بريطانيا معرضة للتقسيم والبلقنة قريبا

 حذّر وزير الخزانة البريطاني جوردن براون من أن اتحاد إنكلترا مع اسكتلندا يتعرض لخطر "الانجراف الخطير" نحو الانفصال.

ففي مقال نشره في صحيفة الديلي تلغراف نشر مؤخرا، حثّ براون المناصرين لبقاء الاتحاد لرفع صوتهم عاليا دعما للاتحاد الذي يبلغ عمره الآن 300 عام.

كما دعا براون، المرشح الأقوى لخلافة رئيس الوزراء البريطاني الحالي توني بلير في رئاسة الحكومة وزعامة حزب العمال، إلى مقاومة أي انجرار نحو ما أسماه عملية "بلقنة بريطانيا"، أي تجزئتها إلى دويلات.

وقال براون إن نجاح بريطانيا كاتحاد هو حقيقة يجب الإقرار بها.

وأضاف أن هذه الحقيقة يجري نكرانها وتحديها الآن من قبل الانفصاليين في كل من اسكتلندا وويلز وإنكلترا. فهو يرى أن اسكتلندا قد شهدت بالفعل تحولا، إذ يطالب القوميون هناك بالاستقلال.

وابدى براون مخاوفه من "الانجراف الخطير" نحو الانفصالية بمناسبة الذكرى المئوية الثالثة لدمج برلمان البلدين في عام 1707.

ودافع براون عن مفهوم "البريطانية" وسط مؤشرات على ان الحزب القومي الاسكوتلندي سيحقق نجاحا في الانتخابات التشريعية القادمة في اسكوتلندا كما رفض دعوات بضرورة وجود برلمان انجليزي يقرر الشؤون الانجليزية فقط دون تدخل اعضاء البرلمان الاسكوتلنديين.

واشار معلقون سياسيون الى ان تدخل براون في هذا الشأن سيعد دليلا على قلقه من ان يعتبر "اسكوتلندي قح" في حال توليه رئاسة الوزارة البريطانية خلفا لرئيس الوزراء الحالي توني بلير في وقت لاحق هذا العام.

ودعا مؤيدي الوحدة للدفاع عنها مشيدا برئيسة الوزراء البريطانية السابقة الليدي مارغريت تاتشر لحرصها الدائم على مساندة الوحدة بين اسكوتلندا وانجلترا الامر الذي قد يثير غضب اليساريين التقليديين.

وقال براون في مقاله ان "الفشل في الدفاع عن الوحدة في المملكة المتحدة اصبح يوما بعد يوم سمة اليمينيين بعكس الليدي تاتشر التي دافعت عن الوحدة بشكل صحيح حتى عندما تبنى الكتاب المحافظون مواقف مناوئة لها عبر الدفاع عن المطالبة بالانفصال من خلال مقولة (تصويت الانجليز على القوانين الانجليزية)" التي وصفها ب"حصان طروادة" الذي يحمل بذور الانفصال.

واعرب براون عن اسفه لالتفاف مجموعة من التحالفات الانتهازية للاقلية من القوميين وما كان يطلق عليه الحزب الوحدوي المحافظ حول الفكر الخطير الذي يشدد على كل ما يقسم البلاد بدلا من التركيز على ما يوحدها.

وشدد براون على اهمية اقرار خصوصية كل امة وهو امر صحي الا انه استدرك قائلا اننا سنخسر جميعا في تعامل السياسيين بتراخ وسرعة مع قضية الوحدة وتخلوا عن الاهداف القومية والتركيز على كل ما يفرقنا.

من جهته قال قائد الحزب الديمقراطي الليبرالي مينزيس كامبل وهو اسكتلندي مثل براون "ان مفهوم الوحدة بحاجة الى تحديث حيث يمكننا ان نستفيد منها في مجال الاهداف المشتركة اكثر من المفهوم الانفصالي".

واضاف ان براون محق في القاء الضوء على الصفقة التي تجري بين المحافظين والقوميين في بريطانيا اذ "قد يكون لدى كل منهم دوافع مختلفة الا ان تصرفاتهم المشتركة ستؤدي حتما الى نفس النتيجة وهي تدمير الوحدة".

وكانت صحيفة (ديلي ميل) اجرت استطلاعا للرأي نشرته امس كشف عن تأييد الاغلبية في كل من اسكوتلندا وانجلترا لانفصال البلدين مظهرا وجود موجة قوية مؤيدة لاستقلال اسكوتلندا عن انجلترا ومؤيدة لتعيين أول رئيس وزراء لانجلترا.

كما ابدى المشاركون في الاستطلاع رغبتهم في ان يقرر البرلمان الانجليزي الشؤون الانجليزية فقط ومنع اعضاء البرلمان الاسكوتلنديين الحاصلين على مقاعد في مجلس العموم البريطاني من التصويت على القوانين والتشريعات الخاصة بانجلترا وويلز.

ودعا رئيس الحزب القومي الاسكوتلندي (اس ان بي) اليكس سالمون اليوم الى انهاء حالة "التشويش والاستياء" التي سادت بعد ان كشف استطلاع تأييد الاغلبية في كل من اسكوتلندا وانجلترا انفصال البلدين.

وكانت صحيفة (ديلي ميل) اجرت استطلاعا للرأي حول الوحدة قبيل اسبوع من الذكرى ال300 لاقرار اتفاقية توحيد انجلترا واسكوتلندا.

واضاف سالمون ان هناك موجة قوية مؤيدة للاستقلال في اسكوتلندا وانجلترا ايضا داعيا الى ضرورة قيام شراكة جديدة في القرن الواحد والعشرين تجمع بين البلدين على اساس المساواة والاحترام المتبادل.

وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة (ديلي ميل) رغبة المشاركين من الانجليز والاسكوتلنديين باستقلال اسكوتلندا اضافة الى رغبتهم بضرورة وجود برلمان انجليزي يقرر الشؤون الانجليزية فقط دون تدخل اعضاء البرلمان الاسكوتلنديين.

واظهر الاستطلاع ان حوالي نصف المشاركين فيه يعتقدون ان هذه الترتيبات (الوحدة بين البلدين) قد تستمر اكثر من خمسة وعشرين عاما.

وبين الاستطلاع ان حوالي نصف الانجليز تقريبا ونحو 51 في المئة من الاسكوتلنديين المشاركين يؤيدون حصول اسكوتلندا على استقلالها فيما رفض نحو 39 في المئة من الانجليز و 36 في المئة من الاسكوتلنديين ذلك.

وأعرب نحو 12 في المئة من الانجليز و 14 في المئة من الاسكوتلنديين المشاركين في الاستطلاع عن عدم معرفتهم فيما اذا كان لابد ان تحصل اسكوتلندا على استقلالها ام لا.

من جهة اخرى رأى 53 في المئة من الانجليز و 47 في المئة من الاسكوتلنديين المشاركين في الاستطلاع انه لابد من منع الاعضاء الاسكوتلنديين الحاصلين على مقاعد في مجلس العموم البريطاني من التصويت على القوانين والتشريعات الخاصة بانجلترا وويلز.

وايدت اغلبية في كل من انجلترا واسكوتلندا تعيين أول رئيس وزراء لانجلترا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 18 كانون الثاني/2007 - 28 /ذي الحجة /1427