دعوة الى تنمية الوعي البيئي العربي لتجنب مخاطر البيئة

 

قال باحثون اكاديميون في سوريا ان من ابزر الحلول لمشكلة تلوث البيئة هي قيام الدول العربية بوضع استراتيجيات تساعد على زيادة الوعي البيئي مشيرين الى ان ذلك يشكل 50 في المئة من عوامل الحفاظ على بيئة نظيفة.

ودعوا في لقاءات مع وكالة (كونا) الدول العربية الى نقل التقانات والخبرات الاوروبية والتوسع بعقد اللقاءات البيئية العربية للاستفادة من تجارب الاخرين وتبادل الخبرات فيما بينها مضيفين ان الكويت على سبيل المثال لديها تقنيات مميزة بمجال الابنية وتصنيع الاليات للحفاظ على البيئة المنزلية وتأهيل المكبات العشوائية لاسيما في منطقة القرين. واكدوا ضرورة استفادة الدول العربية من نتائج المؤتمر الاوروبي - العربي للبيئة الذي ستستضيفه الكويت في 27 نوفمبر الجاري لمدة اربعة ايام مشيرين الى ان الكويت وفرت كل السبل لانجاح المؤتمر من خلال المواضيع والدراسات التي سيتناولها اضافة الى دعوة عدد كبير من المهتمين بشؤون البيئة في الوطن العربي والاتحاد الاوروبي.

وقال الاستاذ في كلية الهندسة المدنية / جامعة كاسل في المانيا الدكتور عابر محمد ان المؤتمر البيئي ينعقد في وقت تتفاقم فيه مشكلة التلوث البيئي في الوطن العربي داعيا المتخصصين العرب بشؤون البيئة الى ضرورة التوصل الى حلول ناجعة للقضاء عليها وتحقيق خطوة متميزة لمواكبة ما تحقق في الدول الغربية في هذا المجال.

وشدد على ضرورة ان تضع الدول العربية استراتيجية نوعية للحفاظ على البيئة وبخاصة ان نسبة النفايات العضوية المنزلية في الوطن العربي عالية جدا حيث تشكل مابين 60 الى 70 في المئة اما نسبة مواد التدوير كالورق والزجاج والمعادن والبلاستيك تشكل 15 الى 20 في المئة وبقية العوادم الاخرى تشكل 20 الى 30 في المئة .

واوضح قائلا انه " نتيجة لتركيب هذه النفايات لا نستطيع تطبيق طرق المعالجة المطبقة في الدول الاوروبية الا اذا قمنا بعملية اقلمة مع نوعية النفايات في الوطن العربي حيث ان اوروبا اتخذت اجراءات تمنع طمر النفايات الفعالة التي تحتوي على مواد عضوية منذ العام الماضي لان المطامر الصحية من اسوأ طرق التخلص من هذه النفايات و لن يكون هناك أي مطمر للنفايات في اوروبا بحلول عام 2020 حتى للنفايات الخاملة".

واكد ان على الدول العربية فرز النفايات ضمن المنزل وتحويل العضوية منها الى اسمدة كون الدول العربية من البلدان التي تعتمد على الزراعة وكذلك اعادة تدوير نفايات الزجاج والمعادن للاستفادة منها وحرق بعض النفايات لانتاج الطاقة البديلة والاستفادها من رمادها بعد حرقها في مجال البناء.

ودعا الدكتور محمد الى اهمية القيام بهذه الخطوات لان طمر طن واحد من النفايات من شأنه ان يلوث 500 متر مكعب من المياه الجوفية ويشكل 200 كيلو غرام من ثاني اكسيد الكربون.

واوضح ان من ابرز الحلول لمشكلة تلوث البيئة في الوطن العربي هي وضع استراتيجيات تنمي الوعي البيئي لدى السكان حيث يشكل ذلك 50 في المئة من عوامل الحفاظ على بيئة نظيفة.

 من جهته اكد الاستاذ في كلية الهندسة المدنية قسم الهندسة البيئية في جامعة تشرين باللاذقية الدكتور احمد قصير في تصريح (لكونا) اهمية المؤتمر البيئي الذي سيعقد في الكويت اواخر الشهر الجاري موضحا انه سيتقدم بورقة عمل حول انبعاث الغازات من المصانع والمعايير التي يجب ان يتم تطبيقها خلال اقامة هذه المصانع.

وقال ان الورقة تركز على الغازات المنبعثة من غبار ومواد عضوية والقطران من مصنع اللاذقية للتبغ حيث تم تحديد خطرها على الصحة والبيئة واثرها على تلوث الهواء كون هذه المنشأة تقع ضمن منطقة سكنية.

