حركة (حماس) تقر بوجود اسرائيل وتعترف بها رسميا بعد قيام دولة فلسطينية

 قال خالد مشعل القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاربعاء ان حماس تقر بأن اسرائيل أمر واقع لكنها لن تنظر في الاعتراف الرسمي باسرائيل الا بعد قيام دولة فلسطينية.

وفي تخفيف لرفض حماس السابق الاقرار بوجود الدولة اليهودية قال مشعل ان اسرائيل "أمر واقع" وحقيقة سوف تبقى.

وفي مقابلة جرت في العاصمة السورية قال مشعل فيما بدا انه اوضح بيان حتى الان من جانب حماس بشأن موقفها من الدولة التي كانت تقول من قبل انها ليس لها الحق في الوجود "انا كفلسطيني اليوم اتحدث عن مطلب فلسطيني عربي بأن تكون عندي دولة على حدود 67. صحيح ان النتيجة بالامر الواقع فهذا يعني ان هناك كيانا او دولة اسمها اسرائيل على بقية الاراضي الفلسطينية.. هذا امر واقع."

وأضاف مشعل الذي نجا من محاولة اغتيال اسرائيلية عام 1997 "انا لا أتعامل مع هذا الامر الواقع من منطلق الاعتراف او الاقرار به.. هذا امر واقع نشأ من ظروف تاريخية ونحن اليوم نتحدث عن استعداد فلسطيني عربي للقبول بدولة على حدود 67."

وقال مشعل "المشكلة ليست ان هناك كيانا اسمه اسرائيل المشكلة ان الدولة الفلسطينية غير موجودة وهناك امر واقع هناك اسرائيل موجودة على الاراضي الفلسطينية المشكلة ان الدولة الفلسطينية غير موجودة."

وفرضت اسرائيل والحكومات الغربية عقوبات مالية على الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والقبول باتفاقات السلام المبرمة.

وقال مشعل ان حماس ستقاوم الشروط الغربية التي وصفها بأنها ابتزاز وانها سترفض الاعتراف باسرائيل رسميا حتى اقامة دولة فلسطينية لها مقومات البقاء.

وقال ان تغيير ميثاق حماس الذي يدعو لتدمير اسرائيل مسألة تنتمي الى المستقبل. واضاف "المستقبل البعيد له ظروفه والناس تحدد المواقف في ذلك الوقت."

وقال ان التنازلات السابقة لاسرائيل من المفاوضين الفلسطينيين ذهبت دون مقابل وان حماس ستلتزم بمساومات صعبة بشأن القضايا الاساسية مثل الاعتراف.

واضاف "حماس لا يمكن ان تقبل بمنطق المساومات مع اسرائيل لا بد لاسرائيل ان تحترم الحقوق الفلسطينية.. على اسرائيل ان تقول نعم وان تنسحب.. أما ان تدخلنا في مساومات وفي تدريج أي تقسيم ذلك الى مراحل فهذا الطريق الذي هو عبارة عن إضعاف لموقف الفلسطينين وخفض سقف المطالب الفلسطينية من خلال عامل الزمن والضغط لن تنجح فيه اسرائيل معنا."

وردا على سؤال عن تصريحات مشعل قال مارك رجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان حماس قالت في الماضي انها تريد محو اسرائيل من على الخريطة وانه لا توجد إشارة على انها غيرت موقفها.

وفي واشنطن قالت المتحدث باسم وزارة الخارجية شين ماكورماك ايضا ان تصريحات مشعل لا تظهر انه حدث تغير. وقال انه يجب على حماس ان تنبذ العنف وتعترف باسرائيل وتقبل الاتفاقيات السابقة ومنها "خارطة الطريق" التي ترعاها الولايات المتحدة من اجل احلال السلام.

وقال مشعل ان حماس تريد دولة فلسطينية تشمل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والقبول بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي فقدوها في حرب عام 1967 وقبل ذلك.

واضاف قوله "انا كفلسطيني اليوم اتحدث عن مطلب فلسطيني وعربي.. ان تكون عندي دولة على حدود 67. صحيح ان بالنتيجة وبالامر الواقع هذا يعني ان هناك كيانا او دولة اسمها اسرائيل على بقية الاراضي الفلسطينية هذا امر واقع وانا لا اتعامل مع هذا الامر الواقع من منطلق الاعتراف او الاقرار به هذا امر واقع نشأ في ظروف تاريخية."

