المخدرات وطالبان تهدد الديمقراطية في افغانستان

شبكة النبأ: رغم الجهود التي تبذلها الدولة هناك لأستئصال زراعة الافيون وانتاج الهيرويين لاتزال افغانستان ضمن اكبر ثلاث دول في انتاج وتجارة المخدرات.

وهذا يمثل تحديا كبيرا امام السلطات من جانب فرض القانون وايقاف تدفق الهيرويين الافغاني الى اوربا وروسيا والشرق الاوسط، ومن جانب آخر هذه التجارة توفر مورداً رئيسياً لحركة طالبان لتوفير الاسلحة والمستلزمات الاخرى لمواصلة التدريب والقتال.

وقالت الولايات المتحدة إن إنتاج الافيون في افغانستان وصل رقماً قياسياً العام الماضي وان تجارة المخدرات تقوض ديمقراطية وأمن حليفتها الواقعة في جنوب غرب آسيا حسب تقرير لرويترز.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية في تقرير سنوي بشأن الجهود الدولية للسيطرة على المخدرات ان بيرو وبوليفيا وهما ثاني وثالث أكثر الدول انتاجا للكوكا تواجهان تحديات جديدة فيما يتعلق بجهودهما لتقليل المساحات المزروعة بالنباتات التي تعتبر مادة أولية لإنتاج الكوكايين.

وتفاوتت الصورة التي رسمها التقرير بين دول استطاعت ان تكافح بصورة جيدة المخدرات غير القانونية ممتدحا "الاصرار والارادة السياسية" لكولومبيا أكبر مورد للكوكايين في العالم بينما اشار الى ان هناك دولاً من بينها افغانستان وبوليفيا وهايتي وفنزويلا يتعين عليها بذل المزيد.

وقال التقرير الذي صدر في جزئين ويقع في 1045 صفحة بعنوان "تقرير الاستراتيجية الدولية للتحكم في المخدرات" الذي يرصد أيضا غسيل الاموال والجرائم المالية ان انتشار المنبهات من طراز الامفيتامين مثل اقراص النشوة تمثل قلقاً متزايد على مستوى العالم.

وقال التقرير ان نحو 172600 هكتار زرعت بنباتات تستخدم في انتاج المخدرات في افغانستان عام 2006 مقارنة بنحو 107400 هكتار عام 2005.

واضاف التقرير ان هذا أقل من الرقم القياسي لعام 2004 الذي بلغ 206700 هكتار زرعت بنباتات لانتاج المخدرات ولكن بسبب تحسن المحصول حقق انتاج الافيون رقما قياسيا بلغ 5644 طنا.

وجاء في التقرير "ان عودة ظهور زراعة الافيون الافغاني أدى الى زيادة تدفق الهيرويين الى اوروبا وروسيا والشرق الاوسط مما يقوض هذه المجتمعات وقوة الديمقراطية والامن في افغانستان."

وذكر التقرير أن افغانستان هي أكبر دول العالم إنتاجا وتجارة للهيرويين حيث انتجت أكثر من 90 في المئة من نباتات الافيون في العالم العام الماضي.

وافغانستان حليف في الجهود الامريكية لمحاربة تنظيم القاعدة منذ عام 2001 عندما أطاحت قوات بزعامة الولايات المتحدة بحكومة طالبان التي كانت تأوي التنظيم المتهم بشن هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع الافغاني يوم الخميس إن بروز حركة طالبان المفاجئ العام الماضي أنهك أفغانستان وحلفاءها الى أقصى حد لكنهم أمضوا فصل الشتاء في إعادة حشد قواتهم لمواجهة هجوم جديد لمقاتلي الحركة حسب تقرير لرويترز.

وكان العام الماضي الاكثر عنفا منذ أسقطت قوات تقودها الولايات المتحدة حكومة طالبان الاسلامية في 2001 فقد لقي أكثر من اربعة الاف شخص ربعهم من المدنيين حتفهم في القتال.

ويحذر الجانبان من أن هذا الربيع بعد ذوبان الجليد في غضون أسابيع قليلة قد يكون أسوأ.

وقال وزير الدفاع عبد الرحيم ورداك لرويترز في المقر العسكري مترامي الاطراف على ضفاف نهر كابول "العام الماضي أخذنا على غرة منا. فوجئنا بكم الدعم الذي يتلقونه وبحجم امداداتهم وبأعدادهم."

وأضاف "أنهكنا... الى أقصى حد في هذا القتال. لكننا الان أفضل استعداداً بكثير."

وقال ورداك ان تصاعد العنف العام الماضي والذي شهد شن طالبان هجمات على الجنود الامريكيين وقوات حلف شمال الاطلسي في معارك تقليدية ضارية كان يهدف الى اخافة الدول الاجنبية حتى تسحب قواتها مبكرا.

