ضغوط امريكية لجعل باكستان بوابة لتصفية اعداءها

 شبكة النبأ: اصبحت باكستان في الاونة الاخيرة بين فكّي كماشة متعددة الاطراف فهي من جانب تود تنفيذ التعليمات والمحافظة على الحلف بينها وبين امريكا لأنها لا تستطيع الاستغناء عن المليارات التي تقدمها الولايات المتحدة سنوياً وتتعرض من جانب اخر الى ضغوط جيرانها، افغانستان التي تريد بذل المزيد من الجهد لمكافحة طالبان، وايران التي لا تريد من باكستان ان تتحول الى قاعدة للتحركات الامريكية العسكرية وتكمل محاصرة ايران من الجانب الشرقي، بالاضافة الى ضغوط الاحزاب الاسلامية المتشددة داخل باكستان.

وتبقى سياسة الرئيس برويز مشرّف هي الفيصل في المحافظة على التحالف مع الغرب وسط الوضع الأمني الهش الذي تعيشه دولته.

وقال سفير باكستان لدى واشنطن إن الضغط الامريكي بما في ذلك تهديدات الكونجرس بقطع أو وضع شروط للمساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات يمكن ان يزعزع استقرار باكستان بل وربما يتسبب في سقوط الرئيس برويز مشرف.

وعبر السفير محمود علي دوراني في مقابلة مع رويترز عن القلق من ان التعاون في مكافحة الارهاب بين الولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان يتقوض ورفض ما وصفه بأنه محاولات لتوجيه اللوم على نحو ظالم الى اسلام اباد في تصاعد العنف عبر الحدود.

وقال دوراني إن محاولة التأثير بمستوى المساعدات الامريكية سيقوي المشاعر المعادية للولايات المتحدة ويعزز اليمين المتطرف ومؤيدي طالبان ويحدث آثارا عكسية و"يخلق مشاكل لمشرف تتعلق بقدرته على الاستمرار في الطريق الذي يسير فيه."

وعندما سئل ان كان ذلك يمكن ان يتسبب في الاطاحة بمشرف رد بقوله "انني لا اعرف. ربما يتسبب ذلك في اسقاطه. وقد يتسبب ذلك في زعزعة استقرار البلد بالكامل. وقد يسبب مشاكل كبيرة هناك. هذا ممكن."

جاءت تصريحاته بعد ان قال مسؤولو مخابرات امريكيون كبار ان الحليف الامريكي في الحرب ضد الارهاب سمح بعودة قوى القاعدة وطالبان ومعسكرات التدريب في المناطق القبلية الباكستانية وهو ما يمكن ان يؤدي الى هجوم اخر من نوع 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

وقال دوراني "ان ما يقلقني اليوم أكثر من أي شيء اخر هو تفكك علاقة التعاون ... قد تكون هناك مشكلة في هذا المجال الحيوي للتعاون بشأن عمليات مكافحة الارهاب. نحتاج لاصلاح ذلك."

وزار نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني افغانستان وباكستان في وقت سابق هذا الاسبوع وحث مشرف على اتخاذ اجراء صارم ضد المتشددين في جانبه من الحدود. كما لفت الانتباه الى جهود الكونجرس الامريكي لإدخال قيود أو تعديلات على المساعدات الامريكية لباكستان التي تقدر بمليارات الدولارات.

وقال مسؤول أمن باكستاني رفيع ومصادر من طالبان ان قوات الامن الباكستانية اعتقلت يوم الخميس أحد كبار زعماء طالبان في مدينة كويتا بجنوب غرب البلاد.

وتعتبر ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الرئيس الباكستاني مشرف حليفا رئيسيا أقدم على مخاطر كبيرة للمساعدة في هزيمة متشددين مقرهم افغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول بما في ذلك السماح بالوصول الى قواعدهم وبحقوق طيران.

لكن مع استمرار القلاقل في افغانستان وتقارير عن متطرفين يبنون قواعد جديدة في باكستان ربما بتحريض من اجهزة مخابرات باكستانية يتساءل كثيرون في واشنطن ان كانت هناك حاجة الى استراتيجية جديدة.

