حسن آل حمادة وقلق الكلمة المقروءة

علي المحمد علي*

لا يزال الكاتب والإعلامي المعروف الأستاذ حسن آل حمادة يرشد ويوجه قلمه السيال لعلاج وهج الكلمة المقروءة، أو ما يسمى بـ(العلاج بالقراءة)، حتى عُرف في الأوساط الثقافية بهذا الإهتمام والتوجس.

وجدير بالذكر أن الأستاذ حسن آل حمادة متخصص في علم المكتبات والمعلومات، ويحمل شهادة (بكالوريوس) في هذا المجال قبل عقد من الزمن، ولم يقف بعد تخرجه من جامعة الملك عبد العزيز على قعر النظريات الهامدة، بل حاول الولوج إلى عوالم التطبيق وأصدر أبان تخرجه كتابه الأول الموسوم (أمة اقرأ لا تقرأ) الذي أحدث ضجة معرفية في أوساطنا الثقافية، وأتذكر أنني قرأت الكتاب يوم كنت طالباً في المرحلة الثانوية، وأعجبت به أشد الإعجاب، وأحببت التعرف على مؤلفه الأستاذ حسن.

وأعتقد أنه حظي بإعجاب أساتذته الرواد في جامعة الملك عبد العزيز، وينبئ عن ذلك الرسائل التي وجهت له من بعض الدكاترة بعيد صدور الكتاب بفترة قصيرة.

ولا يفوتني في هذا السياق أن أشير إلى أن الأستاذ حسن آل حمادة تأثر مبكراً بسلطان المؤلفين المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره)، المعروف بعلمه الوفير، ونتاجه الغزير، وقد أشار إلى ذلك في بعض كتبه مثل: (الكتاب في فكر الإمام الشيرازي)، وكتاب: (هكذا ربانا الإمام الشيرازي)، وكتاب: (ويسألونك عن الكتاب)، وهي كتب جديرة بالقراءة والإطلاع.

ولم يقف الأستاذ حسن آل حمادة عند محطة الكتاب بل ولج عالم الاتصال والإعلام، وأسس موقع على شبكة (الإنترنت) مع بعض زملائه بعنوان: (قطيفيات)، وقد أجرى بعض المقابلات مع شخصيات علمية وثقافية وأدباء لهم باع طويل في الأدب، ومع خطباء مبدعين في عالم الخطابة، وقام أيضاً بجهد مشكور في التعريف بالكتب والمؤلفين ولكن توقف هذا الموقع بعد نشاط ملموس.

وقد رشح قبل سنوات كعضو فاعل في أسرة تحرير مجلة (الكلمة)، هذه المجلة الفكرية الرائدة التي طالما أتحفتنا بالمحطات الثقافية المتحركة إلى دنيا المعرفة وسماء التطور الحضاري.

كما أسهم في تأسيس مؤسسة تعنى بشؤون القرآن الكريم، وأصدرت هذه المؤسسة بمعية مجموعة من المشائخ الفضلاء مجلة قرآنية تسمى بـ(القرآن نور)، وكذلك أصدرت بعض الدراسات على شكل كتيبات تعنى بالشأن القرآني، مثل: (التعددية الدينية في القرآن)، وغيرها من الدراسات الجادة.

وأيضاً ولج الأستاذ حسن آل حمادة إلى عالم الإعلام المرئي، وشارك في إعداد بعض البرامج التلفزيونية، كبرنامج (وما يسطرون)، الذي يقدمه على قناة (الأنوار) الفضائية.

والغريب أن نشاطه الإعلامي لم يغب لحظة عن الكتّاب والمؤلفين، وذلك توجساً منه لتنشيط حركة التأليف ونشر الكتاب في أرجاء المعمورة، ولا يزال يتحف المكتبة بكل جديد نافع خصوصاً ما يتعلق بالكتاب والمكتبات، نشراً وتشجيعاً.

وهكذا عرفت الأستاذ حسن آل حمادة من خلال كتاباته، وإصداراته ومتابعاته للكتب والمجلات وملاحقته المؤلفين مشجعً لهم، وناشطاً إعلامياً يسير في أفق رحيب، وانطلاق عجيب.

وأكثر ما تعلمت منه الصدق في التعامل، والمثابرة في الطرح، والعطاء المتواصل دون كلل أو ملل، وقد لاحظت أيضاً أنه يشجع الآخرين على الكتابة والتأليف والعمل الجمعي/الجماعي، ولا يفوتني أن أذكر في هذا السياق رفيق دربه الأستاذ بشير البحراني الذي أسهم معه في أكثر من عمل ثقافي فريد، خصوصاً في خدمة القرآن الكريم، وهو عطاء لا ينبض، وفي ذلك تشجيعاً للآخرين على التواصل الثقافي، والاشتراك في أعمال الخير.

وفي ختام مقالي المختصر أشكر أستاذنا المربي والأديب الموهوب الأستاذ حسن آل حمادة عل نشاطه الكتابي المتواصل، ودعمه المستمر في زرع حب القراءة والإطلاع ونشر المعارف للأجيال الواعدة، وسلامي للأخوة الأعزاء وقارئي الكريم المحب. 

*كاتب من الأحساء 

شبكة النبأ المعلوماتية-االاربعاء  29  /تشرين الثاني  /2006 - 7 /ذي القعدة /1427