راند تدعو للاستفادة من تجربة محاربة الشيوعية ضد الاصولية الاسلامية

دعت دراسة أمريكية للاستفادة من التجربة الأمريكية في محاربة الشيوعية واسقاط الاتحاد السوفياتي في الحرب ضد "الأصولية الاسلامية".

وأكدت دراسة اجراها معهد (راند) الأمريكي للأبحاث ضرورة ان تعمل الولايات المتحدة في داخل الدول الاسلامية وتتعدى الحدود التقليدية لمحاربة الارهاب للنجاح في تقويض الدعم للأصولية الاسلامية في دول العالم الاسلامي.

وذكرت ان ذلك الاسلوب نجح في تقويض الشيوعية في دول الاتحاد السوفياتي السابق واوروبا الشرقية ما ادى الى الاطاحة بالانظمة الشيوعية الحاكمة.

واعتبرت ان نجاح الحملة ضد "الاصولية الاسلامية" يتطلب مهاجمة دعائمها الفكرية وقطع الصلات بين الجماعات الارهابية وتدعيم قدرات الدول الاسلامية التي تقوم بمواجهة تهديدات اصولية محلية.

ورأت ان اهداف تنظيم القاعدة الرئيسية "اثارة المسلمين للقيام بالجهاد ضد الغرب والاطاحة بالأنظمة التي تعتبرها مارقة لاسيما في السعودية ومصر وباكستان وتأسيس حكومة اسلامية تجمع العالم الاسلامي استنادا الى تفسير اصولي للغاية للاسلام السني على نحو من شأنه ان يعزل غالبية المسلمين السنة والشيعة عن العالم" حسب تعبير الدراسة.

وشددت الدراسة في جزئيها (ما بعد القاعدة والدوائر الخارجية لعالم الارهاب) على ان النجاح في الحرب على الارهاب يتطلب ادراك ان المعركة ضده هي سياسية وايدولوجية.

وركزت على المصادر الاساسية للتهديدات الارهابية لاسيما تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به وافكارها وعملياتها واساليبها ووسائل تمويلها والتغيرات التي طرأت عليها وملامح مستقبلها.

وتناولت أيضا الجماعات غير المرتبطة بالقاعدة ولكنها تبنت اسلوبها في العمل وكذلك الجماعات الانفصالية الاسلامية وغير الاسلامية التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها واصدقائها وجماعات التمرد في العراق والفيليبين ودول اخرى والصلة بين الارهاب وعصابات الجريمة المنظمة كما جاء في الدراسة.

من جهة اخرى قال ماكس بيتر راتزل مدير وكالة الشرطة الاوروبية (يوروبول) إن افتقار مخططات الارهاب الاسلامي في اوروبا الى نمط مشترك يجعل احباطها امرا صعبا.

وقال راتزل إن التهديدات يمكن ان تظهر بسرعة كبيرة ويمكن ان تتعرض أوروبا لهجوم اخر بعد تحذير محدود او بدون تحذير على الاطلاق.

وقال راتزل لرويترز خلال مقابلة "هذه احدى النقاط التي تقلقني كثيرا. نحاول دائما العثور على انماط لكن النمط حاليا انه لا يوجد نمط مشترك. لا توجد طريقة عمل."

في آخر هجوم كبير في اوروبا في يوليو تموز 2005 فجر اسلاميون متشددون انفسهم في شبكة النقل في لندن وقتلوا 52 شخصا من مستخدميها.

وكان هناك القليل من اوجه التشابه بين تفاصيل تلك العملية والمخططات الجديدة التالية مثل المحاولة التي احبطت لتفجير قنابل في قطارات ألمانية خلال كأس العالم او المؤامرة المزعومة لتفجير قنابل سائلة في طائرات فوق المحيط الاطلسي.

وعلى سبيل المثال لم يكن المتشددون اللبنانيون الذين اشتبهت الشرطة الالمانية في انهم كانوا يريدون زرع قنابل في قطارات خلال كأس العالم مستعدين لأن يصبحوا مفجرين انتحاريين.

وقالت اليزا مانينجهام بولر المديرة العامة لجهاز المخابرات الداخلي (ام.أي 5) البريطاني الاسبوع الماضي ان متطرفين مسلمين يخططون لشن 30 هجوما ارهابيا على الاقل في بريطانيا.

وقال راتزل "اشارك زملائي وجهة نظرهم ان الخطر لايزال ماثلا... انه خطر دائم مستمر."

واضاف "ربما يحدث اليوم او غدا في لندن..في باريس..في ستوكهولم..او في اوسلو. حتى بعض الاعضاء (بالاتحاد الاوروبي) الذين لم يفكروا في الامر من قبل هم اكثر حرصا الآن."

وقال راتزل ان اللامركزية في عمليات الارهاب الاوروبية كانت واضحة في التمويل والتجنيد.

واوضح ان التجنيد والتطرف عبر الانترنت أو الائمة المحليين كان نموذجا لذلك. وفي حين يتم غسل بعض اوجه التمويل عبر قنوات مصرفية عادية فان أموالا أخرى تأتي عبر نظم مصرفية غير رسمية ورعاة شخصيين ومنظمات خيرية اسلامية والجرائم الصغيرة.

وقال ان هناك ادلة محدودة على تحول جماعات اسلامية الى الجريمة المنظمة من اجل تمويل الارهاب.

وحتى تنظيم القاعدة لم يكن ضالعا مباشرة بنفسه في انتاج المخدرات على الرغم انه على الارجح حصل على قدر من المال من انتاج المخدرات في مناطق جنوب افغانستان حيث كان يحظى بالقوة.

والدور الرئيسي الذي تضطلع به يوروبول وهي وكالة تابعة للاتحاد الاوروبي مقرها لاهاي هو المساعدة في تقاسم المعلومات بين قوات الشرطة الوطنية خاصة ما يتعلق بالجرائم عبر الحدود مثل الارهاب وغسيل الاموال والاتجار في المخدرات وفي البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   18  /تشرين الثاني  /2006 -26 /شوال /1427