وشكك تقرير في الاونة الاخيرة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فيما اذا كان التحالف الامريكي مع مشرف "سار في الطريق المرسوم" مع الاعتراف بأنه لا يوجد خليفة واضح يقود باكستان التي تمتلك اسلحة نووية باعتبارها دولة مسلمة معتدلة.

وقال دوراني ان الولايات المتحدة التي "تشتت" انتباهها نتيجة للعراق فشلت في الانتهاء من المهمة في افغانستان وتبحث الان عن أحد توجه اليه اللوم.

واعترف بمشاكل في المناطق القبلية الباكستانية بما في ذلك "احتمال وجود بعض عناصر القاعدة وبالتأكيد وجود بعض عناصر طالبان" لكنه أكد ان 90 في المئة من العنف ينبع من افغانستان.

وفي سياق متصل حث أعضاء بمجلس الشيوخ الامريكي إدارة الرئيس جورج بوش على دراسة وسائل للتحرك عسكريا ضد معسكرات تنظيم القاعدة في باكستان اذا كان الرئيس برويز مشرف عاجزا عن التحرك من تلقاء نفسه. حسب مانقلته رويترز.

وطالب أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ مسؤولي وزارة الدفاع بتوضيح ما اذا كان القانون الدولي يسمح للقوات الامريكية في افغانستان بضرب مناطق لا تسيطر عليها الحكومة في باكستان تقول المخابرات الامريكية ان تنظيم القاعدة يستخدمها لأعادة بناء قوته.

واشار السناتور الجمهوري جيف سيشانز الى امكانية أن تتحرك الولايات المتحدة بموجب نفس الدافع القانوني الذي استخدمته لتبرير الغزو الذي قادته لافغانستان في عام 2001 والذي أطاح بحكم حركة طالبان في افغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وقال سيشانز لاريك اديلمان وكيل وزارة الدفاع خلال جلسة استماع "انت اما تؤيد هؤلاء الاشخاص أولا تسيطرعلى بلدك. في كلتا الحالتين لا يمكننا الانتظار."

وايد مشرعون اخرون سيشانز من بينهم ايفان بايه.

ويسمح اتفاق بين الولايات المتحدة وباكستان للقوات الامريكية بمهاجمة المتشددين الموالين لطالبان عبر الحدود في باكستان اذا شن المتطرفون هجوماً في افغانستان أو كانوا يشكلون تهديدا وشيكا.

وزاد تسليط الضوء على باكستان في الاسابيع الاخيرة في أعقاب تقارير أمريكية بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وذراعه اليمنى أيمن الظواهري يقيمان معسكرات في باكستان.

وحث نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني هذا الاسبوع مشرف، الحليف للولايات المتحدة على التحرك ضد القاعدة ووقف تدفق متمردي طالبان الى أفغانستان استعداداً لهجوم في الربيع.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان هجمات المتشددين الموالين لطالبان في أفغانستان على طول الحدود مع باكستان ازادات بشكل حاد منذ سبتمبر ايلول عندما وقع مشرف اتفاقا مع متشددين في اقليم وزيرستان الشمالي لوقف الهجمات على الجيش ووقف عمليات عبور الحدود.

وفقدت باكستان أكثر من 700 جندي خلال معارك استمرت ثلاث سنوات في المنطقة.

وقال الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية الامريكية جيمس جونز قائد العمليات السابق لحلف شمال الاطلسي في افغانستان ان قوات الحلف ربما لا تملك تفويضا خاصا للتحرك في باكستان.

غير أنه قال ان القوات الخاضعة للقيادة الامريكية في العملية المسماة بالحرية الصامدة تتمتع بحق قانوني لشن هجمات عبر الحدود.

وأضاف "الجميع يتفقون على أنه يمكن انجاز هذه المهمة."

وتتعرض باكستان الى ضغوط اقليمية اخرى من جانب جيرانها حيث قال رجل الدين الايراني حجة الاسلام أحمد خاتمي ان باكستان تؤذي علاقتها بأيران تدريجيا، واتهمها بالتقرب من الولايات المتحدة اكثر من اللازم.

واتهم احمد حاتمي اسلام اباد ايضا بأيواء ما اسماهم متشددين سنة نفذوا هجمات ضد ايران مؤخرا.