وقال "ظنوا أنهم اذا الحقوا خسائر كافية فانها ستؤثر على قرار بعض الدول فيما يخص نشر قواتها في افغانستان."

وقال انه في حين ألحقت طالبان خسائر ثقيلة بقوات حلف الاطلسي والقوات الامريكية العام الماضي حيث قتل زهاء 200 في المعارك أو لأسباب أخرى الا أن الحركة تلقت ضربة كبيرة أيضا.

وتصاعد القتال بشكل حاد مع توغل قوات الاطلسي بقيادة بريطانية في معقل طالبان بجنوب البلاد للمرة الاولى.

ويقول محللون ان طالبان وحلفاءها من تنظيم القاعدة سيعودون الى أساليب حروب العصابات التقليدية هذا العام مستخدمين القنابل المزروعة على جانب الطريق والهجمات الانتحارية بعدما لحقتهم خسائر كبيرة على الجبهة.

ولم تعرف البلاد الهجمات الانتحارية حتى عام 2005 عندما وقع 21 هجوما من هذا القبيل وقفزت الى 139 العام الماضي ويتوقع تفاقمها هذا العام مع لجوء المقاتلين الى التقليد واستقطاب المجندين الفقراء من أفغانستان ووسط اسيا وباكستان والشيشان وما وراءها.

ولقي 23 شخصا منهم أمريكيان وكوري جنوبي حتفهم عندما هاجم انتحاري بسيارة القاعدة الرئيسية للقوات الامريكية في أفغانستان أثناء زيارة لديك تشيني نائب الرئيس الامريكي.

وكان تشيني يضغط على أفغانستان وباكستان لبذل مزيد من الجهد لأحكام السيطرة على الحدود سهلة الاختراق والتي تقسم قبائل بشتونية شديدة الولاء.

وتقول طالبان ان لديها ألفي مفجر انتحاري جاهزون لشن هجمات فضلا عن عدد أكبر لايزال قيد التدريب.

ولحلف شمال الاطلسي 33 ألف جندي في البلاد بما يقل نحو عشرة بالمئة عما تعهد الحلف بتقديمه. ويقوم بمعظم القتال جنود أمريكيون وبريطانيون وكنديون وهولنديون في جنوب وشرق البلاد المحاذي لباكستان.

وقالت بريطانيا هذا الاسبوع انها سترسل قريبا 1400 جندي اضافي ليفوق حجم قواتها المنتشرة هناك عدد قواتها في العراق نظراً لاحجام دول أخرى في الحلف عن ارسال قوات. وفضلا عن نشر قواتها في مناطق امنة تفرض الكثير من دول الحلف قيودا على شروط الاشتباك تشمل حظر العمليات في الليل أو وسط الثلوج.

كما أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي ارسال 3200 جندي اضافي وتعزز بولندا قواتها في حين يتلقى الجيش الافغاني والشرطة دعما ويزودان بأسلحة أكثر وأفضل.

وقال ورداك "لانزال نحاول الاستعداد لاسوأ تصور ممكن... لا أعتقد أننا سنفاجأ هذا العام وأتوقع أن نحقق نتائج أفضل كثيرا."

وأعلن الرئيس جورج بوش مؤخرا توجها جديدا بالتركيز على الجيش الافغاني والشرطة كطريقة مهمة للسماح للولايات المتحدة بخفض قواتها.

وفي حين يعتبر الجيش قصة نجاح لكونه محترفا ومتعدد الاعراق في بلد يضع القبيلة فوق كل اعتبار الا أن الشرطة ليست محل ثقة وتعد مشكلة أكثر من كونها حلا.

ويقول شهود انه حتى في كابول تعمد الشرطة الى اعتقال الناس بصورة غير قانونية وتنهب المطاعم. وقال ورداك الذي ليست لوزارته ولاية على الشرطة ان الاصلاحات مستمرة.

لكن الامن ليس الا نصف المشكلة أو الحل.

فعودة طالبان لا يغذيها دعم حقيقي بقدر ما يغذيها المال من محاصيل أفيون قياسية وملاذات آمنة في باكستان وتقاعس الحكومة وحلفائها في الغرب عن توفير فرص العمل والخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء.

وفي كابول لا تصل المياه ولا الكهرباء الى الافغان أصحاب الدخل الجيد من الطبقة الوسطى الا لساعة أو ساعتين في اليوم.

وقال ورداك "بالطبع كان من الممكن أن يكون الاداء أفضل بكثير في حقل اعادة الاعمار لكنني أيضا أستطيع أن أقول بصدق ان الكثير قد تحقق."

وأضاف "لدى شعبنا الكثير من التطلعات التي لا نستطيع تحقيقها. ما من حل شامل سريع للنهوض بهذه البلاد من الدمار الكامل... من الرماد."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 5 آذار/2007 -15/صفر/1428