الكتاب الممتاز: جوهرة باليد ومتنفس للروح

 الكتاب الناجح ذو المضمون الثقافي الجيد على بهاء شكله الطباعي وتصميم غلافه يوحي بالكثير من الارتياح ففي هذا العصر الذي تتنافس فيه أنواع النتاجات الأدبية والفنية وتتجدد فيه أدوات التوصيل المقدمة على أطباق من الأغذية الروحية ذات الفائدة من قبيل المعلومات المهمة عن مجالات عديدة إضافة للأخبار والتحليلات حول شؤون الحياة والساعة وغيرها.. ففي مثل هذا الظرف المتشابك ثقافياً يبرز الكتاب كحاجة مهمة لا يمكن إلا الاعتماد على المستويين الشخصي والعمومي.

ولعل من ضمن الاهتمام الفائق بالكتاب هو قيام المعارض الموسمية أو السنوية المحلية أو الأقليمية كمعارض الكتب في القاهرة (مثلاً) التي يتم فيها عرض الكتب المنوعة ذات العناوين المتعددة التي يحاول بواسطتها منتجوا الكتب إرضاء رغبات الجمهور القارئ قدر الإمكان.

 وبديهي جداً أن تضم تلك المعارض أجنحة عديدة غالباً ما تكون بين عدة دور نشر وغالباً ما يخلو أي معرض من جناح للحاسوب الإلكتروني ولا يغيب عن البال أن هناك معارض دولية تقام للكتاب وتباع الكتب فيها بيعاً مباشراً سواء منها الصادرة بـ(لغاتها الأصلية) كالألمانية مثلاً أو غيرها من اللغات لما تشارك بمثل هذا النوع من معارض الكتاب (دور النشر الأجنبية).

والكتاب المعروض في معارض بيع الكتب ليس سلعة عادية كما قد يكون من يتصور ذلك بيد أن دور النشر تشارك أحياناً بتقديم إنتاجها من الكتب الخاصة بالأطفال واليافعين والمراهقين في أول مراحل مراهقتهم ومع هذا الاهتمام في توصيل الأفكار فإن بعض المعارض تستغل في أيام عروضها السماح لتقديم خدمات النشر عبر فتح باب المداولة مع كتاب وأدباء وفنانين من مختلف البلدان لأجل (تعضيد نتاجاتهم بواسطة بعض دور النشر النشطة).

ولعل من التقاليد الثقافية الحديثة أن أصبحت الجهات الرسمية التي تقام على أراضيها تلك المعارض هو قيامها بتقديم الجوائز لأفضل أجنحة عروض الكتب ومانحة أيضاً لدور النشر الأكثر نجاحاً أوسمة وميداليات وتوجيه الشكر حيث يعتبر ذلك ضمن إبراز الأهداف الاستكمالية للمعرض والتي منها أيضاً إقامة الندوات الثقافية باستضافة عدد من الكتاب والأدباء والفنانون.. ليتحاوروا مع جمهور المعرض مباشرة.

طبيعي أن هناك نكهة تشعر الإنسان بالغبطة حين يتم اختياره لكتاب ما ويبتاعه من معارض الكتب خصوصاً إذا ما علم أن نسخة أو نسخ من ذات الكتاب متوفرة في المكتبات العامة السامحة لمطالعته في قاعات مطالعاتها إذ أن امتلاك الكتاب كـ(مقتنى شخصي) له معنى آخر. خصوصاً وأن المصادفة أحياناً تتيح الفرصة للجمهور من شراء كتاب تخصصي لا تخلو منه الفائدة حتى بالنسبة لغير المتخصصين.

أما فيما يخص زوار معارض الكتب فالمعروف عنهم (بصورة عامة) كونهم غير زائرون (للفرجة) فالعديد منهم قد كسبوا كيفية استعراض عناوين الكتب (بصورة سريعة) وهي مصففة على الرفوف لكن ما يغص في نفوسهم أن النظر إلى ما في جيوبهم من نقود تكون أحياناً غير موافية لاقتناء كل الكتب الراغبون بشرائها.

وكسبب من جملة أسباب فإن تسعيرة بعض الكتب تكون مرتفعة والغريب أن عدوى رفع أسعار الكتب قد انتقلت إلى دور نشر عديدة مما يقتضي وقف نطاق أي توسع جديد لزيادة الأسعار كأن تكون الدول تخصص نسبة مالية لأصحاب دور النشر لدعم تعضيد الكتاب (وتوزيعه بأسعار مشجعة) فالكتاب كأي حاجة ثقافية فهو خاضع لمسألة (العرض والطلب).

ولأن الأمم لا ترتفع إلا بارتفاع مستوى ثقافة مجتمعاتها فحري أن تنتبه الجهات الثقافية المسؤولة، كي توضع جميع النتاجات الثقافية خارج تأثير (دائرة التضخم الاقتصادي) وضمن استثناء عالمي ممكن أن تتبنى فكرته هيئة الأمم المتحدة أو أي هيئة محلية كفوءة لأجل أن يكون هناك مانع محلي دولي لا يسمح برفع أسعار الكتب ولا بأس بهذا الصدد أن يكون هناك تنسيق دولي يتناسب تحديد سعر الكتاب مع مستوى ارتفاع أو انخفاض خط المعيشة بكل بلد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 14 شباط/2007 -26/محرم/1428