ودعا مشعل الى ضغط دولي على اسرائيل للقبول بالمطالب الفلسطينية قائلا ان ذلك سيكون في مصلحة السلام والامن الاقليميين. وانتقد الدعم المالي والسياسي الامريكي للرئيس الفلسطيني محمود عباس معتبرا انه تدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية.

ودعا مشعل الى استئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ولم يهدد مشعل في المقابلة بعمل عسكري من جانب حماس ضد اسرائيل لكنه حذر من أن مشاعر خيبة الامل بين الفلسطينيين بشأن عملية السلام المجمدة قد تؤدي الى هجمات.

والتزمت حماس الى حد كبير بهدنة ابرمت في 26 من نوفمبر تشرين الثاني وادت الى تهدئة العنف الاسرائيلي الفلسطيني في غزة.

وفيما يلي بعض اجابات خالد مشعل القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في المقابلة التي اجرتها رويترز معه في العاصمة السورية دمشق التي يقيم بها..

- بالتأكيد نحن قلقون ولكن نعتقد اننا لن نذهب الى حرب أهلية داخلية نعتقد ان الوعي الفلسطيني سوف يمنع الذهاب الى حرب أهلية داخلية ولكن ينبغي الالتفات من هو المسبب لهذا التأزيم الداخلي هل هي الخلافات الداخلية الفلسطينية.. هي لها تأثير ولكن ليست العامل الاهم.. العامل الاهم هو التدخل الخارجي الاسرائيلي والامريكي.. محاولة فرض شروط.. محاولة تقوية طرف على حساب طرف بمده بالمال والسلاح والتدريب.. هذا التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الفلسطيني هو الذي يصب الزيت على النار ويدفع الخلاف السياسي الى خلاف ميداني وصراع داخلي.

- أول هذه الخطوات ان نذهب الى حوار وطني فلسطيني بين جميع القوى وخاصة بين حماس وفتح الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم الفلسطيني حتى نتجنب الصراع المسلح والامر الثاني ان نحتكم الى القانون وان نحترم نتائج الانتخابات. اذا احتكمنا الى القانون واحترمنا نتائج الانتخابات والى قواعد اللعبة الديمقراطية هذا سيجنبنا الصراع بالتأكيد والامر الثالث هو ان نحيد أنفسنا عن التدخلات الخارجية لانها هي التي تدفعنا نحو هذا الصراع.. وهذا الصراع لا يخدم الا اسرائيل والادارة الامريكية والقوى التي تقف ضد الشعب الفلسطيني.

- كان هناك مشروع للذهاب الى حكومة وحدة وطنية وليس تكنوقراط ولكن وزراءها هم من الكفاءات وكنا نبحث عن صيغة نتجنب فيها الرموز ولكن هذا المشروع فشل الان نحن قلنا نذهب الى حوار غير مشروط كل يطرح رؤيته ونحن في هذه المرحلة متمسكون بالذهاب الى حكومة وحدة وطنية برئاسة الاخ اسماعيل هنية رئيس الوزراء الحالي وعلى قاعدة وثيقة الوفاق الوطني ثم نتفاهم على كل التفاصيل المتعلقة بتشكيل الحكومة وكيفية عملها في هذه المرحلة لان هذه الحكومة معنية ان تواجه الحصار وان تنهي التأزيم الداخلي وان تخدم شعبنا الفلسطيني وهي طبعا من مسؤوليتها ان تتعامل مع المجتمع الدولي ومع المحيط الاقليمي والعربي والاسلامي.

- هل المجتمع الدولي هل الرباعية هل الادارة الامريكية الان تقبل ان تضع فيتو على تشكل أي حكومة اسرائيلية الا اذا اعترفت بالشعب الفلسطيني وبدولة فلسطينية على حدود السبعة والستين وقبلت ان تنبذ العنف والارهاب ضد الشعب الفلسطيني وقبلت ان تطبق جميع الاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين وبالرعاية الامريكية نفسها. لماذا الضغط فقط على الشعب الفلسطيني والزامه بشروط محددة بينما اسرائيل اياديها مطلقة و(رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت او غير اولمرت يشكل حكومته كما يشاء تشكيل الحكومة هذا حق وطني لا يجوز ان يكون مرهونا بضغط خارجي.

