مصطلحات نسوية: الحتمية البيولوجية والغيرية

 الحتمية البيولوجية

Biological Determinism

تشير الحتمية البيولوجية إلى الاعتقاد بأن الدوافع البيولوجية أو الغريزية تمثل أساس العلاقات بين الرجال والنساء والعمليات الاجتماعية والثقافية على نطاق واسع، لكن النسوية تعترض بشدة على التصور القائل بأن الوضع الطبيعي هو أن يكون الرجل عائل الأسرة وأن يعد السلوك الذكوري التقليدي سلوكاً غريزياً، لأن النسوية ترى أن الرجال والنساء تحركهم الدوافع الاجتماعية منذ المولد لقبول هذه الأدوار والأشكال السلوكية بحسبانها طبيعية.

وتؤكد النسوية على كيفية تشكيل الهوية القائمة على النوع من خلال إيثار الأيديولوجية الأبوية للرجل وقمع المرأة.

 ويلاحظ أن الفكرة القائلة بأن الخواص التشريحية للمرأة هي قدرها تكمن في صلب مبدأ الحتمية البيولوجية، ومن ثم تتعارض مع الحتمية الثقافية، ولذلك تمثل هاتان الفكرتان معاً أساس الجدل حول الطبيعة/ التنشئة.

الطبقة

Class

يشير مصطلح (طبقة) بالمعنى الشائع إلى مجموعة متجانسة من الناس على مستوى اقتصادي وتعليمي واحد. والنظام الطبقي نظام مرتب ترتيباً هرمياً، بمعنى أن الطبقات المختلفة فيه ليست متساوية في الوضع أو السلطة.

 ويركز التحليل الماركسي للنظام الطبقي على العلاقات القمعية بين الطبقات وعلى الأيديولوجيات التي تستخدم للإبقاء على هذا الوضع غير المنصف.

أما المنظور النسوي فيضيف بعداً جديداً إلى هذا الجدل، إذ تركز المناقشات النسوية الماركسية على إمكانية اعتبار المرأة طبقة مقموعة في ذاتها، من حيث إنها تابعة للرجل داخل مؤسسة الأسرة.

 وكما تقول ميشيل باريت: (من سمات علاقة المرأة بالبنية الطبقية أنها ترتكز إلى حد ما على تشكيل الأسرة وعلى الاعتماد على الرجل والأعباء المنزلية) لكن القول بإمكانية إيجاد مجالات للخبرة المشتركة بين كل النساء عبر كل التقسيمات الطبقية التقليدية ينطوي على تبسيط مبالغ فيه؛ لأن خبرة المرأة تتشكل حتماً بالوضع الطبقي الذي تعيش فيه.

 كما توجد عوامل أخرى كثيرة، مثل الانتماء العرقي والميل الجنسي، تعقد من التحليل النسوي للنظام الطبقي.

الغيرية

Alterity

يرتبط هذا المصطلح بمفهوم (وضع الشيء أو المرء موضع الآخر)، وبفكرة ميشيل فوكو عن موقع الذات الخارجي أو الهامشي، وغالباً ما يعد مرادفاً لمصطلح الآخر Other، وترمز حالة الغيرية إلى الهامشي أو الطرفي الذي لا سبيل أمامه لبلوغ مراكز السلطة.

 ويمثل المركز (أو المراكز) نقطة الأصل حيث يكون المعنى ثابتاً وصالحاً كمعيار للتحديد، وكل من يستبعد من المركز بسبب الانتماء العرقي أو الطائفي أو بسبب النوع أو الديانة يصنف على أنه لا علاقة له بالتقاليد المعيارية، ويوصف بأنه (آخر).

وتقول منظرات النسوية إن النظام الأبوي فرض مفهوم الغيرية على تجربة المرأة عن طريق استخدام النماذج البيولوجية ونماذج الاختلافات الجوهرية في تحديد هوية المرأة.

 وهكذا ينظر إلى تجربة المرأة على أنها تجربة واحدة متجانسة تتعلق بالهوامش وتخضع للمعيار أي لتجربة الرجل، وذلك بغرض إضفاء المشروعية على السلطة الأبوية وجعل المزايا التي تنفرد بها أمراً طبيعياً.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 13 شباط/2007 -25/محرم/1428