الحكومة السعودية تصد الحجاج عن أداء فريضة الحج

اقتراح بادارة منظمة المؤتمر الاسلامي شؤون الحرمين

أحمد عبد الله

 من الملاحظ أن الحكومة السعودية التي تدعي لنفسها خدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، صارت تصد الحجاج عن أداء فريضة الحج وهو جريمة كبرى لا تغتفر.

فقد قامت الحكومة السعودية الوهابية في السنوات الأخيرة بتقليص عدد الحجاج سنويا، حتى وصل هذه السنة الى أدني مستوياته، مما سبب حرمان مئات الآلاف من المسلمين القادرين ماديا وجسديا على أداء فريضة الحج، من تحقيق حلم حياتهم وأداء فريضتهم التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليهم، وذلك بسبب عدم منحهم تأشيرة الحج من قبل سفارات النظام السعودي.

إن عدد المسلمين في العالم يزداد سنويا، ومعنى ذلك ضرورة السماح سنويا لعدد أكبر من الحجاج بدلا من تقليص عددهم، وخصوصا الذين وجب عليهم أداء مناسك الحج الأول لاستطاعتهم المادية، ولكنهم حرموا منه بسبب الاجراءات التعسفية التي تتخذها السلطات السعودية.

ففي كندا وحدها – كما في باقي دول العالم- حُرم آلاف المسلمين من التوفيق للحج بسبب عدم منحهم التأشيرة، ولمّا كانت حجوزات الطائرة لبعضهم لايمكن الغاؤها بدون غرامة مالية، فقد تسبب ذلك بخسارة مالية كبيرة لهم، بالاضافة الى آلامهم النفسية بسبب منعهم من التوفيق لأداء مناسك الحج .

 وكانت مشكلة بعض أصحاب حملات الحج كبيرة إذ انهم دفعوا ثمن اسكان الحجيج في المدينة المنورة ومكة المكرمة، ثم في آخر لحظة ترفض طلبات حجاجهم ويقلص العدد بنسبة 25%، مما يعني أنهم سيتعرضون الى خسارة مالية جسيمة، لأنهم تعهدوا بدفع كامل إيجار الفنادق التي حجزوها، وستبقى فارغة.

أن الحِجة التي يسوقها النظام السعودي لعدم قدرته استيعاب عدد كبير من الحجيج، هي أن المكان لا يتسع، وهي لعمري حجة واهية وسخيفة، وكأن الله سبحانه وتعالى الذي أوجب الحج على المسلمين، ودعاهم اليه، لا يعلم بازدياد عدد السكان في المستقبل!!

أن المدن المقدسة مثل كربلاء المقدسة، والنجف الأشرف، ومشهد وقم، هما أقل كفاءة من ناحية الأمن والمكان والخدمات من المملكة، ومع ذلك لا تعجزان عن استقبال ستة ملايين أو ثمانية ملايين في موسم الزيارة مثل ذكرى وفاة النبي محمد(ص) وزيارة الامام الحسين(ع) في الأربعين وزيارة النصف من شعبان، وغيرها من المناسبات. إن السبب في ذلك هو أن الناس – في ظل عدم تدخل الحكومة – ينظمون أمورهم بأنفسهم، ويسعون لتوفير الماء والطعام والسكن للزائرين طلبا للاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. ولذلك لا تحدث مشكلة ولا يموت انسان من التدافع.

أما النظام السعودي بكل إمكاناته المادية، واستقرار وضع الحكومة فيه، ومليارات البترو  دولار التي يملكها سنويا، فكيف يعجز عن إدارة شؤون الحجيج، فيمنعهم من الحج ويصد عن سبيل الله!!!؟؟؟

لسنا في معرض بيان الأسباب، وهي تعود بالدرجة الأولى الى العقلية القبلية الهمجية للفكر التكفيري السلفي، الذي لا يقيم وزنا للمسلمين ولا يفكر برعايتهم، ولإنشغال العائلة المالكة بنهب المليارات وصرفها على شهواتهم ولذاتهم، بدلا من التفكير بشؤون الحجيج، ولكن الأمر خطير جدا للمؤمنين إذ لا يسعهم تحمل منعهم من أداء فريضة الحج سنة بعد أخرى.

 لذلك فإن على النظام السعودي بعد إعلان عجزه عن توفير الخدمات اللازمة للحجيج، أن يترك إدارة الحرمين الشريفين للمسلمين، بإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي، فالمسلمون أقدر على إدارة شؤونهم من الأعراب البدو، والهمج الرعاع. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 3/كانون الثاني/2007 - 12 /ذي الحجة /1427