
تعمل امريكا من خلال استراتيجيتها الجديدة مع حلفائها من دول
الخليج ومصر والاردن وبالتنسيق مع اسرائيل على قصقصة اجنحة الطموحات
الاقليمية والدولية الايرانية والالتفاف عليها بغية محاصرة المشروع
الايراني وتركيعه لصالح المشروع الامريكي الاوسطي من خلال ضرب نفوذها
في العراق واجبارها على التخلي عن المشروع النووي نهائيا بمجموعة
اختراقات جديدة كان آخرها عزلها عن حلفاءها الاستراتيجيين عبر شرائهم
واحتوائهم بحوافز اقتصادية وسياسية.
وقد كانت البداية من كوريا الشمالية وروسيا فقد خطت الولايات
المتحدة خطوة اخرى تجاه الروس لاغراءهم بالتعاون المثمر جيدا من اجل
سحب تاييدهم للمشروع الايراني وعدم وقوفهم حجر عثرة في اصدار القرارات
الدولية الموجهة ضد ايران.
فقد قال الامير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية يوم الاربعاء ان
بلاده لا ترى ما يعوق التعاون مع روسيا في تطوير برنامج للطاقة
النووية.
وأضاف في مؤتمر صحفي "ليس هناك اي عوائق للتعاون بين البلدين في شتى
المجالات فيما يتعلق بالتسليح من جهة والطاقة النووية من جهة أخرى."
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين الماضي في زيارة هي
الاولى من نوعها لرئيس روسي الى السعودية منذ 80 عاما، إن موسكو ستبحث
مساعدة المملكة العربية السعودية في برنامج محتمل للطاقة الذرية وانه
يأمل في اقامة علاقات أقوى مع الدول الاسلامية.
وقال بوتين لمجموعة من رجال الاعمال السعوديين من خلال مترجم إلى
العربية "روسيا على استعداد لبحث فرص التعاون في مجال الطاقة الذرية."
وقالت السعودية وشركاؤها في مجلس التعاون الخليجي قطر والبحرين
وعمان والكويت والامارات العربية المتحدة في ديسمبر كانون الاول إنها
أمرت باجراء دراسة حول امكان اقامة برنامج مشترك للطاقة الذرية
المدنية.
وطار بوتين في وقت لاحق الى قطر ومنها الي الاردن حيث سيجرى يوم
الثلاثاء محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني
محمود عباس في استعراض واضح لطموحات روسيا الاقليمية.
وتدل زيارة بوتين وهي الاولى لرئيس روسي الى المملكة على نمو
العلاقات بين السعودية وروسيا بعد الزيارة التي قام بها الملك عبدالله
بن عبد العزيز لموسكو في عام 2003 حينما كان وليا للعهد.
واستأنفت الرياض علاقاتها مع موسكو في عام 1990 بعد تفكك الاتحاد
السوفيتي. وكان الجانبان أقاما علاقات دبلوماسية في باديء الامر في
العشرينيات في القرن الماضي.
واتهم بوتين خلال مؤتمر في المانيا يوم السبت الولايات المتحدة
بانها جعلت العالم مكانا اكثر خطورة من خلال انتهاج سياسات تهدف الى
جعلها "السيد الاوحد".
وقال بوتين لرجال الاعمال "تحرص روسيا على تعزيز التعاون مع العالم
الاسلامي."
وتؤيد روسيا اجراء حوار بناء مع ايران بشأن برنامجها النووي واوضحت
ان النهج المتشدد فشل في ردع كوريا الشمالية عن تطوير اسلحة نووية.
وقال بوتين خلال زيارته للسعودية التي استهدفت تعزيز التجارة بين
اكبر بلدين منتجين للنفط في العالم "تأمل روسيا ان يسود السلام
والاستقرار المنطقة."
وقال بوتين في وقت سابق يوم الاثنين ان روسيا ستطلق ستة اقمار
اصطناعية للمعلومات من صنع السعودية العام الحالي.
وقال مسؤول رفيع بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا
بالرياض ان خمسة من الاقمار الصناعية ستخصص للاتصالات ونقل المعلومات
وان السادس سيخصص للاستشعار عن بعد.
وسيتم اطلاق الاقمار من قاعدة في قازاخستان.
