المرجع الديني السيد الشيرازي: ثقافة أهل البيت سلام الله عليهم هي المنجاة للعراق وللعراقيين

  

أكّد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بإن ثقافة أهل البيت سلام الله عليهم هي ثقافة الإسلام الحقيقي وهي الثقافة الصائبة والمطابقة للحقيقة وللفطرة السليمة ومنها وفيها الخير كلّه. ومن مفاخر التشيّع أنه تبع لهذه الثقافة السامية. وأهل العراق الغيارى إن أرادوا أن ينعموا بحكومة كحكومة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فعليهم التمسّك بتعاليم أهل البيت والتثقّف بثقافتهم سلام الله عليهم.

جاء ذلك في توجيهاته القيّمة على جمع من النشطاء الثقافيين أعضاء حملة (شباب الشريعة) القادمين من مختلف مدن ومحافظات العراق، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الاثنين الموافق للتاسع عشر من شهر ذي القعدة الحرام 1427 للهجرة.

وقال سماحته أيضاً: إن للعراق تاريخاً عريقاً وعتيداً، وقد شهد حكومات كثيرة وعديدة ومنها حكومة الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليهما، تلك الحكومة الفريدة التي ضربت أرقى الأمثلة في العدل والمساواة والحرية والرفاه، ولم يشهد تاريخ الإنسانية لها نظير بعد حكومة مولانا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أبداً، ولن يشهد مثلها إلاّ في ظل حكومة مولانا المفدّى بقية الله الأعظم الإمام المهدي من آل محمد عجّل ‏الله‏ تعالى‏ فرجه ‏الشريف وصلوات الله عليه.

وكانت حكومة الإمام علي سلام الله عليه الظاهرية تغطّي نصف سكان المعمورة، وحوالي خمسين دولة من دول عالم اليوم، وحورب الإمام سلام الله عليه خلال فترة حكومته من قبل الناكثين والمارقين والقاسطين. وقد ذكر التاريخ أن الإمام بعد انتصاره على أصحاب الجمل أمر جيشه أن لا يأخذوا أي شيء مما بقي من متاع جيش العدو كغنيمة، كما أمر من أخذ شيئاً من ذلك أن يردّه إلى صاحبه.

على سبيل المثال ذكر ابن شهر آشوب في كتابه المناقب: «وجي‏ء بموسى بن طلحة بن عبيد الله فقال له: قل أستغفر الله وأتوب إليه ثلاث مرّات، وخلّى سبيله، وقال: اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه واتّق الله فيما تستقبله من أمرك واجلس في بيتك.

وعن ابن بطّة بإسناده عن عرفجة عن أبيه قالا: لما قتل عليٌّ أصحاب النهر جاء بما كان في عسكرهم فمن كان يعرف شيئاً أخذه حتى بقيت قِدراً، ثم رأيتها بعد قد أخذت».‏

وعقّب سماحته متسائلاً: أليس هذا التعامل ـ من قبل أكبر حاكم ـ من عجائب الأمور؟ وهل شهدتم مثل هذا التعامل في حكومات عالم اليوم والحكومات الماضية؟ وهل تجدون نظيراً للتعامل هذا في الدول التي تدّعي الرقي والتمدن والتقدّم؟

وأضاف: لقد كتبوا عن المسمّى بـ(صلاح الدين الأيوبي ـ التكريتي ـ) أنه اقترف في فترة حكمه جرائم عديدة بحقّ أتباع أهل البيت سلام الله عليهم. فقد قام ذات مرّة بجمع سكان إحدى المدن التي يقطنها الشيعة في مكان ما، وكانوا زهاء خمسين ألف نسمة وفيهم النساء والأطفال والشيوخ، وأمر بصبّ الزيت عليهم وأحرقهم جميعاً.

وشدّد سماحته قائلاً: قبل سقوط النظام قرأت أن واحداً وأربعين بالمئة من مجمل سكان العراق هم من الشباب، وهذه النسبة جيدة جداً، فيجب العمل على تربيتهم وتثقيفهم بثقافة أهل البيت سلام الله عليهم، حتى لا يشهد العراق الجريح مرة أخرى نظاماً جائراً كالنظام الساقط، ولا يتعرّض لمظالم ومآسٍ أخرى كالمظالم التي شهدها في العقود الأربعة الماضية من تهجير وقبور جماعية وتخلّف في كل جوانب الحياة.

وأكّد دام ظله مخاطباً الوفد الزائر: يجدر بكم جميعاً أن تسعوا في تعلّم ثقافة أهل البيت سلام الله عليهم وتعليمها للآخرين عبر مختلف الوسائل الحديثة كالكتب، والمجلات، والإذاعات، والانترنت والفضائيات وما شابهها، وهذه مسؤولية كل فرد من أفراد الشعب العراقي الغيور فـ«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» كما قال مولانا رسول الله صلّى ‏الله ‏عليه‏ وآله.

وأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون الأيام القريبة القادمة نهاية للمظالم والمآسي والمحن التي يتعرّض لها اليوم العراق الجريح وشعبه الصبور الأبيّ، بحوله تعالى وقوّته. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 13 /كانون الأول  /2006 -21 /ذي القعدة /1427