دافوس ملتقى النخب العالمية لمناقشة التوازن الجديد للسلطات في العالم

 تلتقي النخب الاقتصادية والسياسية في العالم اعتبارا من الاربعاء المقبل في منتجع دافوس السويسري في اطار المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيناقش التحديات التي يواجهها العالم.

ويعقد اكثر من 2400 مشارك من 90 دولة بينهم 24 رئيس دولة وحكومة و85 وزيرا بين 24 و28 كانون الثاني/يناير اجتماعات مخصصة لبحث مواضيع تتراوح بين العراق والتغييرات المناخية وحتى مكانة الديانات في المجتمعات الحديثة.

ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي دورته السنوية لهذا العام، بمنتجع "دافوس" في سويسرا، بعنوان "التوازن الجديد للسلطات في العالم"، فيما يعد أكبر تظاهرة اقتصادية عالمية سنوية.

ويعكس عنوان دورة المنتدى لهذا العام، والذي سيبدأ الأربعاء 24 يناير/ كانون الثاني الجاري، ويستمر حتى 28 من نفس الشهر، العناصر التي ستشكل برنامج المنتدى الدولي لعام 2007.

ومن المقرر أن تفتتح أعمال المنتدى رئيسة الاتحاد السويسري ميشلين كالمي ري، بحضور العديد من رؤساء وملوك الدول ورؤساء الحكومات، بالإضافة إلى أكثر من 50 وزيراً للاقتصاد والتجارة والمال.

ومن المقرر أن تعرض الرئيسة السويسرية أولويات العمل السياسي بمناسبة الذكرى الخامسة لدخول سويسرا منظمة الأمم المتحدة، وفقاً لما نقلت القارير الصادرة عن سكرتارية المنتدى.

ومن بين القادة السياسيين الذين سيحضرون المنتدى كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، فضلاً عن فيكتور يانكوفتش رئيس وزراء أوكرانيا، ورئيس وزراء المجر فيرنك جويركساني.

ويستعرض برنامج منتدى دافوس في هذه الدورة، التحديات الأساسية التي درج المنتدى على معالجتها، مع الأخذ بعين الاعتبار "تغييرات الوضع المأساوي الذي يشهده العالم، وتأثيراته الجديدة في رؤى مختلفة لمواجهة التحديات العالمية."

كما يظهر برنامج المنتدى بروز ونمو الاقتصاديات الناشئة، والضخمة، وزيادة الطلب على منتجي السلع، ودعم آراء الأفراد والجماعات الصغيرة، وتأثيرها على المؤسسات، وتقوية دور المستهلك على المنتج.

ومن بين الموضوعات الهامة التي يناقشها المنتدى هذا العام، السياسات البيئية والتطور الديموغرافي، ودور الاقتصاديات الناشئة في الاقتصاد العالمي، وبروز دول مثل الصين والهند والبرزايل وجنوب أفريقيا.

ومن المقرر أن يعقد المنتدى أكثر من 200 ورشة عمل، تتناول كافة المواضيع الاقتصادية والفنية والبيئية، ودور المرأة في بناء المجتمع وحوار الحضارات.

ويقول كلاوس شفاب مؤسس المنتدى "اننا نشهد اكثر واكثر عالما يعاني من انفصام الاقتصاد في وضع جيد والانطباع جيد لكن تحت كل ذلك المخاطر والتحديات والاختلالات كثيرة اننا نعيش في عالم خطير جدا".

والدليل على هذا الخوف المتصاعد ان 48% من سكان العالم يعتبرون ان اولادهم سيعيشون في عالم اقل امانا وفق استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب نهاية العام 2006 لحساب المنتدى وشمل 55 الف شخص في 60 دولة.

وكان الاستطلاع نفسه قبل عام اظهر ان عدد المتشائمين هو 30%.

واظهرت دراسة نشرت مطلع الشهر الحالي ان الخبراء الذين يجمعهم المنتدى خلصوا الى ان المخاطر التي تشكلها البيئة والامراض والارهاب او حتى اسعار النفط على الاقتصاد العالمي زادت العام الماضي.

ويأمل المنظمون ان تحمل اجتماعات المنتدى للعام 2007 مزيدا من الوعي والادراك. ويقول شفاب انه ينبغي "تقويم التحديات ووضع الاولويات ومناقشة حلول محتملة".

ويعول رئيس المنتدى على الاجواء البعيدة عن البروتوكول في المنتدى حيث ربطات العنق محظورة لطرح افكار جديدة.

ويخصص حوالى 15 اجتماعا لموضوع ارتفاع حرارة الارض وحده وهو مسألة استفادت من "وعي" في 2006 على ما يفيد المنظمون.

لكن المنتدى الذي تفتتحه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ويختتمه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيكرس خصوصا للمسائل الدبلوماسية.

ويأمل المنتدى تسهيل الحوار بين العراقيين. وينتظر مجيء عدد من كبار المسؤولين في البلاد بينهم نائبا الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي.

وبشأن الشرق الاوسط يعول منتدى دافوس على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز الذي ترافقه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.

