تناقضات القرضاوي بين مكافحة الطائفية ومواجهة الاختراق الشيعي

 حث رجل الدين السني البارز الشيخ يوسف القرضاوي ايران التي يغلب عليها الشيعة يوم السبت على عمل المزيد لوقف العنف الطائفي الذي يخشى كثيرون من أن يجر العراق الى حرب أهلية.

وقال القرضاوي لرجال دين ومسؤولين مسلمين بارزين في اجتماع عقد بقطر لبدء حوار بين السنة والشيعة انه مما لا شك فيه ان ايران لها سلطة ونفوذ في العراق وانها تستطيع وقف الاضطرابات واطفاء هذه النيران قبل فوات الاوان.

وأضاف القرضاوي وهو رجل دين مصري مقيم بقطر أن القوة المعادية للاسلام تتآمر لتقسيم هذه الامة على أسس عرقية وطائفية واقليمية. الا أنه لم يحدد ما هي هذه القوة.

واتهم اية الله محمد علي تسخيري الذي يرأس هيئة ايرانية تسعى لتوحيد المسلمين من مختلف المذاهب الولايات المتحدة واسرائيل بالعمل على زيادة الانقسامات في العراق ولبنان.

وقال "استغلال العدو للاختلافات الطبيعية في الرأي بين الشيعة والسنة يمثل رد فعل على هجمات 11 سبتمبر" على الولايات المتحدة.

ويشارك في المنتدى الذي يستغرق ثلاثة أيام في العاصمة القطرية الدوحة أكثر من 200 مبعوث من أكثر من 40 دولة بما في ذلك أكمل الدين احسان أوغلو رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي وعلي جمعة مفتي مصر ووزير الاوقاف المصري محمود حمدي زقزوق.

وقال المصري الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعيش في قطر ان قتال المسلم للمسلم من المحرمات.

وقال القرضاوي ان واجب المسلمين هو قتال الاحتلال الاجنبي لدول الاسلام والوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان الاجنبي.

وأكد علماء مسلمون كبار في بيان من عشر نقاط صدر في ختام المنتدى "حرمة دم المسلم وماله وعرضه" ودعا ايضا الى "الوقوف صفا واحدا امام التحديات والعدوان الذي تتعرض له الامة."

وجاء في البيان الذي أعده عدد من كبار علماء الدين من مختلف الطوائف أن العنف الطائفي يصرف انتباه العراقيين عن "العدو الحقيقي".

كما دعا البيان الى "الحفاظ على الاحترام المتبادل في الحوار والنشاط الدعوي." وطالب "القيادات والمراجع الدينية السنية والشيعية الى الحفاظ على حدود وضوابط التعامل مع الاخر وعدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع في بلاد السنة أو للتسنن في بلاد الشيعة درءا للفتنة والشقاق بين أبناء الامة الواحدة."

وحث البيان زعماء المسلمين على "اصلاح المناهج التعليمية بما يدعم فكرة الوحدة والتقريب بين المذاهب والفرق الاسلامية".

ويقول مسؤولون في الحكومتين الامريكية والعراقية ان تنظيم القاعدة الذي ينتمي أعضاؤه الى طائفة السنة يستخدم التفجيرات الانتحارية لقتل وترويع الشيعة في العراق. بينما يقول الشيعة ان الهجمات التي يتعرض لها السنة انتقام للتفجيرات الانتحارية.

ودعا أحمد محمد الطيب رئيس جامعة الازهر بالقاهرة احدى اقدم الجامعات الاسلامية وأكثرها تمتعا بالاحترام الى الاحترام المتبادل للمعتقدات وتجنب المواجهات.

ومن بين كبار الشخصيات التي شاركت في المنتدى اية الله محمد علي تسخيري الذي يرأس مجمعا ايرانيا يسعى للتقريب بين المذاهب المختلفة وأكمل الدين احسان اوغلو رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي والشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية ووزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق.

هذا وكان يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد حذر سابقا  إندونيسيا خلال زيارة لها من انتشار مذاهب غير سنية في بلد أكثر أهله من السنة الخالصين.

كما أشاد بالتعددية السياسية والعرقية والدينية السائدة في إندونيسيا، وأكد على أهمية تمسكها بالأصول والثوابت الإسلامية التي تحفظ لها هويتها كأكبر بلد مسلم.

ومن المؤسسات التي حرص العلامة القرضاوي على زيارتها في العاصمة جاكرتا البرلمان الإندونيسي، حيث اجتمع مع رئيسه أكونجلاكسونو وعدد من أعضائه، وأجرى حوارا معهم حول عدة قضايا أبرزها قضية اتهام الإسلام بالعنف والإرهاب، واتهام المسلمين بالدموية والتعطش للقتل.

وقال في حديثه أمام أعضاء البرلمان الإندونيسي: إن الإسلام دين سلام وتسامح، ولا يكره أحدا على الدخول فيه دون اقتناع، وضرب مثلا على ذلك بدخول الإسلام لإندونيسيا سلما دون معركة واحدة على أيدي التجار المسلمين الذين جذبوا شعب إندونيسيا للإسلام بالقدوة الطيبة وحسن المعاملة.

وأشار إلى أن الإسلام لا يقر الحرب إلا إذا فرضتها أطراف أخرى على المسلمين، وذكر أن مجرد كلمة "حرب" غير مستحبة في الإسلام بدليل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى الصحابة أن يسموا أولادهم "حرب".

ويرى مراقب ان مواقف وافكار القرضاوي تثير العجب فهو من جهة يدعو الى مجابهة الطائفية والتسامح والتعددية، ومن جهة اخرى يدعو الى مواجهة الاختراق الشيعي في البلدان الاسلامية والعربية حسب تعبيره.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء24 كانون الثاني/2007 - 4 /محرم/1428