فتن متلاحقة... وعراق مجهول

رفعت الواسطي

 أود ان أطرح سؤالا بسيطا وساذجا: حمى الاجتماعات والتصريحات النارية للمسؤولين في حكومة المالكي والحديث عن تحالف جديد ووعود عنترية لمواجهة الارهاب في العاصمة بغداد خصوصا هل هو فعلا  نابع عن ارادة حقيقية للسيد المالكي بعد ان اطلق له العنان في اجتماعه الاخير بعمان كما روج له؟ ام ان رائحة غريبة اصابت قادة العراق الجديد! أثارت فيهم الرعب والهلع ؟ ( الستراتيجية الامريكية الجديدة وتقرير بيكر؟) .

مالجديد في الخطة المالكية الجديدة الموعود بها شعب العراق المبتلى ؟ وقادة الامن الوطني او المجلس السياسي وأعضاء البربرلمان ( البرلمان) هم نفسهم نتاج وصورة النضال القديم الذي لم يسقط نظام صدام رغم كثرتهم واحاطتهم العراق من خلال تواجدهم في سوريا وايران والسعودية والاردن وتركيا وهذه نقطة مهمة للمقارنة بين من ياتي العراق من دول الجوار ويزعزع امنه واستقراره بعد عام 2003 وبين من كانوا منعمين مترفين في دول الجوار آنفة الذكر قبل العام 2003!.

فعلى رسلكم سادتي قادة العراق الجديد ، لن تتغير المعادلة لصالح الابرياء من ابناء وطننا الحبيب وانتم لازلتم كما عرفناكم تتحدثون وتتوعدون وتتحالفون بنفس الوجوه  لان اوهاما جديدة ربما سيلقون انفسهم بها بتحالفاتهم الموعودة خارج تيار السيد مقتدى الصدر .هل هي صحوة ان زمن القائد الوريث قد آن أوان غروبه؟ أم هي محاولة لانقاذ المصالح الحزبية بينكم باعتبار ان الرئيس الامريكي بوش قد بدأ يروج لتكتيك جديد في العراق؟.

على هذه الوتيرة والسياق من الوجوه المتعبة او المتخمة لاأعتقد ان هناك حلولا جدية لدى قادة العراق ، فمتى ماأعلنوا ان الوطن فوق انتماآتهم الحزبية و القومية و الطائفية عند ذاك سنقول نعم هناك امل كبير بهؤلاء القادة.

 متى ماأعلنوا موقفا حازما من تدخل دول الجوار يردع غطرستهم سنقول نعم نحن معكم.

 متى ما أعلن رسميا موقف وطني واحد ضد كل المشاريع باسم الستراتيجية الجديدة او المؤتمرات الدولية او الاقليمية ، سنقول لهم لقد بدأتم الخطوات الجادة.

متى ماأعلنوا بحزم ان لامكان لحزب البعث الارهابي في عراق اليوم وعجلوا بتنفيذ حكم الاعدام بصدام واتخذت اشد العقوبات ضد الارهابيين العرب والمرتزقة من الجماعات السلفية والوهابية  واعلنت اسمائهم وجنسياتهم، سنقول لهم انتم الاقوياء ونحن ندعمكم .

متى ماأعلن ان لاسلطة في العراق سوى الحكومة المنتخبة ولامليشيات لاسنية ولاشيعية ولاكردية الكل يتبع وزارة واحدة هي الداخلية لحكومة المالكي سنقول نعم هذه هي الحكومة التي تفرض سلطتها على الجميع .

متى ماسمعنا عن الكفاءات الوطنية تعطى لها الاولويات للمساهمة في اعادة اعمار العراق سنقول حكومتنا بدأت تبني العراق فعلا.

خارج هذه  المطالب المشروعة نعيد عنوان المقال فتن متلاحقة وعراق مجهول. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 24/كانون الأول  /2006 - 2 /ذي الحجة /1427