واعلنت كذلك مشاركة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة فضلا عن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وبين المدعوين كذلك المسؤولون الدوليون الذين "يبرز نجمهم" مثل غوردون براون الذي سيخلف على الارجح توني بلير والمرشح الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية الروسية في 2008 ديمتري ميدفيديف.

لكن المرشحين الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيغيبون عن المنتدى اذ يؤكد شفاب ان منتدى دافوس لا يريد ان يشهد "مسابقة جمال" قبل اشهر قليلة على الاقتراع الفرنسي.

وعلى الصعيد الاقتصادي ينتظر مشاركة 800 مسؤول من كبريات الشركات العالمية مثل الهندي لاكشمي ميتال صاحب اكبر شركة فولاذ في العالم والروسي الكسندر ميدفيديف نائب رئيس شركة غازبروم العملاقة للغاز ومدير محرك البحث عبر الانترنت "غوغل".

ويناقش المنتدى كذلك مستقبل المفاوضات حول النظام التجاري العالمي الجديد مع مشاركة نحو ثلاثين وزيرا من دول اعضاء في منظمة التجارة العالمية في 27 كانون الثاني/يناير. وهذا الاجتماع وهو الاول منذ تعليق المفاوضات في تموز/يوليو الماضي قد يؤدي الى وضع جدول زمني لاستئنافها.

وستطغى المخاطر التي تطرحها التغيرات المناخية والسباق على موارد الطاقة اعتبارا من الاربعاء على مناقشات منتدى دافوس (شرق سويسرا) حيث تبرز قلة الثلوج نتائج ارتفاع حرارة الكوكب.

فلمناسبة اجتماع 2007 لن يتمكن المدعوون ال2500 الى المنتدى الاقتصادي العالمي من ممارسة هوايتهم بالذهاب الى محطة التزلج التي لا تبعد سوى 1560 مترا عن مكان اللقاء.

لذلك ستكرس النخبة العالمية في عالم السياسة والاقتصاد اوقاتها حتى الاحد لعقد نحو خمسة عشر اجتماعا تدور مناقشاتها حول موضوع المناخ وامكانات الطاقات المتجددة والوقاية من الكوارث الطبيعية.

وستكون اوساط رجال الاعمال مدعوة بشكل خاص الى التفكير في سبل كسب المال مع "التكنولوجيا الخضراء" التي تحترم البيئة والطاقة النووية وفكرة فرض ضريبة على انبعاثات الغازات المسببة بالاحتباس الحراري.

ولفت كلاوس شواب مؤسس المنتدى الى "وجود تغير نوعي في الوعي العام لسخونة المناخ في 2006" وامل في ان يناقش مدعووه "الحلول الممكنة" للحد من هذه الظاهرة الخطرة.

وينعقد المنتدى مباشرة قبل نشر تقرير لمجموعة خبراء حكوميين حول تطور المناخ بتفويض من الامم المتحدة في الثاني من شباط/فبراير في باريس يتوقع ان يؤكد على خطورة ارتفاع حرارة الكوكب ووضع اسس تحرك لقادة العالم اجمع من اجل التصدي لهذه الظاهرة.

وسيحتل موضوع المناخ حيزا واسعا في كلمة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ستعرض عند افتتاح المنتدى اولوياتها لرئاسة مجموعة الدول الثماني الاكثر تصنيعا في العالم والاتحاد الاوروبي.

وقد طلبت ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي التقته الاحد مزيدا من الضمانات لتوفير امدادات النفط والغاز الى اوروبا.

الى ذلك سيكون موضوع السباق العالمي على الطاقات الاحفورية (النفط والغاز) موضوع مناقشة في ندوات عدة في اطار المنتدى الذي يخشى منظموه من خطر نشوب حرب للحصول على النفط.

وقد دعي الى دافوس النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف الرئيس السابق لشركة الغاز العملاقة غازبروم والمرشح المرجح الى الانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في 2008 في روسيا وكذلك نائب رئيس هذه المجموعة الكسندر مدفيديف.

لكن المنتدى الذي سيختتمه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيركز الى حد كبير على المسائل الدبلوماسية.

فالمنتدى يأمل في تسهيل الحوار بين العراقيين الذين ينتظر حضور عدد من كبار مسؤوليهم.

وفي ما يتعلق بالشرق الاوسط يتوقع مشاركة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز برفقة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.

كما اعلن عن حضور رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

اما من الجانب الاقتصادي فينتظر وصول 800 مسؤول من كبرى الشركات العالمية مثل الشركة الهندية "لاكشمي ميتال" اول شركة عالمية للفولاذ او مسؤولو موقع غوغل الالكتروني.

الى ذلك سيبحث حوالى ثلاثين وزيرا من الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية مستقبل المفاوضات حول نظام تجاري عالمي جديد في 27 كانون الثاني/يناير.

وهذا الاجتماع سيكون الاول منذ تعليق المفاوضات في تموز/يوليو الماضي وقد يفضي الى وضع جدول زمني لاستئناف المباحثات.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء24 كانون الثاني/2007 - 4 /محرم/1428