب معين في الجواب.

ثم كم ابطل علماء الحنفية فتاوى للشافعية والمالكية والحنبلية والعكس صحيح وكم تراشقت المذاهب البطلان فيما بينها دون ان تخرج احدها من الملة، كما ان هناك خلافات بين علماء المذهب الواحد فكم من عالم شيعي اعتبر فتوى عالم شيعي آخر باطلا، فاين الخلل.

والجدير بالذكر بان الفتوى صحيحة  باعتقادي ولا يوجد في فرق المسلمين من يخالفون الامامية في الكلية فهم يوافقونهم في الاصول الثلاثة الكبرى وهي التوحيد والنبوة والمعاد، وكما انهم يؤمنون معهم بالامامة   ايضا وضرورة وجوده بعد النبي لقيادة الامة الا انهم يختلفون على شخص الامام وصفاته.

والحق ان القضية ليست قضية فتوى وانما هو الحسد ومعاداة الصفاء والنقاء والحب والوئام والسماحة، وان هؤلاء كلما ارادوا النيل من سماحة السيد السيستاني رفعوه دون ان يشعرون والامر لا يتعدى قول الشاعر:

اذا اراد الله نشر فضيلة طويت     اتاح لها لسان حسود

فها هم رفعوا نجمه  عاليا من جديد ووضعوا له هالة من القداسة دون ان يشعروا بما يعملون.

وكلما نأى السيد السيستاني عن الاضواء أبى مناوئوه الا ان يسلطوا عليه الاضواء ويجعلوه حديث الساعة  ليصبح شخصا عالميا( وهو كذلك) وليس مجرد رجل دين منزوي في حوزة علمية، فلله دره ذلك الطود الشامخ، وسيبقى السيستاني ويذهب الزبد جفاء.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 19 كانون الثاني/2007 - 29 /ذي الحجة /1427