نائب اميركي يعتبر وصول مسلم الى الكونغرس تهديدا للقيم الاميركية

يثير فوز مسلم للمرة الاولى بمقعد في الكونغرس الاميركي جدلا لا سيما بعد ان عبر نائب جمهوري عن خشيته من ان يهدد هذا الامر "القيم والمعتقدات التقليدية" في الولايات المتحدة.

واعتبر فيرجيل غود النائب الجمهوري عن فيرجينيا (شرق) الذي يعارض الهجرة بشدة انه "اذا لم يستدرك المواطنون الاميركيون الوضع ولا يؤيدون (موقفه) حول الهجرة فسيزداد عدد المسلمين المنتخبين الذين سيطالبون باستخدام المصحف" خلال مراسم اداء اليمين.

والنائب المسلم هو كيث اليسون الذي انتخب في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر نائبا عن ولاية مينيسوتا (شمال) ليصبح اول مسلم يشغل مقعدا في الكونغرس الاميركي. وقد اعلن كيث اليسون الشهر الماضي انه يريد اداء اليمين على المصحف لدى استلامه مهامه علما ان المراسم المخصصة لاستلام النواب مهامهم تقام بطريقة جماعية ولا يتخللها استخدام اي كتاب مقدس.

وقال غود في رسالة رفعها الى احد مرؤوسيه وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها الاربعاء "اخشى ان يزداد في القرن المقبل عدد المسلمين في الولايات المتحدة في حال لم نتبع سياسة صارمة حول الهجرة اعتبرها ضرورية للحفاظ على قيم الولايات المتحدة ومعتقداتها التقليدية".

واثر نشر هذه الرسالة طالبت منظمة بارزة في الدفاع عن حقوق المسلمين هي مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية غود بالاعتذار. وقال كوري سايلور المسؤول في المنظمة ان "ملاحظات غود التي تنم عن كره المسلمين تبعث برسالة عدم تسامح لا تليق باي عضو منتخب".

واشار المتحدث باسم غود ان النائب لا ينوي تقديم اعتذار وانه يتحمل بالكامل مسؤولية ما كتب. واليسون هو اميركي اسود اتى جدوده الى الولايات المتحدة عام 1742 بحسب المنظمة.

وكان دنيس بريغير المعلق الاذاعي المحافظ المتشدد سبق ان طلب من كيث اليسون اداء اليمين على الانجيل وليس على المصحف. وقال بريغير "ايها السيد اليسون ان اميركا وليس حضرتكم من يقرر على اي كتاب مقدس يؤدي المنتخبون اليمين!" معتبرا ان القسم على المصحف سيحول دون تسلمه مهامه كنائب.

وكانت منظمة محافظة تدعى "جمعية العائلة الاميركية" بدأت الجدل حين طالبت باصدار قانون يجعل من الانجيل الكتاب المقدس الوحيد الذي يستخدم لاداء اليمين. لكن العديد من الانتقادات طالت هذه المواقف وطلب بعض المثقفين ان يتم طرد دنيس بريغر من هيئة تشرف على متحف المحرقة في واشنطن وينتمي المعلق الاذاعي اليها.

ويقول الخبير القانوني اوجين فولوخ ان الدستور لا يجبر احدا على قسم اليمين على الانجيل مما يحمي الملحدين واللاادريين (المؤمنين باستحالة التعرف الى وجود الله). ويسال فولوخ في موقع مجلة "ناشونال ريفيو" المحافظة على شبكة الانترنت "لم لا يمكن للمسلمين وباقي الديانات التمتع بالحماية ذاتها؟".

والواقع ان الجدل يتركز على المراسم الخاصة التي يقيمها النواب عادة لدى استلامهم مهامهم بعد الحفل الرسمي والجماعي. ففي هذه المراسم يؤدون عادة اليمين على كتاب مقدس امام الكاميرات.

