هـل مـن جـديـد للعـراق على الشاطـئ الأخـر ؟

المـهنـدس فـؤاد الصـادق

تـسـريبات نـُسـِبت الى مسؤولين اميركيين تـشـير الـى مراجعة لسياسة البيت الأبيض تقول:

أن مساعي الحوار المفتوح مـع الإرهابيين فشلت، وإدارة الرئيس جورج دبليو بوش تدرس مسألة ما اذا كانت ستواصل ذلك أوتمنح بدلا من ذلك الأولوية للوقوف الى جانب نتائج انتخابات الحكومة العـراقية الدائمة التي جرت في ديسمبر(كانون الاول) الماضي وتأييد إفرازات الخطوات الديمقراطية الأولية في العراق، ويأتي هذا الاقتراح الذي قدمته وزارة الخارجية كجزء لتقييم من جانب البيت الأبيض للسياسة بشأن العراق بـعد تقييمين توصلا الى ان اتصال الولايات المتحدة الطموح بالمعارضين للديمقراطية العراقية قد أخفق.

 ويتزايد قلق المسؤولين الأميركيين من أن مساعي التسوية ربما تكون قد أدت الى نتيجة معاكسة، وفقا لمصادر وصفت بالمطلعة على اقتراح وزارة الخارجية، طبعاً كل ذلك الى جانب ماتسرب من توصيات لجنة بيكر ومذكرة رامسفيلد قبل إستقالته وما نحو ذلك مما يستحق المتابعة والدراسة، ويطول إستعراضه. الجدير بالذكر انه بدأت حملة تشويه وتخويف وقولبة طائفية مكثفة حتى لما هو موضوعي في تلك المراجعات تضمنت الحديث عن معارضة السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد والقادة العسكريين في العراق للنتائج التي يمكن أن تترتب على تلك المراجعات، وذلك ممن يتصورون بان الإتصالات مع الإرهابيين والمعارضين لحشرهم في العملية السياسية وبأي ثمن كان وكيفما كان وحيثما كان و... الـخ تعتبر محورية بالنسبة لاستقرار العراق.

أكدنا مراراً بان ذلك لايثـمر، وإذا أثمرَ لا يصـمد بل يزيد الإحتقان الطائفي، ويغري للمزيد من التصعيد في الإرهاب والتطييف والفئوية والشخصنة ويذبح الديمقراطية ومصداقيتها ويمـهد لحرب أهلية تحرق اليابس والأخضر، ويورط في التحول الى طرف مباشر في الإصطفاف الطائفي المصطنع، وهذا ما وقـعَ لكن واشنطن أسـتـمرت في ستراتيجيتها، وليس هذا فـحسب بل فـتحت ثغـرة أخرى زادتَ الطينَ بلة عـبـرَ التدخلات العلنية لسفيرها زلماي خليل زاد وإختياره لأسلوب السيطرة والتحكم كوسيط لفرض تسوية هرمية مـسـتعجلة غير تكاملية وبالإكراه للخلاف القائم.

نعم الخلاف شائك ومعقد ونفسي في كثير من تجلياته، ولابد من تسويتة لكن يجب ترك التسوية للعراقيين في إطار ديمقراطي دستوري، ومشروع عراقي برلماني شامل يستوعب كل العراقيين الى جانب إسـتـيـعابـه لقوانين الداخل والخارج ونسيان الماضي أوتناسيه، فالديمقراطية الدستورية غير المشلولة لا تنتج في النهاية إلا الواقعي العقلاني الذي يمكن أن يحتضن الجميع ويتفاعل إيجاباً مع متطلبات ومصالح وضرورات الواقع بجناحيه الداخلي والخارجي، فهل سـنـشـهد تـغييراً في القـرار والمـسار خلال الأسـابـيـع القادمـة؟

لا أسـتـبـعـد ذلك لكن ذلك لا يثمر إلا إذا ترافق مع مراجعة الحكومة العراقية من جهة والأحزاب والمكونات الأخرى من جهة ثانية لأداءهم مراجعة جادة للتقييم فالتقويـم، وبعيداً عن التوتر والتشنج والتطييف والقطيعة، وذلك لفـتـح صـفـحـة جديدة في الـعراق يـسـبـقـه إعـتـذار اوتوضيح للشعب العراقي عن الخلل والقصورالذي وقع،ومن قبل جميع الأطراف الداخلية والخارجية، يبدو المطلوب صعباً ومراً لكنه ليس بمستحيل، هذا ما سنفعله بعـد حرب شـرسـة وطويلة تـحرق الجميع ولحساب الأخرين، فـلـمـاذا لا نـفعـلـه الـيـوم لحسابنا وحساب وحدة الوطن وإستقلاله ؟!

فالرئيس جورج دبليو بوش لـيـس رئـيـسـاً للولايات المـتـحـدة الأميريكية، علينا أن نـعمل ونراجع ونعمل ونراجع و...   

*معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات – واشنطن

http://www.siironline.org  

شبكة النبأ المعلوماتية-االاثنين 4 /كانون الأول  /2006 -12/ذي القعدة /1427