اللعب على المكشوف!!

دكتور أحمد راسم النفيس

(المصريون) موقع وهابي الكتروني يزعم أنه مصري.. متخصص في الهجوم على كل ما هو شيعي سياسي كان أم عقائدي!!.

لا جديد ولا مشكلة ولا يوجد ما يستحق الرد فالجماعة موقفهم معروف بل وأصبح ما يرددونه شبه محفوظ للعامة قبل الخاصة وليس هذا موضوعنا!!.

قبل عام من الآن طلع علينا القوم بأكذوبة أن صحيفة القاهرة تتلقى مبالغ مالية من دولة أجنبية من أجل نشر مقالات شيعية!. ما عليك!! إنه كذب مستحيل ولكنه سب وقذف علني من دون دليل ولا برهان وما كان ينبغي له أن يمر من دون جر قائله إلى محكمة الجنايات خاصة وأن هذا الكذاب لا يكف عن الدعوة إلى جرجرة كل من يخالف رأيه إلى المحاكم بتهمة الفسق ومحاربة الإسلام!!.

ولكن ما يلفت الانتباه هو أن الأمر يتواصل بعد ذلك على طريقة السلم الموسيقي (الإلكتروني).

قرار مصري وهابي وجواب وهابي عربي الكتروني على موقع العربية نت وهكذا تواصل فرقة موسيقى حسب الله للمارشات العسكرية التحريضية عزف النوتة الموضوعة لها وراء كواليس مسرح السياسة العربية فتؤدي دورها وتعزف لحنها وتعبد (ربها وولي أمرها) ولا شك أن كل (نوتة) موسيقية لها حساب على نوتة أولياء النعم طال عمرهم ومد ظلهم.

مرة أخرى طلع علينا هذا الموقع بخبر يقول أن الشيعة قد رصدوا مبالغ مالية هائلة لإصدار خمس صحف في مصر!!.

ألا تكفي جريدة واحدة أو حتى جريدتين؟! وأين ذهبت الرشاوى الشيعية المزعومة التي لم تترك صحيفة مصرية إلا ودفعت لها؟؟!!.

آخر بلايا هذا الكذاب ما نشره موقعه قبل أيام نقلا عما أسماه بمجلة الحكومة الإسلامية الصادرة في طهران حيث قال:

طالب ناصر حمودي أحد رجال الدين الشيعة الإيرانيين البارزين بتعيين شيعي في منصب وزير بالحكومة المصرية يكون مسئولاً عن شئون العتبات المقدسة والمزارات الدينية، التي يطالب الشيعة بتنظيم رحلات إليها، وهو المشروع الذي ما فتئ يلحون على تنفيذه بعد موافقة وزارة السياحة عليه. جاءت تلك الدعوى في مقال نشرته مجلة "الحكومة الإسلامية" الشيعية التي تصدر بالفارسية والإنجليزية في عددها الصادر أمس الأول، تناول فيه مستقبل الشيعة وتطلعاتهم نحو إقامة دولة إسلامية شيعية كبرى تبسط سيطرتها على الدول العربية والإسلامية.

وأكد أن تحقيق هذا الحلم أصبح قريبًا جدًا بعد انتصار "حزب الله" اللبناني على الإسرائيليين وخوف الأمريكيين من دخول معركة مع إيران وسقوط نظام صدام حسين السني واختيار الشيعي "المتدين" نوري المالكي رئيسًا للحكومة العراقية. ولفت إلى أن العالم الشيعي بصدد رفع دعوى قضائية خلال أيام في مجلس الأمن على مصر لتمكين العلماء الشيعة من وضع أيديهم والإشراف على العتبات المقدسة للحفاظ عليها ورعايتها وإعمارها على حد قوله. وتساءل حمودي: لماذا لا تعين الحكومة المصرية وزيرًا شيعيًا يكون مسئولاً عن شئون العتبات المقدسة والمزارات لإثبات حسن نواياها للشيعة، بحسب قوله.

ولك أن تتخيل أن إيران سترفع قضية على مصر في مجلس الأمن وما هو عيب محكمة عابدين أو حتى محكمة الفن؟؟!!.

كان هذا هو القرار أما الجواب فقد جاء هذه المرة من صحيفة مصرية هي (الموجز) قامت بسرقة (الخبر) من (الماجور إياه) ووضعت عليه اسم محررها ولكنها هذه المرة ذهبت إلى ما هو أبعد عندما سألت عددا من ساستنا المتقاعدين فمنهم من سارع إلى رفض (الطلب الإيراني) واصفا إياه بالوصاية ومنهم من اعتبر الأمر مجرد طلب من كاتب متشدد ومنهم من أكد على أن مصر تقوم بما يلزم من رعاية لمزارات أهل البيت ومقاماتهم والمهم أن أحدا من هؤلاء الساسة القاعدين المتقاعدين لم يكلف خاطره للسؤال عن صحة هذا الكلام من عدمه فالعهدة دائما على الراوي يا سادة يا كرام!!.

عنوان آخر وضعته الصحيفة على هذا الخبر الذي استخرجته من ماجور أو ماخور هذا الموقع (مطلبها يمثل المسمار الأخير في نعش العلاقات!!.. دخول العلاقات الفارسية الفرعونية إلى النفق المظلم!!).