- نحن نفرق بين امرين بين ان نحصل على ضمانات لرفع الحصار وهذا ثبت انه يحتاج الى تنازلات منا.. اصبح ورقة ابتزاز على الشعب الفلسطيني حتى المجتمع الدولي يرفع العقوبات ويأتي بضمانات لرفع الحصار.. لا بد ان أي حكومة فلسطينية تطبق واحد اثنان ثلاثة هذا ابتزاز وظلم نحن الان نقول لا نريد كفلسطينيين ان نتوحد هذا حقنا الطبيعي بعيدا عن كل المؤثرات الخارجية نحن كفلسطينيين نريد ان نشكل حكومتنا الوطنية وان يشترك فيها الجميع ونقول لاخوتنا في فتح وابو مازن تعالوا نتوحد في حكومة وحدة وطنية ثم نواجه الحصار معا نقول للمجتمع الدولي هذا حصار ظالم ليس من حقكم ان تخضعوا الشعب الفلسطيني عبر هذا الحصار والتجويع منع ادخال الاموال نحن لا نحب معاناة الشعب الفلسطيني.. ولكن في تقديري ايضا لا يجوز ان يوضع الفلسطينيون بين خيارين اما الحصار او الخضوع السياسي ومصادرة القرار الفلسطيني نحن نريد ان ندافع عن القرار السياسي الفلسطيني ليكون حرا وليس خاضعا لارادة الاجنبي وفي ذات الوقت الحصار ظالم ينبغي ان نواجهه وانا اعتقد بان اوروبا بالذات بدأنا نشعر انها تعيش ازمة اخلاقية مع هذا الحصار فضلا عن ان هذا الحصار فقد فاعليته في اخضاع حماس او الشعب الفلسطيني.

- في اوروبا أي حزب يفوز قد يعرض ان يشكل حكومة وحدة وطنية كما الامر في ايطاليا او أي دولة اخرى على الاحزاب الاخرى فاذا لم ينجح في ذلك فهل البديل ان نذهب الى انتخابات مبكرة بعد بضعة اشهر من الانتخابات البديل هو ان الحزب الفائز هو الذي يحكم والاخرون يمارسون المعارضة ويحترمون قواعد اللعبة ولا يخرجون عن القانون.

- اذا اصر الاخ أبو مازن على الذهاب الى انتخابات مبكرة فهذه الانتخابات لن تتم لانها ضد القانون ولان غالبية القوى الفلسطينية ضد هذه الخطوة واعتقد بان الاخ أبو مازن يدرك ذلك واذا اصر على هذه الخطوة معناها انه يريد تفجير الوضع الفلسطيني ولا يريد خدمة الوضع الفلسطيني هذه انتخابات مبكرة لصالح الضغوط الخارجية ولصالح بعض القيادات وتيار معين داخل فتح للانقلاب على الشرعية الفلسطينية وهذا غير مقبول.

- نحن في حماس ومع الموقف الفلسطيني الوطني العام والموقف العربي كذلك مجمعون على ضرورة قيام دولة فلسطينية بحدود 4 (يونيو) حزيران 67 بما فيها القدس وحق العودة وانسحاب الاسرائيلي لهذه الحدود.. هذا موقف فلسطيني وعربي الان موضع اجماع حماس تؤمن به وتسعى له وهذه فرصة.. المشكلة ليست عندنا كفلسطينيين وكعرب السؤال الان في الملعب الاسرائيلي وفي الملعب الامريكي والمجتمع الدولي من يلتقط هذه الفرصة. هل هناك ارادة دولية لاجبار اسرائيل ان تحترم هذا الحق والذي فعلا يؤدي الى صنع سلام واستقرار في المنطقة.. دولة مؤقتة هذا لا يحل المشكلة هذا محاولة للالتفاف على الحقوق الفلسطينية ومضيعة للوقت هناك رؤية واضحة يجتمع عليها الموقف الفلسطيني والعربي وعلى المجتمع الدولي ان يحترم الموقف والحقوق العربية والفلسطينية وان يقوموا بخطوة سياسية حقيقية على هذا الاساس.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 12/كانون الثاني/2007 - 21 /ذي الحجة /1427