
يخشى المواطنيين في الاتحاد الاوربي من تسرب الارهاب الى مجتمعاتهم
عبر افكارراديكالية يعمل رجال دين متشددون على نشرها بين الجاليات
المسلمة في تلك البلدان مستغلين حرية الراي والتعبير، مما يخلق مناخا
يساعد على بناء (خلايا نائمة) يستثمرها الارهاب ساعة يشاء، او ينشئ
جالية مسلمة معزولة عن المجتمع تتخذ من الشريعة المتطرفة دينا لها، مما
دعا المشرعين والمفكرين للعمل على تفادي تحول الارهاب الى القارة
الخضراء.
واطلعت (رويترز) على خطة سرية تقول انه يتعين على دول الاتحاد
الاوروبي شن حملة على رجال الدين المتشددين و"لغة الخطاب التي تنطوي
على كراهية" في الانترنت وتدريب الشرطة والمعلمين على مواجهة مخاطر
التشدد الاسلامي.
وحثت الخطة الخاصة بمكافحة التطرف التي وافق عليها سفراء الاتحاد
الاوروبي حكومات دول الاتحاد على مراقبة "الائمة المتنقلين الذين يحضون
على العنف وراصدي المواهب ومن يقومون بتجنيد الاشخاص وغيرهم من
الشخصيات البارزة وتحركاتهم داخل الاتحاد الاوروبي."
وتقول الوثيقة انه يتعين على دول الاتحاد الاوروبي جمع وتبادل
المعلومات بشأن "هذه الشخصيات المتشددة" وأن تولي اهتماما خاصا للحد من
تأثيرهم داخل السجون.
وتابعت "يتعين على الدول الاعضاء تشجيع الجاليات الاسلامية على عدم
الاعتماد على أئمة من الخارج ولكن أيضا ضمان أن يكون الائمة من
جالياتهم وأن يتم تدريبهم."
وينظر الى الاسلام المتشدد حاليا على أنه التهديد الارهابي الرئيسي
في الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة وتحاول السلطات فهم كيفية اتجاه
شبان مسلمين الى التشدد وتجنيدهم للقيام بعمليات مثل تفجيرات قطارات
مدريد عام 2004 والتفجيرات الانتحارية عام 2005 في شبكة النقل في لندن.
كما تضمنت بعض المؤامرات ضلوع نساء.
وأحبطت السلطات البريطانية الاسبوع الماضي مؤامرة مزعومة لخطف وقتل
جندي بريطاني مسلم في سادس عملية تقول انها أحبطتها منذ هجمات يوليو
تموز 2005.
وتفيد خطة الاتحاد الاوروبي بانه يتعين على سلطات الامن الوطني أن
تسعى لتبادل مزيد من المعلومات مع الدول المشاركة بشأن "الاشخاص الذين
قد يكونون ضالعين في الحض على التشدد بما في ذلك القيام بتدريب محتمل
لارهابيين داخل أو خارج الاتحاد الاوروبي."
ولكن في اعتراف ضمني بالصعوبات المتوقعة تقول الخطة انه يتعين أن
يتم ذلك "في اطار الاعتبارات الخاصة بحماية المعلومات".
ولدى كثير من دول الاتحاد الاوروبي قواعد صارمة بشأن السرية مما يحد
من تبادل المعلومات مع دولة ثالثة.
وشددت ورقة الاتحاد الاوروبي وهي نسخة معدلة لخطة عمل تم تبنيها في
باديء الامر عام 2005 على أهمية دعم نهج الاسلام المعتدل الذي نشأ داخل
دول الاتحاد ودعت الدول الى دعم تدريب الائمة على مهارات اللغة والوعظ.
ودعت الورقة دول الاتحاد الاوروبي الى البحث عن كيفية المساعدة في
ترويج أدبيات الاسلام المعتدل "لمواجهة اثار الخطاب المتشددة والتأكيد
على عدم ملاءمة مثل هذا الخطاب للمبادئ والقيم الاساسية للاسلام."
وحثت الورقة ايضا الدول الاعضاء على أن يتضمن التدريب الاساسي لجميع
قوات الشرطة تعلم مفاهيم الاسلام الوسطي والتشدد والتجنيد وأن تفعل
الشيء نفسه مع المعلمين والعاملين في مجال الخدمة الاجتماعية.
ودعت الخطة المعدلة التي من المتوقع ان توافق عليها حكومات الاتحاد
الاوروبي بدون تعديل في وقت لاحق من الشهر الحالي الدول الاعضاء
بالاتحاد الى فحص مواقع الانترنت بشكل أكثر تدقيقا لرصد الانشطة
المتشددة وطالبت هذه الدول تحري محتوى مواقع المتشددين بشكل مستمر.
وتطرقت الوثيقة بحذر الى قضية حرية التعبير، ولم تتضمن الا تشجيع
الدول فقط على "بحث" اثارة قضية خطاب الكراهية في الانترنت مع مقدمي
خدمات الانترنت.