كما انتقد ندوة نظمت مؤخراً في اسلام اباد حول الشرق الاوسط، حضرتها دول اسلامية تعد موالية للغرب، متهماً اياها بالوقوف الى جانب اسرائيل وامريكا.

وقال حجة الاسلام خاتمي في خطبة الجمعة: "رغم كون باكستان جارتنا، فانها تتخلى شيئا فشيئا عن اخلاقيات الجوار، واصبحت قاعدة للارهابيين الذين يهاجمون زاهدان.

يذكر ان زاهدان عاصمة اقليم سيستان بلوشستان التي تأوي الاقلية البلوشية السنية شهدت الشهر الماضي تفجير عبوة ناسفة استهدف حافلة للحرس الثوري الايراني وقتل حوالي 30 منهم.

من جهة اخرى قال خبير أمريكي بارز في شؤون أفغانستان إن ايران قد تكون مهتمة بالتعاون مع الولايات المتحدة لدحر القاعدة وطالبان في أفغانستان.

وقال بارنيت روبين الذي كان في وقت سابق مستشارا لممثل الامم المتحدة الخاص لافغانستان الاخضر الابراهيمي ان المسؤولين الايرانيين أبلغوه بشكل غير معلن أن القاعدة تمثل تهديدا جديدا لافغانستان قد يكون له عواقب على الامن القومي الايراني.

وقال للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي "يعتقدون أن القاعدة هي التهديد الاول لأيران ربما بعد الولايات المتحدة."

وأضاف روبين "قالوا لي ان لديهم بعض المعلومات عن ذلك وانهم يودون التعاون مع الولايات المتحدة. ولكن لم تأذن حكومتهم في طهران ولا حكومتنا في واشنطن بتبادل هذه المعلومات وهو ما اعتبروه أمرا محبطا."

وقال أعضاء بارزون ديمقراطيون وجمهوريون في اللجنة انهم سيحثون وزارة الخارجية على البحث في ملاحظات روبين قبل المؤتمرين المقرر عقدهما الاسبوع المقبل في بغداد بحضور ايران وسوريا.

وقال رئيس اللجنة الديمقراطي السناتور كارل ليفين "هذه المعلومات مهمة جدا..وترتبط بشكل مباشر بالغرض المحدود الذي تم الافصاح عنه للاجتماع مع سوريا وايران."

ولم يحدد روبين هوية المسؤولين الايرانيين الذين التقى بهم في كابول في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. ولكنه قال انهم أعربوا عن اهتمامهم بالتعاون مع الولايات المتحدة ضد طالبان.

وقال روبين الذي يعمل حاليا في مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك "في كل مرة ألتقي بايرانيين ينبهونني بضرورة ابلاغ حكومة الولايات المتحدة بعدم ابرام اتفاق مع طالبان لانهم قلقون من أن الولايات المتحدة متساهلة أكثر من اللازم مع طالبان."

وقال ليفين والسناتور الجمهوري جون وارنر انهما سيأمران بارسال افادة روبين لوزارة الخارجية مرفقة بطلب ببحث الامر قبل المحادثات المقبلة.

وتستعد أفغانستان لزيادة في العنف من طالبان والقاعدة هذا الربيع. وكانت السنة الماضية الاكثر دموية منذ اطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان الاسلامية عام 2001.

ويقول المسؤولون الامريكيون ان ايران تحتجز أعضاء في القاعدة رهن الاقامة الجبرية. وقدر المحللون أن عدد المحتجزين لدى ايران قد يصل الى 100شخص.

ووفقاً للمحلل في شؤون الإرهاب في شبكة CNN، بيتر بيرغن فإن الأدلة على انتشار عناصر حركة طالبان متوافرة في كل مكان في أفغانستان، وهم متأثرون بأسلوب القاعدة في شن الهجمات.

وشهدت أفغانستان في العام الماضي حوالي 139 هجوماً انتحارياً، وهو رقم يعادل أربعة أضعاف الهجمات التي تمت في العام 2005، وفق ما ذكره الجيش الأمريكي في حين تضاعفت الهجمات بواسطة العبوات الناسفة والقنابل خلال العام 2006، ليزيد عددها على 1600 هجوم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 6 آذار/2007 -16/صفر/1428