لكن العديد من المنتخبين سبق ان خالفوا هذا التقليد اذا ان الرئيسين جون كينسي آدمز (1825-1829) وتيودور روزفلت (1901-1909) مثلا لم يؤديا اليمين على الكتاب المقدس لدى استلامهما مهامهما.

اما عضو مجلس الشيوخ جوزف ليبرمان وهو يهودي متدين فقد ادى اليمين دائما على التوراة وكذلك بالنسبة لعضو مجلس الشيوخ الجمهوري غوردون سميث عام 1997.

وكيث اليسون من ولاية مينيسوتا، وهو أول مسلم ينضم إلي الكونغرس. والمحامي البالغ من العمر 43  عاما أشهر إسلامه و هو في الـ18 من عمره و قد حصل على 56 في المائة من أصوات دائرته الانتخابية. ويذكر أن اليسون خلال حملته الانتخابية اهتم بتبنيه لكافة القضايا الخاصة بالحقوق المدنية مثل حقوق المثليين وعدم ممارسة التمييز ضدهم وحق المرأة في الإجهاض. كما أنه لم يجعل من قضية عقيدته أمر مطروح في لقاءاته الانتخابية.

و تغلّب النائب المسلم على منافسيه لخلافة الديمقراطي المتقاعد مارتن سابو في مقعده بمجلس النواب الذي يشغله الديمقراطيون منذ عام 1963 ، وفاز اليسون في مسقط رأسه ديترويت بمساعدة المسلمين وائتلاف من الناخبين الليبراليين المناهضين للحرب في انتخابات الكونجرس التي جرت في السابع من نوفمبر 2006 .

وكتب دينس براجير ـ أحد أبرز كتاب الأعمدة في الصحف الأمريكية ذات التوجه المحافظ ـ مقالاً تحت عنوان أمريكا وليس إليسون من يحدد الكتاب الذي يقسم عليه أعضاء الكونجرس ‏,‏ جاء فيه أن استخدام القرآن خلال احتفالات الكونغرس يقوض ويضعف الحضارة الأمريكية ، بحسب ما أوردته صحيفة "الأهرام" المصرية .

وأضاف الكاتب أنه حين يتعلق الأمر بقسم أعضاء الكونغرس على خدمة الولايات المتحدة والحفاظ على قيمها‏ ,‏ فإنه يجب ألا يكون هناك لمثل هذا القسم سوي الإنجيل ‏,‏ وبكل عنصرية وجه حديثه إلى اليسون قائلا‏ً : "إذا كنت عاجزًا عن القسم على هذا الكتاب الذي لا تهتمك أوامره ‏,‏ فلا تسعى إذن إلى أن تكون في خدمة الكونغرس" .

وأثار مقال براجير ردود فعل واسعة في أوساط المحافظين ‏,‏ حيث تلقفته المدونات التابعة لهم ‏,‏ وبدأت حملة انتقادات واسعة ضد اليسون وترشيو .

من جانبه‏ ,‏ لم يحاول إليسون الرد على المقال‏ ، والانتقادات التي وجهت إليه‏,‏ واكتفى المتحدث باسمه كاري مو بتأكيد أن هذه الحملة تأتي لأهداف سياسية لا علاقة لها بتصريحات العضو الديمقراطي‏ ، وأكد مو أن الأمر بمنتهى البساطة هو حرية التعبير عن الأديان .

فـ ‏اليسون وفقًا للدستور الأمريكي يعبر عن ديانته ، وبالتالي فلا يوجد ما يعيب في مطالبته بأن يكون قسمه على المصحف الشريف‏ ، خاصة أن الاحتفال الذي سيجري في الكونغرس هو مجرد شكل رمزي للأعضاء الجدد الذين سبق واختارهم الشعب الأمريكي‏ . مضيفًا أن القسم على المصحف حق تكفله الحريات الدينية الأمريكية‏ . ‏

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 22/كانون الأول  /2006 - 30 /ذي القعدة /1427