لم يفت الصفيحة عفوا أعني الصحيفة في عرضها لهذا الخبر (الهام) أن تأتي لنا بفتاوى (بِرية) بكسر الباء وضرب العقل والمنطق والتاريخ عرض الحائط اعتبر فيها أن زيارة هذه المراقد هي عبادة للأوثان وأن المجيء برأس الحسين إلى القاهرة حدث في عهد المعز لدين الله وهو يهودي ادعى الإسلام؟؟!! مثله مثل عبد الله بن سبأ وقد جاء إلى مصر غازيا وادعى أنه أتى بجمجمة الحسين رغم أنه كان قد مر على استشهاده أكثر من 500 عام كما دعا هذا البري إلى مواجهة الشيعة بالحجج والبراهين!!.

وهل هناك حجج وبراهين وعقل ومنطق أعظم مما جاء به هؤلاء السادة الأفذاذ!!.

الشيخ البري يزعم أن المعز لدين الله الفاطمي جاء إلى مصر غازيا ومعه رأس الحسين بعد 500 عام من استشهاده في حين أن المعز لدين الله جاء إلى مصر عام 363 هـ أي بعد استشهاد الحسين ب 300 عام فقط لا غير كما أنه جاء من المغرب ولم يكن معه رأس الحسين الذي جيء به بعد ذلك في زمن الملك الصالح طلائع بن رزيك وعلى كل حال فلسنا في وارد الدخول في مساجلة حول التاريخ فيكفينا واقعنا البائس والمنحط الذي يمثله هذا الموقع وتلك الجريدة وهذا الشيخ!!.

بالبحث والتحري تبين أن مجلة الحكومة الإسلامية وعنوانها على شبكة الإنترنت العالمية هو  http://www.nezam.org/ وهي مجلة دراسات فصلية تصدر في إيران وهي ليست معنية بالشئون السياسية الجارية ولا بما يجري في مصر ولا في غير مصر.

ليس من بين كتاب المجلة في العدد الأخير (العدد المقصود) ولا قبل الأخير كاتب يدعى ناصر حمودي فضلا عن أن يكون من بين كبار علماء الدين الإيرانيين.

كما أننا نتمنى على كل من يطلب منه التعليق على خبر أن يتأكد أولا من صحة الخبر ومن مصدره حتى لا يضيع جهده هدرا.

السؤال الآخر وهو الأهم: لصالح من يعمل هذا الموقع ومن الذي يكلفه بتلفيق مثل هذه الأخبار ومن أي ماخور أو من أي ماجور يأتي بها وما هو الهدف الذي يسعى لتحقيقه؟؟!!.

هل هو محاربة الشيعة فقط أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟؟!!.

آخر تجليات فرقة (حسب الله الوهابية) والمتعاونين معها من أدعياء التشيع والمتاجرين بادعاء الولاء لأهل البيت والدفاع عن قضاياهم هو الموضوع المنشور في تلك (الصفيحة) الوهابية المسماة بالعربية تحت الرابط التالي:

 http://www.alarabiya.net/Articles/2006/12/04/29625.htm

بعنوان (الأزهر يصادر مطبوعات شيعية تسب الصحابة.. خلافات بين الشيعة حول مبايعة المهدي المنتظر) ملأته بكافة أنواع القمامة الخبرية التي لا أصل لها ولا فصل سوى تلك التسريبات الكاذبة التي نعرف نحن مصدرها جيدا وأدرجت فيها فقرة عن ندوة كتاب الشيعة والتشيع التي أقيمت في مقر مكتبة الشروق الدولية والتي انتهت بالخذلان المبين لحزب الوهابيين, هذا الخذلان الذي اكتملت فصوله بحضور أحد رؤوس الفتنة المفترضة والتي أخفقت في تحقيق أي من أغراضها في برنامج العاشرة مساء الذي قدمته قناة دريم يوم السبت الماضي (2-12-2006) حيث فشل الرجل في عرض وجهة نظره بل وتحول إلى داعية سلام وتقريب بين السنة والشيعة (بشروطه طبعا) وهذا يعني بوضوح أنه يشك في موقفه التكفيري للشيعة أو أنه لا يتبنى هذا الموقف من الأساس إلا أن ضرورات الولاء السياسي تفرض عليه الظهور بموقف المتشدد!!.

ماذا يعني أن يعلن رأس من رؤوس الوهابية المصرية عن ترحيبه (بالتقريب ولكن!!)؟؟!!.

المعنى أنه تخلى عن مبدأ التكفير وحتى التفسيق وأنه يشك في أمره وأنه ليس على بينة من موقفه!!.

نقول لهؤلاء السادة أن الرهان على دور يؤديه الوهابيون المصريون هو رهان خائب إذ أن الوهابية المصرية قد فقدت أسنانها ولم يعد لها نفس الشراسة التي تتميز بها سلالة الوهابية غير المصرية!.

ونقول أيضا أن الساحة المصرية رغم تلك المخاوف التي يعبر عنها البعض صدقا أو كذبا قادرة على مداواة جراحاتها ولملة أخطائها وانقساماتها مهما حاولت إدارة عموم الوهابية أن تشحذ الهمم أو أن تشعل ما خمد من نيران (كلما أوقدوا نار للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب الفساد).  

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس7 /كانون الأول  /2006 -15 /ذي القعدة /1427