ايران اخطر من اسرائيل!

 الطائفية هي حرب اميركا النيابية القادمة!

رياض الحسيني*

اللعب بالاوراق العربية والاسلامية محبب ومشروع لدى الادارة الامريكية هذا فضلا عن الاداء الذي يساعدها فيه العرب والمسلمون انفسهم في وصول تلك الادارة الى مبتغاها بيسر وسهولة في كثير من الاحايين. ففي منتصف القرن المنصرم وفي الوقت الذي كان فيه الصراع الامريكي-السوفياتي يصنف على انه "حرب باردة" كانت الجبهة الاسلامية ملتهبة بمواجهة المد الاحمر انذاك.

فورقة التحريم الاسلامي كانت قد استخدمتها الادارة الامريكية بيسر وسهولة فاتحة جبهة المنطقة العربية والاسلامية بدلا من الجبهة الاسرائيلية مثلا او حتى الامريكية وهي المعنية بالصراع.

 اضف الى ذلك وبدلا من ان ينصرف الاسلاميون الى الهم الاول والجهاد الحقيقي سواء على مستوى الداخل او على مستوى استرجاع الحقوق والارض وصيانة العرض من الصهاينة المغتصبون، فقد نجحت الادارة الامريكية وبمساعدة بعض الانظمة العربية والاسلامية الى توجيه هذه الطاقات الى حرب نيابية عن الشعب الامريكي ضد المد السوفياتي فاتحة الارض الافغانية على مصراعيها بينما كان الصهاينة يقضمون الاراضي الفلسطينية يوما تلو الاخر ولا يقف بمواجهتهم الا الحجر واكف البراعم.

 وفي الوقت الذي يتراجع فيه العرب والمسلمون الى الوراء بسبب هذا الاستنزاف المادي والبشري والجهادي فان اسرائيل كانت تواصل بناء الدولة المؤسساتية فضلا عن توطيد البنى التحتية وحشد الطاقات البشرية والدولية لتوطيد "دولة اسرائيل" وهذا ما حصل بالفعل.

 انتهت الحرب الباردة وعاد اغلب "المجاهدون" كل الى دولته وفي الوقت الذي خسر فيه العرب والمسلمون وتفكك الاتحاد السوفياتي الى دول متناثرة هنا وهناك ازدادت قوة امريكا واسرائيل وتفردا بتوجيه السياسة العالمية لخدمة المصالح الخاصة بهذين الدولتين فقط.

اليوم وبعد بروز ايران كدولة اسلامية نامية تحاول جاهدة الوصول الى مصاف الدول المتقدمة تكنولوجيا عادت الادارة الامريكية مرة اخرى لتلعب بالاوراق العربية والاسلامية مستفيدة من التطرف لدى بعض المسلمين محاولة بكل قواها ان تفرّق بين المسلمين على اساس الانتماء الطائفي، يساعدها في ذلك طبعا انظمة مستبدة ووعّاظ السلاطين الذين لايكلّون ولايملّون من حشر كل ماتوفر على الموائد الملكية. الغريب في الامر انه وفي الاونة الاخيرة قد برزت الى السطح تصريحات غاية في الخطورة مفادها "ان ايران اخطر على العرب والمسلمين من اسرائيل"؟! وهذا دليل لالبس فيه على وقوف الادارة الامريكية وراء هذه الدعوات لصرف انظار العرب والمسلمين مرة اخرى عن اسرائيل وبذلك تكون قد فتحت معركتين في آن واحد على اساس الاقتتال الاسلامي-الاسلامي بمعناه الضيق (الشيعي-السني) والعربي-الاسلامي بمعناه العنصري (العربي-الفارسي)!

 الانكى من ذلك يتصور بعض المغرر بهم ان الادارة الامريكية تملك من الادوات التي يمكن معها تفضيل مسلم على اخر او عربي على اخر بينما الحقيقة الميدانية تقول ان الادارة الامريكية لا تضع العرب الا في سلة واحدة ولا تنظر الى المسلمين الا بمنظار واحد.

 وما السياسة الامريكية مع العرب والمسلمين الا كقصة الثور الابيض والاخر الاسود المعروفة. ترى فهل من متعض ينظر بعين البصيرة بدلا من عين التطرف والتشفي! عزاء المسلم الحقيقي في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها المسلمون قول الرسول الاعظم صلى الله عليه وعلى اله واصحابه المنتجبين حيث يقول:

"يا ابن ادم عش ماشئت فانك ميت، واحبب من شئت فانك مفارقه، واعمل ماشئت فانك مُدان".

*محلل سياسي وناشط عراقي مستقل

www.riyad.bravehost.com 

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1 ربيع الاول/2007 -12/صفر/1428