وقالت الوثيقة انه يتعين على مسؤولي الاتحاد الاوروبي الاكثار من
الظهور في وسائل الاعلام الاسلامية من أجل اتاحة الفرصة "لفهم أفضل".
وفي سياق متصل نقلت (CNN) عن الشرطة البريطانية الجمعة، تقديم لوائح
الاتهام بحق خمسة معتقلين، ألقت القبض عليهم في وقت سابق، بمدينة
بيرمنغهام، وسط بريطانيا، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، بعد الكشف عن
مخطط لاختطاف جندي بريطاني مسلم وذبحه على طريقة الجماعات المسلحة
الارهابية بالعراق.
وقالت مصادر الشرطة في "ويست ميدلاند" إن أحد المعتقلين، ويدعى
بارفيكس خان، ويبلغ من العمر 36 عاماً، يواجه اتهاماً بالتخطيط لاختطاف
وقتل جندي بالقوات المسلحة البريطانية.
بينما يواجه الأربعة الآخرون، وهم محمد عرفان 30 عاماً، وزهور إقبال
29 عاماً، وحميد الأسمر 43 عاماً، وأمجد محود 31 عاماً، اتهامات أخرى
بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، الصادرة في العامين 2000 و2006.
ومن المقرر أن يمثل المتهمون الخمسة أمام إحدى المحاكم في
"ويستمنيستر" في وقت لاحق الجمعة (التاسعة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي
للولايات المتحدة).
وكانت الشرطة البريطانية، قد ألقت القبض على تسعة مشتبهين، قبل نحو
أسبوع، بمدينة بيرمنغهام، في إطار تحقيقاتها في مؤامرة مشتبه بها لخطف
وقتل جندي بريطاني مسلم خدم في وقت سابق بأفغانستان.
وأطلقت الشرطة البريطانية في وقت سابق، سراح أربعة من المشتبه بهم
كانوا ضمن المعتقلين على خلفية تلك المؤامرة المزعومة.
ومن المقرر أن يمثل أيضاً أمام نفس المحكمة الجمعة، الناشط الإسلامي
المعروف بكنية "أبو عز الدين"، واسمه الأصلي "تريفور بروكس"، وفق ما
أكدته تقارير بريطانية.
وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت "أبو عز الدين" قبل نحو ثمانية
أيام في العاصمة لندن، للاشتباه بأنه يشجع الإرهاب، وفقاً لما ذكرته
شرطة لندن ومصادر من الجالية الإسلامية.
ومعروف عن "أبو عز الدين" أنه قام بمضايقة وزير الأمن الداخلي جون
ريد أثناء كلمة له العام الماضي.
وكان "أبو عز الدين" قد صرح سابقاً بأن الرجال الذين قاموا بتفجير
قنابل في نظام المواصلات في لندن في السابع من يوليو/تموز 2005،
يستحقون "الثناء".
ومؤخراً، عرض موقع على الإنترنت شريط فيديو دعا فيه أبو عز الدين
إلى قطع رؤوس الجنود البريطانيين.
غير أن الشرطة تقول إن لا علاقة لشريط الفيديو بسبب اعتقال أبي عز
الدين، وإنما لتصريح كان قد ألقاه في "ويست ميدلاندز" العام الماضي،
دون أن تتطرق لمزيد من التفاصيل.
وقالت شرطة لندن إن أبا عزالدين اعتقل في منزله الخميس، الذي يوافق
الأول من فبراير/ شباط الجاري، كجزء من عملية استجواب وتحقيق جارية
الآن وبموجب قانون مكافحة الإرهاب.
وأوضحت مصادر أمنية أن اعتقاله لا يرتبط بمؤامرة التخطيط لخطف وقتل
جندي بريطاني مسلم وانما باتهامات ارهابية اخرى.
ونشرت (بي بي سي) ملامح رئيسية لاستطلاع لآراء المسلمين في
بريطانيا، أجراه معهد بحثي يميني، وهو معهد Policy Exchange، استطلع
خلاله آراء عينة عشوائية شملت أكثر من ألف مسلم ومسلمة يعيشون في أنحاء
مختلفة من بريطانيا.
وقد أثار الاستطلاع جدلا ومخاوف في المجتمع البريطاني، إذ كانت من
ملامحه الرئيسية زيادة التشدد بين الشباب المسلم الذي يعيش في هذا
البلد، وأن الجيل الأحدث أكثر تشددا من آبائهم. وهذه ابرز ملامح
الاستطلاع:
86% من المسلمين يشعرون أن الدين أهم شيء في حياتهم.
36% من الشريحة العمرية بين 16 - 24 عاما يعتقدون بأنه ينبغي قتل من
يتحول من الإسلام لاعتناق دين آخر، مقارنة بنسبة 19% بين من تتجاوز
أعمارهم 55 عاما.
62% من الشريحة 16 - 24 عاما يعتقدون أن المشترك بينهم وبين غير
المسلمين مثله مثل ما يجمعهم ببقية المسلمين، مقارنة بقاسم مشترك أكبر
في الشريحة العمرية التي تتجاوز 55 عاما، بلغ 71%.
