الانتخابات في إيران رسالة للخصوم في الغرب ورسالة اختبار لشعبية أحمدي نجاد

اشادت ايران يوم السبت بانتخابات المجالس المحلية ومجلس الخبراء ووصفتها بانها ناجحة وقالت إن نسبة الاقبال الكبيرة ستساعد ايران على مواجهة خصومها في الغرب.

وتشكل الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة أول اختبار لشعبية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد منذ توليه السلطة قبل 16 شهرا.

وقال مسؤولون ان النتائج الرسمية لانتخابات المجالس المحلية ومجلس الخبراء لا يتوقع اعلانها قبل وقت متأخر من ليل السبت على اقرب تقدير.

وأشارت نتائج استطلاعات رأي غير رسمية ونتائج جزئية كشفت عنها وسائل اعلام محلية الى تأييد الناخبين لمجموعة واسعة من المرشحين مما يمنح كل الاطراف السياسية قدرا من النجاح بينما لم يحقق اي طرف نجاحا ساحقا.

وقال علي علاوي وهو مسؤول في مراقبة الانتخابات لوكالة انباء الطلبة الايرانية ان نحو 26 مليون ناخب أدلوا باصواتهم. وهذا يعني ان نسبة الاقبال بلغت نحو 56 في المئة وهي نسبة أعلى من الانتخابات الماضية.

وقالت صحيفة كيهان الايرانية المتشددة "الحضور العظيم أذهل الاعداء مرة أخرى".

وقالت صحيفة جمهوري اسلامي وهي صحيفة متشددة أخرى ان "من المؤكد ان نجاح الانتخابات التي أجريت في 15 ديسمبر سيكون فعالا في خيبة أمل الولايات المتحدة وحلفائها وستعود بفائدة كبيرة على الامة الايرانية."

وخاض 233 ألف مرشح الانتخابات لشغل أكثر من 113 ألف مقعد بالمجالس المحلية في المدن والقرى في البلاد.

كما صوت الناخبون لاختيار أعضاء مجلس الخبراء المؤلف من 86 عضوا من رجال الدين. وعين المجلس الزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي كما يراقبه ويمكنه عزله من منصبه.

وقال مسؤولون ان من المتوقع اعلان نتائج انتخابات مجلس الخبراء يوم الاحد.

وكانت المعركة الرئيسية في انتخابات المجالس المحلية في العاصمة طهران حيث انقسم المحافظون بين أنصار أحمدي نجاد وأنصار محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران وهو أيضا من المحافظين.

كما تنافست في طهران قائمة موحدة من المرشحين الاصلاحيين كثير منهم وزراء سابقون في طهران.

وقالت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء ان أنصار قاليباف سيطروا على ثمانية مقاعد في مجلس مدينة طهران بينما حصل انصار نجاد على أربعة مقاعد والاصلاحيون على ثلاثة.

ولم تكشف مهر عن مصدر هذه المعلومات.

ويواجه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أول اختبار لشعبيته منذ توليه السلطة قبل 16 شهرا وذلك خلال انتخابات المجالس المحلية ومجلس الخبراء المقررة يوم الجمعة المقبل.

ويأمل أحمدي نجاد عضو الحرس الثوري السابق أن تعزز هذه الانتخابات قبضته على السلطة. واثار أحمدي نجاد انتقادات دولية جديدة هذا الاسبوع باستضافته مؤتمرا يشكك في المحرقة النازية وبتكهنه بزوال اسرائيل الوشيك.

غير أن الاصلاحيين الذين أطيح بهم من المناصب التي تشغل بالانتخاب في سلسلة من الانتخابات منذ عام 2003 على ايدي المحافظين المتحالفين مع أحمدي نجاد يراهنون على الاقبال الواسع على التصويت بجانب الاستياء من تزايد ارتفاع أسعار السلع الاساسية لتغيير ذلك الاتجاه.

وسيتمثل أحد المقاييس الرئيسية فيما اذا كان الاصلاحيون سيستعيدون بعض المقاعد التي فقدوها في المجلس المحلي لطهران. ويقول محللون ان احتمال أن تسفر الانتخابات بطهران عن مجلس منقسم بين الاصلاحيين والمحافظين هو الاقرب.

وقال عبد الواحد موسوي لاري وهو وزير سابق للداخلية ينتمي للاصلاحيين "قدم أحمدي نجاد وعودا لذوي الدخول المنخفضة بتحسين وضعهم الاقتصادي... (لكن) هناك فجوة بين ما قاله وما تم انجازه."

وقال موسوي لاري الذي يشرف على حملة الاصلاحيين لرويترز ان الاقبال الواسع على التصويت سيصب في صالح الاصلاحيين.

ويتزايد الغضب بسبب الارتفاع المطرد لتكاليف المعيشة في طهران عاصمة رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم رغم أن الكثيرين يقولون ان من السابق لاوانه القاء اللوم على أحمدي نجاد.

وقال العامل علي نور زاده (39 عاما) "لا يمكننا حتى تدبير ثمن شراء فاكهة أو تحمل العيش في المدينة لان الايجارات مرتفعة للغاية."

ومثل كثيرين اخرين أجرت معهم رويترز مقابلات يوم الاربعاء قال نور زادة انه لا يعلم شيئا يذكر عن المرشحين وانه لن يدلي بصوته.

ومنع أغلب الاصلاحيين من الترشيح على يدي لجنة محافظة تقوم بفحص أهلية المتقدمين للترشيح.

وفي السباق على مقاعد المجلس المحلي لطهران ينقسم المحافظون بشأن من ينبغي أن يكون رئيسا لبلدية المدينة التي يسكنها 12 مليون نسمة.

وعقد حلفاء نجاد الذي كان رئيسا لبلدية طهران لمدة عامين قبل توليه الرئاسة العزم على الاطاحة برئيس البلدية الحالي محمد باقر قاليباف وهو قائد سابق للشرطة الوطنية خسر انتخابات الرئاسة في عام 2005.

وقال محلل سياسي طلب عدم الكشف عن اسمه "ينظر أحمدي نجاد الى قاليباف على انه منافس محتمل في المستقبل كما يعتقد أيضا أنه قريب من الفكر الاصلاحي."

ويواجه حلفاء أحمدي نجاد اصلاحين تضم لائحتهم نائبا سابقا لرئيس ايراني وبطلا في لعبة التايكوندو.

وفي انتخابات مجلس الخبراء يرى الاصلاحيون أن اية الله محمد تقي مصباح يازدي الحليف المقرب لاحمدي نجاد يسعى لسيطرة مجموعته على المجلس.

وقال موسوي لاري "يجب أن نحاول منع... هذه المجموعة المتطرفة من السيطرة على المجلس."

ويقول أغلب المحللين ان مصباح يازدي وحلفاءه يفتقرون الى عدد المرشحين والدعم للفوز بالسيطرة على مجلس الخبراء الذي يرجح أن يظل تحت هيمنة محافظين أكثر اعتدالا نأوا بالمجلس عن الشؤون السياسية اليومية. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 17/كانون الأول  /2006 - 25 /ذي القعدة /1427