الديموقراطيون يتبنون مشروع فتح حوار مع دمشق وعزلها عن ايران

  صعد عدد من البرلمانيين الديموقراطيين الضغوط على الادارة الاميركية لتغيير سياستها بشان سوريا وفتح حوار معها وذلك بعد عودة اثنين منهم من دمشق حيث التقيا الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال السناتور الديموقراطي جون كيري في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" ان "السبيل الوحيد للتأثير على ما يجري في سوريا وربما في الشرق الاوسط بشكل عام هو بدء محادثات مع دمشق".

وكتب كيري الذي التقى الرئيس السوري الاسبوع الماضي في دمشق "الاسبوع الماضي التقيت انا وكريستوفر دود السناتور الممثل لولاية كونكتيكت بالرئيس السوري بشار الاسد".

واضاف "كنا على علم بالتوقعات الاميركية بالنسبة للتغيير في سياسات نظام (الرئيس الاسد) لكننا وجدنا امكانية للتعاون مع سوريا لتجنب وقوع كارثة في العراق -- وهي الامكانية التي يجب ان نختبرها".

واكد ان "واشنطن لا يمكنها ان تبقى على الهامش وتتمسك بعناد بقناعتها بان الحديث مع الاعداء يعد مكافأة للانظمة العدائية".

وشدد كيري على ان "الحوار ليس استسلاما".

ويعارض الرئيس الاميركي جورج بوش وعدد من البرلمانيين في حزبه الجمهوري علنا اجراء حوار مباشر مع سوريا رغم ان الحكومة السورية اجرت محادثات مؤخرا مع عدد القادة الاوروبيين.

وكانت لجنة بيكر هاملتون التي اوكلت اليها مهمة مراجعة الاستراتيجية الاميركية في العراق قد اوصت بفتح حوار مع دمشق وايران.

ويعارض الرئيس الاميركي جورج بوش وعدد من البرلمانيين في حزبه الجمهوري علنا اجراء حوار مباشر مع سوريا مع ان الحكومة السورية اجرت محادثات مؤخرا مع عدد القادة الاوروبيين.

واعرب السناتور الجمهوري ليندسي غراهاماحد ابرز البرلمانيين المختصين في الشؤون العسكرية والخارجية عن معارضته لاجراء محادثات مع سوريا.

وصرح غراهام لمحطة التلفزيون الاميركية "ايه بي سي" ان "الدرس الذي نتعلمه من القرن السابق هو انه اذا تحدث مع الحكام المستبدين والانظمة المارقة هو انه مع مرور الوقت فانهم يصبحون اقوى وانت تصبح اضعف".

واضاف ان "المشكلة لا تكمن في عدم اجراء حوار مع سوريا بل في تصرفات الحكومة السورية. يجب ان يحاسب العالم سوريا على ما تفعله في لبنان. وبعد ان يعدلوا من تصرفاتهم في لبنان سنتحدث عن العراق".

وقال غراهام "انهم يحاولون زعزعة الاستقرار في احدى البلدان المجاورة لهم التي تحاول ان تصبح ديموقراطية".

وبدأ الديموقراطيون في لعب دور اكثر قوة في السياسة الخارجية فيما يستعدون للسيطرة على الكونغرس بمجلسيه الاسبوع المقبل.

وكانت لجنة بيكر هاملتون التي اوكلت اليها مهمة مراجعة الاستراتيجية الاميركية في العراق قد اوصت هذا الشهر بفتح حوار مع دمشق في محاولة للمساعدة على اخماد العنف الطائفي في العراق الا ان البيت الابيض تلقى تلك التوصية بفتور.

وانتقد المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو الاسبوع الماضي التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها الديموقراطيون ووصفها بانها انقلاب علاقات عامة تستفيد منه سوريا.

وقال "بامكانكم ان تتخذوا خطا متشددا كما تشاؤون الا ان السوريين حققوا فعلا نصرا في مجال العلاقات العامة".

والاسبوع الماضي قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان تصرفات سوريا في المنطقة لا تستحق ان تكافأ.

وصرح للصحافيين ان "كل الزعماء الذين يتوجهون الى سوريا من اوروبا يقولون لهم الشىء نفسه: تصرفوا بطريقة بناءة وايجابية في المنطقة وتوقفوا عن التلاعب بالعملية السياسية في لبنان (...) وقوموا بدور ايجابي في العراق".

واضاف "هذه هي الرسالة التي يتم ابلاغها لهم وليس ان كل شىء على ما يرام وليست +نحن نؤيد ما تقومون به+".

الا ان دود قال ان اجراء محادثات مع سوريا سيكون اعترافا بحقيقة دورها كقوة رئيسية في الشرق الاوسط.

واضاف ان "اهمال (السوريين) وعدم قضاء اي وقت في محاولة معرفة ما اذا كان لك اي اهداف مشتركة او برامج مشتركة هنا سيكون على ما اعتقد خطأ كبيرا".

وتابع ان "الدبلوماسية ليست جميلا تصنعه لاصدقائك وليس هدية بل انها جزء مهم في دفع مصالحك المشتركة هنا".

واشار دود الذي يفكر في ترشيح نفسه للرئاسة الاميركية عن الحزب الديموقراطي في 2008 الى ان سوريا لديها دور مفيد محتمل تلعبه في العراق الذي تعجز القوات الاميركية والدبلوماسية الاميركية عن اخماد العنف فيه.

وقال "للمرة الاولى منذ ربع قرن دمشق لها سفارة في بغداد والعراقيون لهم سفارة في دمشق. كما جرت زيارات متبادلة لوزراء البلدين مؤخرا".

واشار دود الى ان السوريين "لهم مصلحة مشتركة هنا في ان يخرج من النزاع الحالي في العراق دولة عربية ذات مجتمع مختلط تعددي".

