مؤتمر بغداد هل سيشهد ذوبان الجليد بين امريكا وسوريا وايران

شبكة النبأ: تعكف الادارة الامريكية على دراسة اجراء تعديل في ستراتيجية بوش الجديدة من خلال الموافقة على اجراء محادثات مع سوريا وايران بعد ان رفضت الادارة سابقا اجراء اي اتصال مباشر مع  هاتين الدولتين اللتان تلقيان بظلالهما على الوضع في العراق بشكل واضح

وقال محللون لشبكة النبأ، يظهر ان امريكا تعمل على ازالة التوتر مع ايران من جهة وتصعد الضغط عليها من جهة اخرى كي تضمن التفوق وتكون في مصدر قوة لا ضعف في أية نية مفاوضات لاحقة من خلال مؤتمر آخر يجري التحضير لعقده في الشهر القادم ومن المتوقع ان يعقد بتركيا.

والمح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين الى تاكيد احتمال مشاركة ايران في مؤتمر بغداد المقرر عقده في العاشر من مارس، مؤكدا ان بلاده لا تعارضدعوة الدول الخمس الدائمة العضوية للمؤتمر.

وقال متكي خلال مؤتمر صحافي ابلغنا ان ايران لا تعارض دعوة نواب وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الى مؤتمر بغداد.

وقال مسؤول مقرب من الوزير لاحقاً لوكالة (فرانس برس) ان هذا التصريح يعني ان ايران تعتزم فعلا المشاركة في المؤتمر.

واضاف متكي لقد اقترحنا ان يجتمع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بعد هذا الاجتماع.

وتابع تجري حاليا مناقشات حول مكانانعقاد هذا الاجتماع اللاحق، مضيفا نفضل بغداد لكن اذا كان في اسطنبول او اي مكان اخر فذلك لا يطرح لنا مشكلة.

من جانبها اضافت الولايات المتحدة بقرارها الاخير بحضور مؤتمر لبحث الشأن العراقي الى جانب ايران وسوريا ما كان يشعر العديد من المراقبين انه الحلقة المفقودة الى سياستها في المنطقة.

فقد صرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بأن وزراء خارجية البلدان المذكورة سيجتمعون في النصف الاول من شهر ابريل نيسان المقبل، وذلك اضافة الى لقاء بغداد الذي سيجمعهم قريبا.

وبالرغم من امتناع رايس عن ذكر مكان عقد اللقاء الثاني، فإنه من المعتقد انه سينعقد في مدينة اسطنبول التركية.

كما امتنعت الوزيرة الامريكية عن التأكيد بأنها ستعقد اجتماعا ثنائيا مع نظيرها الايراني مانوشهر متكي.

وان اجتمعت رايس بمتكي ام لم تفعل، فإن النتيجة واحدة: فبعد ان رفضت ادارة بوش بشدة التوصية التي خرجت بها مجموعة دراسات العراق (لجنة بيكر هاميلتون) بضرورة اجراء الولايات المتحدة محادثات مع كل من سوريا وايران لتثبيت الوضع في العراق، ها هي الادارة تسعى الى عقد المحادثات التي رفضت حتى بحثها في الماضي القريب.

وفي حال اجرائها، ستكون هذه ارفع الاتصالات مستوى بين الولايات المتحدة وايران لاكثر من سنتين.

ويرجح ان تكون المحادثات بين الجانبين هذه المرة اكثر نفعا من المرة السابقة - التي جمعت بين الوزيرين السابقين كولن باول وكمال خرازي - التي لم تتعد تبادل الاحاديث العمومية.

ولكن اللقاء المرتقب بين واشنطن وطهران يثير سؤالين مهمين: لماذا قررت الولايات المتحدة التحدث الى ايران؟ وما سيكون تأثير ذلك على ازمة الملف النووي الايراني؟

ردت رايس على جزء على الاقل من السؤال الاول بقولها إن الادارة  وبكل بساطة قد غيرت رأيها في الموضوع نتيجة التوصية التي خرجت بها مجموعة دراسات العراق وضغوط الكونجرس.

اما السبب الآخر لقرار واشنطن تغيير سياستها ازاء التحدث الى ايران - وهو السبب الذي ذكره مسؤولون في البيت الابيض - فيتلخص في ان واشنطن قد تبنت استراتيجية جديدة مبنية على تعزيز عناصر الضغط على طهران وهي استراتيجية تعتقد واشنطن انها ضرورية خصوصا في ضوء الموقف الضعيف الذي كانت فيه في اواخر العام الماضي.

