تقرير لجنة بيكر – هاملتون.. ما له وما عليه

عدنان آل ردام العبيدي*

الممارسات او السياسات الخاطئة للقوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الامريكية افقدتها الكثير من عوامل الاتزان في منطقة تعتبر هي الاهم في العالم وفي بلدٍ يعتبر نقطة الارتكاز الاولى لاي مشروع سياسي او امني او اقتصادي على المستويين الاقليمي والدولي.

الذرائع التي دخلت الولايات المتحدة وفقها للمنطقة، كانت ذرائع حساسة للغاية، ونعتقد بأن مؤشر حساسيتها قد ازداد ارتفاعاً مع عجز الولايات المتحدة عن اكتشاف اسلحة الدمار الشامل في العراق، لكن عدول الولايات المتحدة عن السبب الاساس وتمسكها بالسبب القائل بأن بقاء نظام صدام سيشكل في المستقبل القريب او البعيد خطراً حقيقياً على امن المنطقة او انه نظام خارج عن اللياقات والسياقات الدولية من خلال تمرده وشغبه وانتهاكاته الخطيرة ولقوانين حقوق الانسان وشرعة الامم المتحدة، نقول مثل هكذا ادعاءات او اسباب بديلة كانت تفرض على الولايات المتحدة ان تقدم هي اولاً او بمعنى ادق ان ادعاءاتها كانت تلزمها ان تبدأ هي بكسب ود الشارع العراقي بمختلف اتجاهاته او ان تشرع فوراً الى بناء علاقات ثنائية طبيعية بينها وبين العراقيين جميعاً.

لكن ان تتحول القوات الامريكية الى قوات محتلة او ان تنصب حاكماً مدنياً امريكياً على العراق فهذا ربما الخطأ الاول الذي ارتكبته هذه الدولة في منطقة هي الاعقد.

الخطأ الاخر الذي انزلقت اليه القدم الامريكية انها ابتعدت عن الحساسية الشديدة التي تتركب على قوائمها المنطقة برمتها بل ان الولايات المتحدة راحت تبعث من الاشارات ما هو كافٍ لاثارة مخاوف الدول المجاورة للعراق، وهذه مسألة فيها حديث طويل وخطير لا يسع المقام لتناوله هنا، لكننا لا نستطيع مغادرة نتائجه التي ادت الى الارباك الواضح في ادارة الملف العراقي امريكياً، بعد ان دخلت لهذا الملف عناصر لم تكن موضوعة  لافي الاجندة الامريكية ولا في غيرها.

الاسباب الواردة اعلاه وان لم تكن تمثل مجمل ما يراد قوله هي التي دفعت ادارة البيت الابيض الامريكي للبحث عن مخارج في ازمتها التي تتعرض لها في العراق وكذلك هي التي اطاحت بالحزب الجمهوري الامريكي امام غريمه الديمقراطي وبهذه الكيفية التي شاهدها العالم قبل ايام.

 لكن ما هو اهم من ذلك، التقرير الذي اعدته لجنة بيكر – هاملتون والذي احتوى على اكثر من سبعين نقطة جميعها تؤشر على الاخفاق الكبير الذي تعرضت له الادارة الامريكية في العراق نحن لسنا معنيين باخطاء هذه الادارة بقدر علاقة هذه الاخطاء والتصاقها او ارتباطها العضوي بمنجزنا الوطني، فالتقرير وان كنا نعتبره شأناً داخلياً امريكياً الا انه كان يحتوي نقاطاً ايجابية اهمها انه كان يوصي بدعم الحكومة الشرعية المنتخبة ويؤكد على حتمية الوحدة الوطنية وكذلك ضرورة فتح حوار جدي مع دول الجوار بما يخدم تأمين الامن والاستقرار في العراق والمنطقة، لكن هذا التقرير اغفل بشكل غير مبرر المنجزات التأريخية العظيمة التي حققها الشعب العراقي خلال السنوات الثلاث الماضية خصوصاً تحقيق الانتخابات الاولى والثانية وتشكيل اول حكومة وحدة وطنية في تأريخ العراق وكذلك كتابة اول دستور دائم للبلاد حيث كان على لجنة بيكر – هاملتون وهي لجنة من طراز سياسي ثقيل الا تفوتها منعطفات تأريخية سياسية كهذه التي حققها الشعب العراقي وما عدا ذلك فنحن نرى ان فيه حديثاً آخر.

*رئيس تحرير صحيفة الاستقامة

رئيس اتحاد الصحفيين

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين11  /كانون الأول  /2006 -19 /ذي القعدة /1427