أدونيس: الدولة الاسلامية بعد موت النبي محمد بنيت على العنف وكانت نوعا من الانقلاب العسكري

 

من جديد يعيد الشاعر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس) طرح أفكاره السابقة عن الدين والحداثة وانتهاء العرب كطاقة ابداعية لكنه أضاف البعد اللبناني في محاضرة أعقبها لقاء مفتوح مع مثقفين مصريين يوم السبت بالقاهرة.

قال أدونيس انه يحترم حاجة الفرد الى الدين كتجربة شخصية ولكن "المشكلة تصبح حين يتحول الدين الى مؤسسة فيتحول (الدين) الى مجرد أداة عنفية وهذا ضد الدين وضد الانسان" مشددا على أن الدين وجد لخدمة الانسان كوسيلة لتقدمه وأنه يجب أن يخضع لتأويله وفقا للظروف التاريخية.

وأضاف أن في لبنان الذي قال انه يشعر نحوه بحب خاص أصبح الدين "عنصر ظلم وفي أحسن حالاته يصبح تسامحا وأنا ضد هذا التسامح... الانسان لا يحتاج الى التسامح بل يحتاج الى المساواة الكاملة."

وقال ان مواطني لبنان يقومون بالواجبات نفسها ولكن "ليست لهم نفس الحقوق. الدين هناك عنصر ظلم واضطهاد. من هذا الزاوية يمكن أن يكون الانسان مرذولا ومجردا من انسانيته... يهمش ويقصى حتى داخل الطائفة نفسها حسب قربه من رئيس الطائفة في بلد واحد" وصفه بأنه بلد الاشعاع.

وأضاف ان "الدولة الاسلامية بنيت على العنف... كانت نوعا من الانقلاب العسكري" الذي أقصى الانصار في المدينة عن المشاركة في الحكم بعد موت النبي محمد حيث استأثر المهاجرون المنتمون الى قبيلة قريش بالحكم.

وأشار الى أن عنصر الدين تسبب في تواصل "الحروب العربية" على مدى 1400 عام "ولاتزال تتواصل بشكل أو باخر بسبب تحول الدين من تجربة شخصية الى تجربة عامة تفرض على الجميع... الظاهرة العنفية رافقت تأسيس نظام الخلافة الاول" مضيفا أن أحد معوقات الفكر العربي أنه يهمش الفرد فيصبح الانسان مجرد أداة.

وكانت محاضرة أدونيس في المجلس الاعلى للثقافة يوم السبت تلخيصا لاربع محاضرات ألقاها بمكتبة الاسكندرية في الاسبوعين الماضيين ضمن برنامج (الباحث المقيم) وهو تقليد لمكتبة الاسكندرية القديمة منذ عصر البطالمة مؤسسي المدينة الساحلية بعد غزو مصر في القرن الرابع قبل الميلاد حيث كانت المكتبة تستضيف علماء أجانب للاقامة بها لتدريب الباحثين.

وتتزامن زيارة أدونيس لمصر مع اصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة طبعة شعبية في ثلاثة مجلدات من (ديوان الشعر العربي) وهو مختارات لادونيس صدرت طبعتها الاولى في الستينيات.

وكان كتاب أدونيس (الثابت والمتحول) الذي صدر جزؤه الاول عام 1974 مثار كثير من الجدل حيث يعتبره بعض المحافظين اجتراء على النص الديني.

لكنه قال انه معني بنقد تأويلات النص الديني التي تحول الانسان الى مجرد أداة والة لنقل الكلام الموروث حيث يصبح "النقل الة حاضرة بلا حضور" على حد قوله في محاضرة بالقاهرة العام الماضي.

وأضاف أن القراءة الالية للتراث الديني تؤدي الى ثقافة التكفير الذي يراه نوعا من "نزع الانسانية عن الانسان" وتجريدا له من خاصية العقل والفكر التي تميزه عن سائر المخلوقات.

وأشار الى أن النظر الى الدين على أنه لا يرقى الى مستوى الحرية "ظلم للاسلام وللدين بشكل عام."

وقال ان المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي "يمثل الاسلام اليوم أكثر مما يمثله محمد عبده" أحد رموز الاستنارة الدينية في نهاية القرن التاسع عشر.

وضحك أدونيس متحفظا على الاجابة عن سؤال حول مستقبل الثقافة العربية قائلا "لا أجرؤ" ثم تابع "نحن العرب كطاقة ابداعية انقرضنا."

لكنه أشار الى وجود "مبدعين" عرب في كل العلوم والمعارف خارج بلادهم "كأفراد يصنعون ثقافة المستقبل في العالم حيث يتاح للعبقريات الافصاح عن امكاناتها."

وقال ان سنغافورة "أفضل من العرب من المحيط الى الخليج" مضيفا أن مليار و300 مليون مسلم لا يوجد فيهم مفكر واحد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 19  /تشرين الثاني  /2006 -27 /شوال /1427