واضاف ان الدراسة تضع معايير ودراسات خاصة يجب اتخاذها قبل انشاء أي مصنع ومعالجة اثاره البيئية من اجل استمرار التنمية واستدامتها ومنها ضرورة اقامة المصانع بعيدا عن المناطق السكنية والاخذ بمعايير الهيئات الدولية المختصة وبخاصة وكالة حماية البيئة الامريكية التي تحدد المكان المناسب لاقامة أي مصنع.

وقال رئيس لجنة البيئة في نقابة المهندسين ورئيس قسم مراقبة نوعية المياه في اللاذقية المهندس ابراهيم ديب في تصريح مماثل لكونا ان اهمية المؤتمر الذي تستضيفه الكويت تكمن في انه يعطي الفرصة للاطلاع على تجارب دولة الكويت والدول العربية والاوروبية في مجال حماية البيئة وكونه ايضا يعالج مواضيع بيئية على الصعد المحلية والعربية والدولية .

واضاف ان المؤتمر الاوروبي العربي للبيئة يعتبر فرصة لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الاخرين في تطوير العمل العربي في مجال البيئة الذي يعتبر من اهم الموضوعات المعاصرة والمرتبطة بخطط التنمية المستدامة من اجل الحفاظ على الموارد البيئية وجعلها صالحة للاجيال القادمة. وقال ان ورقة العمل التي سيقدمها للمؤتمر تركز على مصادر المياه في الساحل السوري التي تتوزع الى بحيرات وسدود وينابيع وانهار وبحر مضيفا ان معظم مياه السدود في الساحل تستخدم لمياه الري والبعض منها تستخدم للشرب والري - واوضح المهندس ديب انه يتم بشكل دوري مراقبة مياه البحيرات والسدود من خلال اجراء تجارب التحاليل الكيميائية والجرثومية حيث تبين من خلال النتائج وصول بعض مياه الصرف الصحي الى هذه البحيرات.

وقال ان نتائج التحاليل دلت على ان مياه السدود صالحة للري وذلك بفعل عملية التقنية الذاتية وتجدد مياه السدود بفعل مياه الامطار اما الينابيع في الساحل السوري بشكل عام صالحة للري والشرب الا انه اكد ان بعض مياه هذه الينابيع تتلوث بمخلفات الصرف الصحي ومعاصر الزيتون.

واشار الى ان معظم مياه الانهار تستخدم للري وقد تعرض بعضها للتلوث مضيفا انه تم تحديد 65 نقطة مراقبة في البحر وعلى طول الشواطىء بحيث يتم اجراء التحاليل الجرثومية بشكل دوري شهريا.

واكد المهندس ديب اهمية المؤتمر البيئي في الكويت بالنسبة لسوريا حيث يتيح فرصة الاطلاع على تجارب الدول العربية والاوروبية في مجال الحفاظ على نظافة مياه الانهار والبحر والينابيع.

من جهته اعرب الاستاذ في جامعة تشرين / كلية الهندسة المدنية الدكتور عادل عوض عن الامل بان يخرج المؤتمر البيئي في الكوي بتوصيات وقرارات ذات فائدة كبيرة للقائمين على البيئة في الوطن العربي وبخاصة في مراكو البحوث البيئية العربية والمراكز الاكاديمية العلمية والجامعات.

وقال انه سيشارك في المؤتمر بورقة عمل حول تأثير مطامر النفايات الصلبة على تلوث المياه الجوفية ورصد هذه المشكلة ومعالجتها لتوفير الشروط الصحية للانسان.

واضاف ان الورقة تركز على الشروط الواجب توفرها في محطات المعالجة للنفايات بالنسبة للمصادر المائية سواء كانت معدة للسباحة او الري او مياه الشرب والاساليب المتبعة لرصد الملوثات ووضع النموذج الامثل لمكبات النفايات والشروط التي يجب ان تتوفر فيها للحفاظ على جودة المصادر المائية الجوفية.

واشار الى ان الورقة تتضمن تقييما شاملا لموضوع النفايات الصلبة في المناطق الساحلية في الوطن العربي .

واكد الدكتور عوض ان المؤتمر يعتبر فرصة كبيرة لتطبيق التقانيات المتقدمة لتوفير الشروط المطلوبة بمطامر النفايات وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من البحوث والدراسات المقدمة من قبل المشاركين وتطوير مجالات التعاون المشترك بين الدول المشاركة وبخاصة ذات الطبيعة المتداخلة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 19  /تشرين الثاني  /2006 -27 /شوال /1427