هولندا مع حظر النقاب تفتح صراعا جديدا مع المسلمين.. يسمحون بالتعري ولايسمحون بالتغطية

 

قللت الخارجية الهولندية الاثنين من اهمية التقارير الصحافية التي افادت ان الوزارة تخشى من قيام احتجاجات عنيفة في العالم الاسلامي ضد الحظر المقترح على ارتداء النساء المسلمات النقاب في هولندا.

وطبقا لوثيقة كشفت عنها صحيفة "الغيمين داغبلاد" فقد حذرت الوزارة من ان فرض مثل هذا الحظر قد يشعل احتجاجات عنيفة في الدول المسلمة مثل تلك التي اثارها نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في عدد من الصحف الاوروبية في وقت سابق من هذا العام.

غير ان هيرمان فان غليدر المتحدث باسم الوزارة صرح لوكالة فرانس برس ان الحديث عن مشاكل محتملة قد يثيرها حظر النقاب ورد في الوثيقة التي اعدت في السابق عندما تلقى وزير الخارجية الهولندي بن بوت إيجازا عن خلفية المسألة اثناء زيارة للسعودية وقطر في شباط/فبراير من هذا العام في اوج الاحتجاجات على الرسوم الكاريكاتورية.

وقال المتحدث انه "لحسن الحظ فقد تحسنت الاجواء كثيرا منذ اعمال العنف بسبب الرسوم. وعاد الهدوء ويوجد مجال للحوار دون ان يتصاعد التوتر".

واعلنت الحكومة الهولندية (يمين-وسط) الجمعة انها ستقدم مسودة قرار يحظر تغطية الوجه بما في ذلك ارتداء النساء المسلمات النقاب في الاماكن العامة.

وقال فان غيلدر ان وزارة الخارجية لم تتلق اي ردود فعل من الخارج.

وانتقد وزير خارجية ماليزيا سيد حميد البار القانون المقترح ووصفه بانه يتسم "بالتفرقة".

وتساءل "لماذا لا يكون للناس حرية ارتداء ما يحبون؟".

واضاف "الناس بامكانهم التعري وارتداء الثياب الكاشفة ومع ذلك فاننا لا ندينهم. وعندما يريد الناس تغطية انفسهم فان ذلك من حقهم".

وذكر فان غيلدر بانه يحظر كذلك في هولندا التعري في الاماكن العامة باستثناء شواطئ معينة مخصصة للعراة.

وسارعت وزارة الخارجية الهولندية الى الاشارة الى ان الحظر لا يشمل النقاب فقط بل أي غطاء للوجه.

الا ان الحظر لا يزال اقتراحا وسيستغرق تحويله الى قانون ثلاثة اشهر اذا تقرر ذلك.

وصرحت ويبي الكيما المتحدثة باسم وزارة العدل لوكالة فرانس برس "لا يزال الطريق طويلا. ومن المؤكد ان الحكومة الجديدة هي التي ستتولى هذه المسألة" حيث من المقرر ان تجري الانتخابات العامة في هولندا يوم الاربعاء.

وستستغرق صياغة مسودة القانون وقتا طويلا والكثير من المشاورات القانونية وسيتم ارسالها فيما بعد الى مجلس الدولة الذي رفض حتى الان ثلاثة مقترحات قدمتها وزيرة الهجرة المتشددة ريتا فيردونك بسبب مخاوف قانونية من ان تكون المقترحات تتسم "بالتفرقة".

وقالت الوزيرة فيردونك انها ستفرض حظرا عاما على تغطية الوجه في الاماكن العامة بما في ذلك الاقنعة الرياضية وخوذات راكبي الدراجات لتجنب اتهام القانون بالتفرقة الا ان ذلك يطرح العديد من المشاكل العملية. حيث تثور التساؤلات حول العرائس اللواتي يغطين وجوههن بالقماش الابيض أو بالمشاركين في المهرجانات الذين يغطون وجوههم بالاقنعة.

وقالت الوزيرة انه سيتم بالتاكيد استثناء بعض الحالات الا ان ذلك يجعل من الصعب الدفاع عن القانون الذي يفرض حظرا عاما.

وفي الماضي قضت لجنة خاصة للشكاوى حول المساواة بان فرض الحظر العام الذي يمكن ان يكون له اثر كبير على مجموعات دينية معينة هو عمل "تفرقة".

وفي حالة تجاوز فرض الحظر على النقاب كافة العوائق فانه يتعين بعد ذلك التصويت عليه في البرلمان. ورغم ان البرلمان هو الذي اطلق مسالة الحظر في عام 2005 بعد الانتخابات الا انه يتوقع ان تتغير الخارطة السياسية في هولندا وربما لن تتوفر الاغلبية الكافية لاقرار المسودة حسب ما اظهرت اخر استطلاعات الرأي.

ويعارض اكبر احزاب المعارضة وهو حزب العمال فرض حظر عام على النقاب.

وصرح ييروين ديجسيلبلوم المتحدث باسم حزب العمال لشؤون الاندماج "نحن نعارض فرض حظر عام لانه بالامكان استخدام القوانين الحالية التي تحظر ارتداء اغطية الوجه في اماكن عامة مثل المدارس والمحاكم كما تحظر ارتداء تلك الاغطية على العاملين في البلدية او الحكومة".

ودان الاعلان المفاجئ للحظر على النقاب الجمعة ووصفه بانه "سياسي محض".

واضاف "ليس عن طريق المصادفة ان ياتي هذا الاعلان قبل ايام قليلة على الانتخابات العامة".

بدوره قال السياسي الهولندي المعارض للهجرة جيرت وايلدرز يوم الاثنين ان انتقاد ماليزيا لخطة هولندا لمنع ارتداء البرقع او اي نقاب على الوجه في الاماكن العامة يحتاج الى بحث.

وذكرت وكالة الانباء الهولندية (ايه ان بي) ان وايلدرز قال ان وزير خارجية ماليزيا سيد حامد البر الذي يتولى ايضا رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة ينبغي تحذيره من التدخل في شؤون دولة اخرى.

ودعا وايلدرز الذي اقترح هذا الحظر قبل عام تقريبا وزيرة الهجرة الهولندية ريتا فردونك ووزير الخارجية برنارد بوت الى استدعاء السفير الماليزي لبحث الامر معه.

وستكون هولندا اول دولة اوروبية تفرض حظرا في جميع انحاء البلاد على تغطية الوجه رغم ان دولا اخرى تمنعه بالفعل في اماكن معينة.

وتعتبر وسائل اعلام هولندية وايلدرز الذي يواجه تهديدات بالقتل من متطرفين مسلمين بسبب مقترحاته بوقف هجرة المسلمين وحظر بناء المساجد والمدارس الدينية انه وريث الزعيم الشعبي الراحل بيم فورتين.

وشكل وايلدرز حزبا من شخص واحد ويخوض الجولة الثانية من الانتخابات العامة يوم الاربعاء.

وركزت الحملة الانتخابية حتى الان على قضايا مثل الاقتصاد وليس الهجرة بسبب ان الاحزاب التي تمثل التيارات الرئيسية في البلاد شددت مواقفها في السنوات الاخيرة.

وتصاعد التوتر الاجتماعي والديني في السنوات القلائل الاخيرة وتفاقمت بسبب مقتل المخرج السينمائي المنتقد للاسلام ثيو فان جوخ على ايدى هولندي متشدد من اصل مغربي في عام 2004.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 21  /تشرين الثاني  /2006 -29 /شوال /1427