35% من المسلمين يفضلون إرسال أبناءهم إلى مدارس إسلامية، فيما يفضل
60% إرسال أبنائهم إلى مدارس الدولة المختلطة.
37% من الشريحة العمرية 16 - 24 يفضلون إرسال أبنائهم إلى مدارس
إسلامية، مقارنة بنسبة 19% بالنسبة للشريحة العمرية فوق 55 عاما.
28% من المسلمين عموما في بريطانيا يفضلون العيش تحت حكم الشريعة
الإسلامية، بينما تفضل نسبة 59% العيش تحت القانون البريطاني للبلاد.
في الشريحة العمرية الأصغر، 16 - 24 عاما، ترتفع النسبة لتصل إلى
37% يفضلون العيش تحت حكم الشريعة، بينما النسبة للذين تتجاوز أعمارهم
55 عاما تبلغ 17%.
74% من الشريحة العمرية 16 - 24 عاما يفضلون أن تختار المسلمات
ارتداء الحجاب، مقارنة بنسبة 28% فقط من الشريحة العمرية التي تتجاوز
الخامسة والخمسين.
21% من المسلمين تناولوا مشروبات كحولية.
65% يدفعون الفوائد على قروض الإسكان.
19% قامروا.
9% اعترفوا بتعاطي مخدرات.
7% "معجبون بتنظيمات مثل القاعدة مستعدة لقتال الغرب". ترتفع النسبة
إلى 13% في الشريحة بين 16 - 24 عاما من الشباب المسلم الذين يعيشون في
بريطانيا، مقارنة بنسبة 3% فقط في الشريحة العمرية التي تتجاوز 55
عاما.
41% من مجمل المسلمين قالوا إن السياسة الخارجية قضية هامة للمسلمين
ولكنهم لم يكونوا بالضرورة أكثر اطلاعا على السياسة الخارجية أو أكثر
انخراطا فيها من المجتمع الأشمل
58% يعتقدون أن "الكثير من مشكلات العالم اليوم مرجعها التوجهات
الغربية المتعجرفة".
37% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن "أحد فوائد المجتمع الحديث هو
حرية انتقاد الآراء الدينية والسياسية للآخرين، حتى إذا أخذ هذا على
محمل الإساءة أو المساس" - وهو من القيم الغربية الرئيسية.
28% من المسلمين يعتقدون أن السلطات في بريطانيا تبالغ في الحرص على
ألا يفسر أي شيء على أنه إساءة للمسلمين أو مساس بما يخصهم.
75% يعتقدون أنه كان من الخطأ أن أحد المجالس البلدية حظر الإعلان
عن ترانيم أعياد الميلاد في المنطقة في عام 2003 خشية أن يحدث ذلك
توترا.
64% يعتقدون أنه كان من الخطأ أن يحظر أحد المجالس البلدية كافة
أشكال ورسومات
الخنازير من مكاتبه، من على المطبوعات والدمى، في عام 2005، خشية
الإساءة إلى المسلمين.
وفي نهاية التقريرقدمت مقترحات توصية للعمل على مساعدة المسلمين في
الاندماج بالدولة التي هم مواطنوها، وعدم معاملتهم كغرباء او ضحايا او
ارهابيين محتملين، وضرورة التوقف عن التأكيد على الاختلاف وإشراك
المسلمين كمواطنين، وليس انطلاقا من هويتهم الدينية.
وإدراك أن "الجالية" المسلمة ليست على نمط ونسق واحد، وأن السعي
لإعطاء حقوق أو تمثيل لجماعات بعينها لن يخدم إلا في فقد ثقة قطاعات من
المجتمع بشكل أكثر
ضرورة الكف عن معاملة المسلمين على أنهم مجموعة مهددة أو ضعيفة أو
عرضة للخطر، وأن تضخيم فكرة الإسلاموفوبيا أو وجود "ظاهرة لمعاداة
الإسلام" لا يجعل المسلمين يشعرون بالحماية بل بدلا من ذلك يعزز أكثر
الشعور بأنهم ضحية وبأنهم مغتربون عن بقية المجتمع
تشجيع نقاش فكري أوسع أفقا لتحدي الكراهية التبسيطية للغرب ولما هو
بريطاني التي تهيمن على الحياة الثقافية والفكرية. ويعني هذا السماح
بحرية التعبير والتناظر والبحث، حتى حينما إذ اقتضى الأمر المساس
بمشاعر بعض الأقليات.
وأخذ الأمور بالمنظور السليم، فـ"هوس" السياسيين والإعلام بتسليط
الضوء باستمرار على المسلمين، سواء باعتبارهم ضحايا أو إرهابيين
محتملين، يعني أن المسلمين يتم النظر إليهم باعتبارهم غرباء، بدلا من
كونهم جزءا من المجتمع شأنهم في ذلك شأن أي شخص آخر. |