وقال الرئيس الروسي ان السعودية يمكن ان تستفيد من الخبرة الروسية
في مجال التنقيب عن الغاز.
وفي عام 2001 بدأت شركتا لوك اويل الروسية وأرامكو السعودية مشروعا
مشتركا بنسبة مساهمة 80 في المئة و20 في المئة على الترتيب أطلق عليه
"لوكسار" لاستكشاف الغاز وانتاجه في منطقةفي صحراء الربع الخالي.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 230 في المئة منذ عام
2000 ليصل الى 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) في 2005 تمثل الصادرات
السعودية جزءا بسيطا منها.
وينحي رجال أعمال سعوديون باللائمة على التعريفات الجمركية الروسية
العالية التي يقولون انها تصل الى 200 في المئة وغياب خطوط مباشرة
للنقل والاجراءات المطولة في البنوك الروسية.
ودعا بوتين البنوك السعودية لافتتاح فروع مملوكة لها بالكامل في
روسيا وقال ان الاستثمارات بين الجانبين ستزيد بعد أن وقع صندوق
التنمية السعودي خلال زيارته اتفاقا مع بنكين روسيين مملوكين للدولة.
وأثار اعلان دول مجلس التعاون الخليجي وهو تحالف اقتصادي وسياسي
فضفاض القلق من اندلاع سباق تسلح في المنطقة حيث يقول المحللون إن
المجلس يريد مجاراة برنامج ايران النووي، وساعدت روسيا ايران في اقامة
محطة للطاقة النووية.
وتشتبه الولايات المتحدة في أن برنامج ايران النووي يهدف الى تطوير
اسلحة وهو اتهام تنفيه طهران.
وتؤيد روسيا اجراء حوار بناء مع ايران بشأن برنامجها النووي واوضحت
ان النهج المتشدد فشل في ردع كوريا الشمالية عن تطوير اسلحة نووية.
وقال بوتين خلال زيارته للسعودية التي استهدفت تعزيز التجارة بين
اكبر بلدين منتجين للنفط في العالم "تأمل روسيا ان يسود السلام
والاستقرار المنطقة."
وفي عام 2001 بدأت شركتا لوكويل الروسية وأرامكو السعودية مشروعا
مشتركا بنسبة مساهمة 80 في المئة و20 في المئة على التوالي أطلق عليه "لوكسار"
لاستكشاف الغاز وانتاجه في منطقة بصحراء الربع الخالي.
وقالت صحيفة "ارب نيوز" السعودية إن فلاديمير بوتين ينوي ضرب
عصفورين بحجر واحد. ورأت الصحيفة الواسعة الانتشار أن الرئيس بوتين وجه
انتقادات لاذعة إلى سياسة الولايات المتحدة في شرق أوروبا قبل أن يبدأ
زيارته للشرق الأوسط. وأشارت إلى أن الرئيس الروسي يحاول إقامة علاقات
اقتصادية وسياسية مع دول تقع في منطقة لم تكن "خاضعة للنفوذ الروسي"
حتى الآن.
ولا يرى الخبير الروسي مكسيم براتيرسكي، أستاذ الجامعة الاقتصادية
في موسكو، ما يتيح التنبؤ بتغير اتجاه السياسة السعودية مشيرا إلى أن
السعودية كانت تعد من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة حتى
الآونة الأخيرة، ولكنه يرى أن نظام الحكم السعودي "يتعرض لضغط متزايد
من قبل المعارضة الإسلامية التي لا يرضيها تعاون بلادها مع الولايات
المتحدة".
ويرى الخبير ضرورة أن "ينأى النظام السعودي بنفسه عن الولايات
المتحدة بهدف تهدئة الإسلاميين في السعودية والحصول على مجال للمناورة
يتيح له فرصة للتوعد بتغيير اتجاه سياسته لتتوجه نحو روسيا في حال
تزايد الضغط الأمريكي".
ويظن الخبير أن السعوديين يريدون الخروج عن نطاق الوصاية الأمريكية
ويتوقعون أن تساعدهم روسيا في ذلك.
وفيما يبدو الى انه تلويح الى برنامج ايران النووي اعربت وزيرة
الخارجية الامريكية رايس عن ارتياحها للاتفاق النووي الذي تم مع بيونغ
يانغ، قائلة انها ترجوا ان يكون ذلك رسالة واضحة الى طهران بان المجتمع
الدولي سيكون حازما تجاه الانتشار النووي حسب تصريح نقلته(سي ان ان).
