مصطلحات نفسية: تفتيق الأفكار وجاذبية الشخصية

 تفتيق الأفكار

Brainstorming

تقنية جماعية قائمة على اكتشاف أفكار جديدة وأصيلة بصدد مشكل معين.

يحث المنشط أشخاص الجماعة المجتمعين من ثمانية إلى اثني عشر في الحد الأقصى، بعد أن يعرض مسالة اليوم، على التعبير تلقائياً، دون أن يخشوا حكماً عليهم أو نقداً، وعن الأفكار التي تخطر ببالهم. وسيكون كل اقتراح موضع ترحيب، ولن يرفض أي اقتراح.

 بل، على العكس، كل شخص يمكنه أن يستلهم أفكار الغير، ويحولها، ويركبها. ومن الممكن على هذا النحو أن يحصل ثمانية أشخاص يتنافسون تنافساً تلقائياً، في منافسة خلال أقل من ساعة، على مئة وخمسين فكرة ستكون فيما بعد معروضة على جماعة من الخبراء يختارون أفضلها.

 والمنشط يمكنه، عندما يتباطأ إيقاع الإنتاج، أن يُطلق الاهتمام مجدداً، إذ يطرح أسئلة أو يقترح بعض الاقتراحات مثل: (استعد الفكرة بالمقلوب) أو (ركبها مع فكرة سابقة) أو (توحد بموضوع النقاش) أيضاً. فيتوصلون على هذا النحو إلى إيجاد حلول بارعة لمشكلات عملية كان تجاوزها يبدو متعذراً.

 مثال ذلك أن مدير تدريب على صيد الحمام كان معرضاً إلى العجز عن الاستمرار في فاعليته لأن بقايا الحمام من الصلصال كانت تسقط في الحديقة المجاورة. ويقول عضو في جماعة البحث عن الأفكار، وقد تماهى بموضوع النزاع: (ينبغي لي أن أختفي، أن أطمر في التراب، أن أصبح سائلاً أو أتبخر). وهكذا ولدت فكرة الحمام من الجليد، وليست تقنية تفتيق الأفكار، التي أوصى بها أليكس ف. أوسبورن (1939)، أستاذ في جامعة بوفالو (الولايات المتحدة الأمريكية) مستخدمة في البحث عن حلول عملية فحسب، ولكنها تستخدم أيضاً تمرين تكوين فاعل ونمواً شخصياً بفعل رفع الضروب من الكف وانبعاث الفكر الخلاق الذي تسببه. 

الجاذبية بين الشخصية

Interpersonal attraction

قوة تجذب الغير إليك أو تدفعك نحو الغير؛ حركة وجدانية عفوية نحو شخص؛ اتجاه أو عاطفة إيجابية لدى شخص إزاء شخص آخر.

العوامل الأساسية للجاذبية بين الشخصية، في رأي برشيد وولستر (1969)، هي: القرب، الإغراء الجسمي، التشابه، الرضى، والواقع أن العوامل الثلاثة الأولى لا تتدخل إلا بمقدار ما تتعاون في تحقيق النتيجة نفسها، أي الإشباع الوجداني.

والتشابه هو العامل الأفضل دراسة من عوامل الجاذبية. وفي رأي بون بيرن (1971) ومعاونيه أن هذه الجاذبية وظيفة خطية لتماثل الاتجاهات. ووجد مع ذلك أن تماثل السمات الشخصية، والأوضاع الاقتصادية، الخ. كانت أيضاً ذا علاقة إيجابية بالجاذبية بين الشخصية.

والفروق الشخصية يمكنها، وفق نظرية الحاجات المتكاملة (وينخ، تسان وتسان، 1984)، أن تسهم، في بعض الحالات، في الإشباع المتبادل لدى ضروب الثنائي، والأزواج أو الأصدقاء.

فشخص سلطوي سيفضل شريكاً خاضعاً؛ وشخصية (سادية) شريكاً (مازوخياً)؛ وشخص شره شريكاً كريماً، والعكس بالعكس. ولكن هذه النظرية، المقنعة من الناحية الحدسية، لا تؤكدها المعطيات الاختبارية، على عكس نظرية التماثل التي درسها د. بيرن دراسة جيدة.

 و الجاذبية بين الشخصية ناجمة في الجزء الأكبر منها، في رأي بيرن، عن مفعول التعزيز الإيجابي للتشابه؛ فمعرفتنا أن لدى الآخرين اتجاهات شبيهة باتجاهاتنا أمر يقربنا منهم.

 أما القرب، فإن دوره يكمن في أنه يهيئ فرصاً لتعزيزات إيجابية أخرى، وبوسعنا أيضاً أن نعتبر الإغراء الجسمي عاملاً معززاً.

 ويمكننا على هذا النحو أن نقول إن الجاذبية بالنسبة لشخص تابعة للإشباعات التي يؤمنها هذا الشخص لنا بالفعل، أو الإشباعات المتوقعة من علاقة بشخص. وفي هذا السياق، يكون اكتشاف ألبير لوت ومعاونيه ذا دلالة: فكون الشخص يكابد تعزيزاً إيجابياً مستمراً إزاء شخص آخر، شرط كاف ليجعله يحب هذا الشخص. فيبدو إذن معقولاً أن نستنتج أن القرب المضاف إلى تعزيز شرط أساسي للجاذبية بين الشخصية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 5 آذار/2007 -15/صفر/1428