واضاف ان "على الادارة اختبارهم (السوريين) ووضع بعض المعايير الواضحة ورؤية ما اذا كان سيلتزمون بها. فاذا ما التزموا بها فعلينا محاولة توسيع العلاقة".

بدوره كشف السيناتور الامريكي الجمهوري ارلن سبكتر عن ان الرئيس السوري بشار الاسد جدد التزام بلاده بعدم تزويد حزب الله اللبناني بالاسلحة.

وذكر سبكتر في مؤتمر صحافي عقده في مطار دمشق الدولي قبيل مغادرته مختتما زيارة استمرت يومين ان الاسد اكد له ان بلاده ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وتنفيذ القرار الدولي 1701.

وقال ان الاسد اعرب عن استعداد سوريا لاستئناف المفاوضات السلمية مع اسرائيل للوصول الى السلام في المنطقة وفق مبدأ الارض مقابل السلام.

وأكد السيناتور الامريكي اهمية الحوار في حل العديد من المشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط داعيا الى فهم ان مجلس الشيوخ الامريكي مستقل عن الادارة الامريكية.

واضاف "ورغم اننا من الجمهوريين ولدي اعجاب كبير بالرئيس جورج بوش لكنني لا اتفق مع الادارة الامريكية بالغاء الحوار بين الولايات المتحدة الامريكية مع سوريا".

وحول الازمة العراقية قال انه ناقش مع الرئيس الاسد كيفية مساعدة سوريا لحل المشاكل الحالية في العراق لاسيما وقف تسلل الارهابيين من سوريا الى العراق.

واضاف ان الرئيس الاسد "اعلمني بهذا الخصوص انه تم توقيع مذكرة تفاهم اخيرا بين سوريا والعراق من شأنها تمكين سوريا من العمل بشكل مكثف وافضل لضبط الحدود وتكون عاملا مساعدا في استقرار العراق".

واوضح ان الرئيس الاسد اكد له استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر للاطراف العراقية كون هذه الاطراف تقوم بزيارات الى دمشق من اجل العمل للوصول الى حلول مرضية لكافة المشاكل في العراق.

وقال سبكتر "ان العراق لا يمكن حكمه من قبل الاغلبية و لكن يجب ان يحكم بالاجماع وبتمثيل كافة فئاته".

وعلى صعيد آخر ذكر "لقد ناقشنا مع الرئيس الاسد وبعمق العلاقات السورية الاسرائيلية حيث اكد الرئيس الاسد اهتمامه باستئناف المفاوضات السلمية مع اسرائيل بهدف الوصول الى تسوية سلمية للصراع بين الجانبين ووفق قرارات الشرعية الدولية ومبدا الارض مقابل السلام".

وأشار السيناتور الامريكي الى بحث سبل استخدام علاقة سوريا مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) من اجل التوصل الى تسوية في الاراضي الفلسطينية مع حركة تحرير فلسطين (فتح) وايضا موضوع اعتراف حماس باسرائيل.

وفي الشأن اللبناني اوضح السيناتور الامريكي ان الاسد اكد له ان بلاده ستذعن لمتطلبات القرار الدولي 1701 ولن تقدم الاسلحة لحزب الله و ستتعاون مع تحقيقات الامم المتحدة في اغتيال الحريري واخرين بمن فيهم وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل.

وقال السناتور الجمهوري ارلين سبيكتر في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته العاصمة السورية "قال الرئيس الاسد إن سوريا مستعدة لاستضافة مؤتمر يجمع كل الاطراف العراقية لمحاولة العمل على المشاكل والوصول الى توافق على ما يجب ان يعمل بالنسبة للعراق."

وأضاف "قال الأسد بانه قد تم استشارة تركيا وانها ستشارك مع دول عربية أخرى في المنطقة لمحاولة ايجاد حل سياسي لما يجري في العراق."

وقال سبيكتر "النقطة التي تم تأكيدها هي ان العراق لا يمكن ان يحكم من قبل الاغلبية وانما يجب ان يحكم بطريقة توافقية."

وقالت وكالة الانباء السورية إن الرئيس الاسد أكد على أن الحلول لمشاكل الشرق الاوسط سياسية وليست امنية. واضافت "كانت وجهات النظر متفقة على ان غياب السلام العادل والشامل يبقي المنطقة في توتر واضطراب مستمرين."

ولم يحدد سبيكتر موعدا متوقعا للمؤتمر. وتأتي زيارته لدمشق في فترة يتزايد فيها الاهتمام الامريكي لمعرفة وجهة نظر سوريا بشأن الدور الذي يمكن ان تلعبه لوقف العنف في العراق.

وتقول سوريا التي بدأت بتحسين علاقتها مع الحكومة العراقية المدعومة من امريكا بأن وقف أعمال العنف الطائفية في العراق والحفاظ على وحدته هي من المصالح القومية بالنسبة لها. وسوريا حليفة لايران وتملك صلات مع جهات سياسية مؤثرة في العراق.

وشهدت دمشق زيارات في الاسابيع الاخيرة لممثلين عن قوى سياسية عراقية منهم رئيس حزب الدعوة ابراهيم الجعفري وأحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي. وزار العاصمة السورية أيضا وفد أمني برئاسة وزير الداخلية العراقي جواد البولاني.

وتتهم واشنطن سوريا بالسماح بانتقال أسلحة ومقاتلين عبر حدودها الى العراق وهو ما تنفيه سوريا.

وقال سبيكتر إن الأسد ابلغه بان سوريا قد حاولت أن تتعاون مع الولايات المتحدة لاستعمال قواتها في العراق لضبط الحدود مع سوريا ولكن واشنطن لم تستجب لهذا العرض.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 27/كانون الأول  /2006 - 5 /ذي الحجة /1427