
أظهر استطلاع أجرته خدمة هيئة الاذاعة البريطانية العالمية يوم
الثلاثاء أن صورة الولايات المتحدة تدهورت في جميع أنحاء العالم في
العام الماضي بسبب قضايا مثل العراق والسجناء في معتقل جوانتانامو.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي جرى في 18 دولة جرى استطلاع الاراء
فيها العام الماضي أيضا أن عدد الذين يعتقدون أن للولايات المتحدة
تأثيرا ايجابيا على الشؤون الدولية تراجع سبع نقاط الى 29 في المئة من
36 في المئة العام الماضي.
واظهر الاستطلاع أن 52 في المئة من الناس يعتقدون أن تأثير الولايات
المتحدة كان سلبيا أساسا مقارنة مع 47 في المئة قبل عام.
كما أظهر الاستطلاع الذي صدرت نتائجه في نفس اليوم الذي سيلقي فيه
الرئيس الامريكي جورج بوش خطابه السنوي عن حالة الاتحاد أمام الكونجرس
رفضا شديدا للسياسة الامريكية في العراق الذي لا يزال يموج بالعنف بعد
أربع سنوات من الغزو الذي قادته واشنطن.
وفي المجمل شمل الاستطلاع 26381 شخصا في 25 دولة.
ورفض ثلاثة أشخاص تقريبا من كل أربعة السياسة الامريكية في العراق
فيما رفض ثلثا المشاركين طريقة تعامل الولايات المتحدة مع المشتبه في
ضلوعهم بالارهاب المحتجزين في معتقل خليج جوانتانامو بكوبا.
وقال دوج ميلر رئيس مؤسسة جلوبسكان لاستطلاعات الرأي "قرار الادارة
الامريكية في الاونة الاخيرة بارسال المزيد من القوات الى العراق يخالف
الرأي العام الدولي.. من المرجح أن تضر هذه السياسة بصورة أمريكا بشكل
أكبر."
وابدى 65 في المئة اعتراضه على السياسة الامريكية اثناء الحرب بين
اسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية واعترض 60 في المئة على اسلوبها في
التعامل مع البرنامج النووي لايران واعترض 56 في المئة على موقفها من
ظاهرة الاحتباس الحراري و54 في المئة على سياستها بشأن برنامج كوريا
الشمالية النووي.
ويعتقد أكثر من الثلثين أن الوجود العسكري الامريكي في الشرق الاوسط
أثار المزيد من الصراع بدلا من أن يمنعه فيما رأى 17 في المئة أن الجيش
الامريكي هناك قوة استقرار.
وكشف الاستطلاع أن الرأي العام الامريكي أيضا تساوره فيما يبدو شكوك
قوية بشأن السياسة الخارجية الامريكية.
وأبدى 57 في المئة من الامريكيين الذين شملهم الاستطلاع رفضهم
لطريقة ادارة الولايات المتحدة لحرب العراق واعترض 54 في المئة على
سياسة واشنطن بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري فيما اعترض 50 في المئة على
سياسة واشنطن بخصوص معتقل جوانتانامو وايران.
وذكر الاستطلاع أن 53 في المئة من الامريكيين يرون أن الوجود
العسكري الامريكي في الشرق الاوسط "يثير مزيدا من الصراع بدلا من أن
يمنعه."
وكشف الاستطلاع أن السياسة الامريكية لا تحظى بقبول يذكر في
بريطانيا أوثق حلفاء بوش في العراق.
وقالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) ان 57 في المئة من
الرأي العام البريطاني يرون أن تأثير واشنطن في العالم سلبي بشكل أساسي
واعترض 81 في المئة على تصرفات الولايات المتحدة في حرب العراق.
ودل الاستطلاع الذي اجرته هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان 29
بالمئة فقط من نحو 18 الف شخص جرى عليهم الاستطلاع في 18 بلدا خلال
الاشهر الثلاثة الماضية يعتقدون ان الولايات المتحدة لها تاثير ايجابي
على العالم.
واعرب نحو 37 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع عن عدم رضاهم عن
تعامل الرئيس الاميركي جورج بوش مع الحرب في العراق بينما قال 49
بالمئة ان واشنطن تلعب دورا سلبيا في العالم.
وفي بريطانيا الحليف الرئيسي لواشنطن في حربها في العراق قال 81
بالمئة انهم لا يوافقون على تصرفات الولايات المتحدة في العراق.
وصرح دوغ ميللر رئيس معهد "غلوبسكان" الذي شارك في اجراء الاستطلاع
لوكالة فرانس برس عن طريق الهاتف انه يبدو ان الاراء السلبية سببها
التدخل الاميركي في الشرق الاوسط "والهوة" بين مبادئ الولايات المتحدة
المعلنة وافعالها مثل احتجاز المعتقلين في غوانتانامو رغم ان الاستطلاع
لم يتحدث مباشرة عن الاسباب.
ويعارض نحو 57 بالمئة من الاميركيين انفسهم سياسة بوش في العراق.
وقالت نسبة مماثلة ان بلادهم تؤثر ايجابا على العالم بانخفاض عن نسبة
71 بالمئة قبل عامين.
ودل الاستطلاع انه في كافة البلاد التي اجري فيها الاستطلاع قال 68
بالمئة انهم يعتقدون ان القوات الاميركية في الشرق الاوسط اثارت مزيدا
من النزاعات بدلا من منعها مقارنة مع 17 بالمئة اعتبروا القوات
الاميركية عامل استقرار.
وساد بين المستطلعين الاستياء من تعامل الولايات المتحدة مع معتقلي
غوانتانامو (67 بالمئة) ومع الحرب بين اسرائيل وحزب الله اللبناني (65
بالمئة) ومع برنامج ايران النووي (60 بالمئة) ومع الاحتباس الحراري (56
بالمئة) وبرنامج كوريا الشمالية النووي (54 بالمئة).
وأجري الاستطلاع بين الثالث والتاسع من نوفمبر تشرين الثاني وشمل
الارجنتين وأستراليا والبرازيل وشيلي والصين ومصر وفرنسا وألمانيا
وبريطانيا والمجر والهند واندونيسيا وايطاليا وكينيا ولبنان والمكسيك
ونيجيريا والفلبين وبولندا والبرتغال وروسيا وكوريا الجنوبية وتركيا
ودولة الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.
واجرى الاستطلاع معهد غلوبسكان وبرنامج توجهات السياسة الدولية
(بروغرام اون انترناشونال بوليسي اتيتيودس) ومقرهما الولايات المتحدة
في الفترة بين 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 و9 كانون الثاني/يناير 2007.
|