بقعة ضوء  بين المواطن والمسؤول

 هادي الربيعي

  الديمقراطية نعمة جديدة افتقدناها طويلا في دوامة الحروب والويلات التي عشناها بكل ما تحمل من مرارة وأسى وحين هبطت علينا هذه النعمة الغريبة علينا لم نستوعبها تماما فحدث الهرج والمرج والتداخل في المعاني حتى كادت ان تفرغ من محتواها الحقيقي وتتحول الى لفظة عابرة لا معنى لها في حياتنا اليومية رغم كل ما تحمله من اهمية.

 ومعروف ان واحدا من تعريفات الديمقراطية انها سلطة الشعب وانها السلطة الحقيقية التي تنبثق منها السلطات الأساسية الثلاث التي تقود مسيرة الحياة في أي بلد في العالم ولكن ؟؟

اية سلطة لشعب ما زال يحمل عناءه الكبير وهو يلهث من الصباح الى المساء وراء حاجات هي بجميع المقاييس تمثل الحد الأدنى مما يحتاجه أي مواطن في العالم فالمواطن العراقي لاهم له الا الركض وراء كل شيء يمر به في حياته ابتداء من البطاقة التموينية التي ما زالت مصابة بمرض الأنيميا الى جميع شؤون الحياة التي لا يمكن ان تنجز ما لم تكن هناك مواصلة مثابرة.

 وبدلا من القضاء على الروتين الذي بنى اهراما من الأعشاش في هذه البلاد نرى السيد الروتين يغزو حياتنا بضراوة اكبر وأية معاملة لابد ان تحفل بعدد من التواقيع لا يعلمه الا الله تعالى لتمشي وهذا العصر الذي يعتبر العصر الذهبي لمكاتب الأستنساخ لكثرة المعاملات التي تحتاج الى استنساخ متواصل وفي احدى المعاملات دفعت خمسة آلاف دينار لأستنساخ معاملة واحدة ويمكنك ان تتصور عدد الأوراق في هذه المعاملة التي تحولت الى خمس معاملات بأضابير مختلفة تذهب كل اضبارة الى موقع معين.

قديما كانت الأفواه تُلجم خوفا من فضح المستور أما الآن فان الأفواه تنطلق بكل ما تحمل من عناء على دروب الحياة ولكن .. لا حياة لمن تنادي فقد اتسعت الهوة بين المواطن والمسؤول كثيرا وهي ماضية في اتساعها في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى مسؤولين يقدرون حجم ما عاناه هذا الشعب المبتلى منذ اكثر من اربعين عاما والكلمة الطيبة صدقة كما قال رسول البشرية الأعظم محمد (ص) فلماذا لا نمسح عرق المتعبين على هذه الأرض؟

 ولماذا لا نضمد جراح المتألمين من الف مصيبة ومصيبة والمصائب والحمد لله لا تعد ولا تحصى  ولماذا لا نصغي الى مشاكل المواطنين بانتباه اكثر لكي نعطي لكل ذي حق حقه؟؟؟

والله من وراء القصد

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 4 آذار/2007 -14/صفر/1428