تزايد اعداد المسلمين الأميركيين القاصدين الى الحج

  من المتوقع أن يزيد عدد المسلمين الأميركيين الذين يؤدون فريضة حج هذا العام 2006 عن عددهم في السنين السابقة. ويعتبر المسلمون الأميركيون الحج إلى مكة واجبا دينيا يؤدونه كسائر المسلمين الذين يستطيعون إلى ذلك سبيلا.

وصرح الموظف سعد في وزارة الخارجية لنشرة واشنطن بقوله إن الحج "مناسبة خاصة. وهناك في أميركا 8 ملايين مسلم، وإذا استطاع المرء منهم أن يؤدي فريضة الحج فإن ذلك يكون امتيازا خاصا فعلا." وأضاف سعد الذي كان يستعد لمغادرة البلاد قاصدا الحج أن الاستعداد للحج أمر ضروري وهام. وأشار إلى أن المساجد الأميركية توفر المعلومات والإرشادات لقاصدي الحج مستخدمين برامج "باور بوينت" على الكمبيوتر لتوضيح خطوات مراسم الحج وشعائره وشرح المتطلبات اللازمة لحج ناجح.

وأبلغ طارق اللقني المسؤول عن الإعلام في السفارة السعودية نشرة واشنطن بأن أعداد الحجاج الأميركيين آخذة في الازدياد. وأضاف موضحا أن "نحو 15,000 (مسلم أميركي) من الولايات المتحدة قد حجوا في العام الماضي." وقال إن السبب في الزيادة يعود إلى نمو الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن نحو 2,5 مليون مسلم يحجون إلى مكة من كل أنحاء العالم في كل عام.

وأضاف اللقني أن الحج من الناحية "اللوجستية الانتقالية وإيواء الحجاج وتأمين راحتهم تشكل تحديا كبيرا. وبما أن أعداد المسلمين في تزايد مستمر في العالم، فإن علينا أن نواصل زيادة تلك التسهيلات." وأشار إلى أن الحج كان قبل اكتشاف النفط في السعودية يشكل مصدر الدخل الأساسي للبلاد. أما اليوم "فإننا ننظر إلية كواجب نستضيف فيه كل هؤلاء الناس محاولين أن نستقبل أكبر عدد ممكن موفرين لهم أجرة الطريق والراحة وكل شيء."

ومن المعروف أن مكاتب ووكالات السياحة توفر للحجاج برامج السفر والإقامة، لكن الحاج لا يستطيع الانطلاق والسفر إلى مكة ببساطة ودون الحصول على إذن وتأشيرة دخول إلى السعودية. فنظرا للأعداد الهائلة من المسلمين الذين يرغبون في الحج كل عام، خصصت السعودية حصصا لكل بلد من البلدان تشرف على تطبيقها منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي منظمة مستقلة تتولى معالجة شؤون المسلمين.

وصرح لنشرة واشنطن إمام المركز الإسلامي في واشنطن عبد الله خوج بقوله "لم أصادف إطلاقا أي صعوبات .. فكل شيء أردناه وجدناه متوفرا وميسورا" في رحلة الحج من أميركا. ووصف الولايات المتحدة بأنها "بلد عظيم .. يمارس فيه كل الناس شعائر دينهم بحرية تامة." وقال إنه يشجع الحوار والوفاق بين الأديان في المركز الإسلامي في واشنطن الذي وصفه بأنه درّة في الهندسة الإسلامية بني في العام 1947. وقال "إن التواصل والتخاطب هو مفتاح التفاهم."

وقال الإمام خوج "إن ما أومن به حقا هو ما علمنا به القرآن. فإذا كان المرء في بلد آخر أو في ثقافة أخرى فعليه أن يحترم ثقافة الآخرين (والبلاد) التي يوجد فيها.وعليه قبل أن يقصد أي مكان أن يدرسه ويتفهم ما يريد عمله." وبالنسبة لأميركا قال خوج إن "أحد قواعدها الأساسية الحرية الدينية، لكن على المرء أن يكون صادقا ومستقيما طالما هو موجود داخل حدودها. فإذا لم يستجلب شبهة الناس فلن يضايقه أحد."

ودأب خوج على أم الناس من مجتمعات متنوعة وثقافات مختلفة وإرشادهم مدة 23 سنة، وكان شاهدا على تقبلهم في المجتمع. وفي إشارة إلى هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 قال "إن أي شخص يزور المركز في ذلك اليوم سيدهش. فأنا شخصيا دهشت جدا عندما رأيت ساحة المركز تمتلئ بالورود والزهور التي جاء بها الجيران معبرين عن تأييدهم ووقوفهم معنا." وقام الرئيس بوش بنفسه بزيارة إلى المركز في ذلك الوقت مؤكدا أهمية الجالية الإسلامية في أميركا.

ووصف اللقني الأميركيين بأنهم "في معظمهم منفتحون عقليا" مشيرا إلى أنه لمس فيهم حبا للاستطلاع ومعرفة الإسلام، الأمر الذي قال إنه ميزة جيدة. وقال إن "في القرآن عدة آيات تحض على احترام كل المؤمنين بالله وخاصة المسيحيين واليهود، ولا يوجد أي شيء في القرآن يشير إلى عدم احترامهم، ناهيك عن كرههم أو مهاجمتهم أو قتلهم.. وإذا ما أعطى الناس أنفسهم الفرصة للاطلاع والعلم فإنهم سيكتشفون أن هناك كثيرا من الزيف والأكاذيب التي قيلت" عن الإسلام.

وصرح مساعد وزير العدل وان كيم لنشرة واشنطن بأن الولايات المتحدة ملتزمة "بحماية جميع الحقوق المدنية لكل الأميركيين، بمن فيهم أولئك الذين يعتنقون الدين الإسلامي." وقال إن وزارة العدل جادة جدا في "ملاحقة جرائم الكراهية وحوادث التفرقة والتمييز ضد المسلمين. وأشار إلى أن الاتصالات والاجتماعات بين كبار المسؤولين الأميركيين والزعماء المسلمين والعرب وشعوب جنوب آسيا تساعد كثيرا على معالجة شكاوى التمييز بسرعة "فكل المشاكل المثيرة للقلق لتلك المجتمعات، بما فيها التشبيه النمطي في المطارات يتم حلها بانتظام عبر تلك الاجتماعات."

وصرح سيد حفيظ عضو المجلس الإسلامي لمقاطعة مونتغومري بولاية ماريلاند لنشرة واشنطن بأن المسلمين الذين لم يقصدوا الحج سيمضون أيام عيد الأضحى الذي يبدأ في آخر شهر كانون الأول/ديسمبر الحالي في فعل الخير وإظهار الكرم. وقال إن طائفته ستعمل على توزيع الهدايا والمواد الغذائية على 500 أسرة من الأسر المحتاجة وتقديم لعب وهدايا لنحو 1,200 طفل قبل حلول عيد الميلاد.

وسيعمل مركز مونتغمري بالتعاون مع المسؤولين في المقاطعة على تنسيق عملية الأضاحي عملا بالتقليد المتوارث عن تعويض تضحية إبراهيم بابنه إسماعيل لله، ويتم التعاون في توزيع كميات كبيرة من اللحوم على المحتاجين بعد أن يتبادل المضحون بعض لحوم ذبائحهم وأضاحيهم مع أفراد أسرهم وأصدقائهم 

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 26/كانون الأول  /2006 - 4 /ذي الحجة /1427