ودافع مسؤولون أمريكيون الثلاثاء، عن التحوّل الحاصل في سياسة إدارة
الرئيس الأمريكي جورج بوش إزاء كوريا الشمالية حسب ما نقلته( CNN )،
وهو موقف تزامن مع إعلان بكين بأن أحدث جولة من المحادثات السداسية، قد
أثمرت عن اتفاق، تقوم بموجبه بيونغ يانغ بتفكيك برنامجها النووي مقابل
مساعدات، وهو نبأ لقي أصداء إيجابية حول العالم.
ووافقت كوريا الشمالية الثلاثاء على إغلاق مفاعلها النووي الرئيسي
"يونغبيون" في غضون 60 يوماً والسماح لعودة المفتشين الدوليين التابعين
للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد ستة أيام من المحادثات التي شاركت
فيها كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتان
الشمالية والجنوبية.
في الغضون نقلت تقارير عن وكالة الأنباء الكورية الشمالية بيانا
رسميا أكدت فيه بيونغ يانغ أن تعليق العمل في المنشآت النووية سيكون
مؤقتا فقط.
وفيما رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بحذر بأنباء
الاتفاق، إلا أنها فرّقت بين فترة الشهرين لتعليق النشاطات النووية
وبين "مرحلة تعليقها كليا عن العمل" لاحقا.
وقالت في واشنطن "تعليق عمل هذه المنشآت هو إشارة ربما لاستعداد
كوريا الشمالية لاتخاذ خيار استراتيجي" مشككة بموقف كوريا الشمالية إلى
أن ترى خطوات عملانية في هذا الشأن، رغم اعتبارها ما أنجز الثلاثاء
خطوة مهمة للتحرك قدما.
من جهته أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بالاتفاق، قائلا في بيان
"إنني سعيد بأنباء الاتفاق الذي تم التوصل له اليوم في محادثات بكين
السداسية."
وأضاف "المحادثات تمثل الفرصة الأفضل لاستخدام الدبلوماسية لمعالجة
برامج كوريا الشمالية النووية."
بدوره، دافع المندوب الأمريكي للمحادثات السداسية ومساعد وزيرة
الخارجية الأمريكية كريستوفر هيل، عن الاتفاق قائلا إنه يختلف عن
السياسة التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في
هذا الشأن، لأنها منبثقة عن اتفاق متعدد الأطراف، وليس "اتفاقا ثنائيا
بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية."
إلا أن جون بولتون، المندوب السابق لواشنطن في الأمم المتحدة، وأحد
المفاوضين السابقين في هذا الملف، اعتبر بأن الاتفاق يتعارض مع
المبادئ الرئيسية لسياسة الإدارة الأمريكية التي التزم بها في السنوات
الست الأخيرة، ما قد ينعكس سلبا على علاقات واشنطن في مناطق ساخنة أخرى
حول العالم.
وقال في مقابلة مع شبكة CNN إن الاتفاق يظهر إدارة الرئيس جورج بوش
"ضعيفة جدا، في وقت يجب إظهارها بمظهر القوي في العراق والتعاطي مع
الإيرانيين."
وقال "آمل ألا يكون قد فات الأوان لرفضه."
هذا وقد رحبت بالاتفاق أيضا كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا
وهولندا والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية.
الجدير بالذكر أن الاتفاق لم يتطرق إلى مسألة المصير الذي ينتظر
مخزون كوريا الشمالية من الأسلحة النووية في وقت تشير فيه تقارير إلى
أن نظام بيونغ يانغ لديه فعلا العشرات من القنابل النووية.
وردا على سؤال حول ما اذا كان الاتفاق يدل على ان "السلوك السيء
سيلقى مكافأة" قالت رايس للصحافيين انه يجب اعتبار الاتفاق "رسالة الى
ايران بان المجتمع الدولي قادر على تجميع قدراته".
وترفض ايران تطبيق قرار مجلس الامن الدولي بوقف نشاطاتها لتخصيب
اليورانيوم.
وقالت رايس ان الاتفاق هو "مثال جيد على التعاون الدولي والجمع بين
الدول الملائمة لوضع المجموعة الصحيحة من عوامل التحفيز والتثبيط". |