ولكن الادارة الامريكية قد تمكنت مذ ذاك ان تحقق بعض الاختراقات الدبلوماسية ولذلك فهي تعتقد انها اصبحت في وضع يتيح لها الانفتاح على طهران من موقع قوة لا من موقع ضعف.

وستطالب واشنطن طهران بتبني موقف اكثر ايجابية ازاء الحكومة العراقية.

اما من ناحية الضغط الامريكي على ايران، فقد تصاعد على اوجه عدة، حيث هناك الزيادة الاخيرة التي اعلنتها الادارة الامريكية في عدد قواتها العاملة في العراق، والحملة الهادفة الى جمع ادلة عن تورط ايران في دعم المسلحين العراقيين، والحشد العسكري الامريكي المتنامي في مياه الخليج.

اضافة لذلك، تسعى الادارة الامريكية - بالاستفادة من اعلان اللجنة الدولية للطاقة الذرية بأن ايران لم تلتزم بقرار مجلس الامن الذي يطالبها بوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم - الى تشديد العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

كما باشرت واشنطن في تعزيز دور الحكومة العراقية بحثها على العمل الجدي في سبيل ترتيب اوضاعها الداخلية، ويدخل قانون النفط الجديد الذي يؤطر لأقتسام الثروة النفطية بشكل عادل بين محافظات العراق المختلفة في هذا السياق.

لذلك يمكن للولايات المتحدة ان تظهر تبديل سياستها ازاء طهران باعتباره عاملا جديدا من عوامل دعم الحكومة العراقية.

من جانبها، قد تنظر ايران الى التبدل في الموقف الامريكي على انه علامة ضعف اضافية، ومرحلة جديدة على طريق تعزيز نفوذها (اي نفوذ ايران) في العراق والمنطقة بشكل عام.

وهناك عامل آخر يجب ان لا يغيب عن الاذهان، الا وهو النفوذ الذي مارسته وتمارسه رايس نفسها. فالاعلان عن المبادرة الامريكية الجديدة تجاه ايران تزامن مع التهديدات التي اصدرها نائب الرئيس ديك تشيني ضد ايران.

اما فيما يخص الملف النووي الايراني، فلا يزال عالقا وقد يعرقل توصل الجانبين الى توافق حول العراق.

وتأمل الادارة الامريكية في ان يؤدي تصعيد الضغوط بشكل متواصل ومتدرج على ايران الى تغيير طهران لسياستها النووية او حتى الى تغيير في النظام الايراني ذاته - ولو ان ذلك يبدو صعب المنال في الوقت الراهن.

وفي الدبلوماسية الامريكية المزدوجة الجديدة تجاه طهران، تعمد واشنطن الى خفض التوتر من جانب وابقائه على الجانب الآخر.

وقال بارنيت روبين الذي كان مستشارا لممثل الامم المتحدة الخاص لافغانستان الاخضر الابراهيمي ان المسؤولين الايرانيين أبلغوه بشكل غير معلن أن القاعدة تمثل تهديدا جديدا لأفغانستان قد يكون له عواقب على الامن القومي الايراني.

وقال للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي "يعتقد الايرانيون أن القاعدة هي التهديد الاول لايران ربما بعد الولايات المتحدة."وأضاف روبين "قالوا لي ان لديهم بعض المعلومات عن ذلك وانهم يودون التعاون مع الولايات المتحدة. ولكن لم تأذن حكومتهم في طهران ولا حكومتنا في واشنطن بتبادل هذه المعلومات وهو ما اعتبروه أمرا محبطا."

وقال أعضاء بارزون ديمقراطيون وجمهوريون في اللجنة انهم سيحثون وزارة الخارجية على البحث في ملاحظات روبين قبل المؤتمرين المقرر عقدهما الاسبوع المقبل في بغداد بحضور ايران وسوريا.

وقال رئيس اللجنة الديمقراطي السناتور كارل ليفين "هذه المعلومات مهمة جدا..وترتبط بشكل مباشر بالغرض المحدود الذي تم الافصاح عنه للاجتماع مع سوريا وايران."

ولم يحدد روبين هوية المسؤولين الايرانيين الذين التقى بهم في كابول في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. ولكنه قال انهم أعربوا عن اهتمامهم بالتعاون مع الولايات المتحدة ضد طالبان.

وقال روبين الذي يعمل حالياً في مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك "في كل مرة ألتقي بأيرانيين ينبهونني بضرورة ابلاغ حكومة الولايات المتحدة بعدم ابرام اتفاق مع طالبان لأنهم قلقون من أن الولايات المتحدة متساهلة أكثر من اللازم مع طالبان."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 7 آذار/2007 -17/صفر/1428