خطة دونالد رامسفلد مطابقة لخطة هنري مورغن تاو

د. عدنان جواد الطعمة

بعد انتصار قوات الحلفاء على النازية في ألمانيا قدم وزير المالية الأمريكي هنري مورغن تاو خطة سرية رهيبة بانتهاء الحرب العالمية الثانية بتاريخ 2  سبتمبر 1944 تؤدي إلى تقسيم ألمانيا إلى دولتين :

1 – دولة ألمانيا الشمالية

2 – دولة ألمانيا الجنوبية

3 – منطقة دولية لقوات الحلفاء

4 – وتدمير كل المصانع والمعامل الألمانية

5 – تحويل الدولة الألمانية الصناعية إلى دولة زراعية فقط

وعندما نشرت الخطة علنا بتاريخ 21  سبتمبر  1944 لاقت إحتجاج واستنكار الجميع بحيث أن الرئيس الأمريكي روزفلت إبتعد عنها وأسقطت هذه الخطة في أواخر سبتمبر  1944.

واستمرت قوات الإحتلال والحلفاء بممارسة أعمالها إلى أن وضعت خطة جورج مارشال عام 1947. وكان برنامج خطة مارشال يرمي إلى تحقيق الأهداف التالية:

1 – مساعدة الشعوب المتضررة والجائعة جراء  الحرب في أوروبا المهدمة

2 -  تقليل نفوذ الإتحاد السوفييتي

3 – إيجاد أسواق للبضائع والسلع الأمر يكية الفائضة

إستمر تطبيق  خطة مارشال لمدة أربع سنوات  قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات بمقدار 85 مليار يورو، حيث تم إعادة بناء البنى التحتية وزودت المعامل بأحدث المكائن وانخرط الجيش الألماني مع الشعب الألماني في البناء والتعمير.

أراد كل من السيد جورج دبليو بوش والسيد توني بلير وبقية الحلفاء إتباع نفس الأسلوب لإعادة وبناء البنى التحتية وتطبيق الديمقراطية النموذجية في العراق، من خلال تصريحاتهما وخطبهما قبل تحرير العراق من  أبشع نظام ديكتاتوري وبعد التحرير والإحتلال.  إلا أن  كل من وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات الأمريكية ووزارة الخارجية أخطأت بتقديراتها للوضع العام في العراق وأن الإدارة الأمريكية لم تكن لديها خطة ما بعد سقوط الطاغية صدام، هذا  ما ذكره الحاكم المدني السيد  بول بريمر في كتابه عامي في العراق.

صرح دونالد رامسفلد مرارا بأنه غير مستعد لبناء البنى التحتية للعراق وحتى أفغانستان بقوله أننا نهدم وننتصر على أعدائنا، أما البناء فيقع  عليهم وعلى الدول العربية والإسلامية المجاورة !

ومن الأخطاء التي وقعت فيها أيضا وزارة الدفاع الأمريكية هي:

1 – لما كانت قوات التحالف والتحرير والإحتلال مخولة من قبل مجلس الأمن بالقرار 1483 بمسؤولية حفظ حدود العراق وأمن وأرواح المواطنين والمنشآت والمؤسسات الحكومية والبنى التحتية، إلا أنها لم تفي بذلك لأن وزارة الدفاع الأمريكية أرسلت مع حلفائها أقل من 150 ألف  جندي في حين أن العراق كان بحاجة إلى 600 ألف جندي وضابط لحماية المواطنين وضبط الحدود العراقية لمنع تسلل الإرهابيين.

2 – حل الجيش العراقي ما يقارب  600 ألف نسمة، كان على وزارة الدفاع الأمريكية والحاكم المدني في العراق إحالتهم على التقاعد وصرف رواتبهم والإستفادة من خبرات الضباط المعتدلين.

3 – حل جهاز الشرطة والأمن والمخابرات بدلا من تأهيلهم والإستفادة من خبراتهم

4 – فصل موظفي وزارة  الإعلام ما يقارب خمسة آلاف بدلا من إحتوائهم وتأهيلهم

5 – عدم تطبيق برنامج أوخطة مثل خطة مارشال لتعمير البنى التحتية في العراق

6 – تعذيب وإهانة السجناء العراقيين في سجن أبي غريب

7 -  السماح بسرقة المتاحف والمكتبات والوزارات العراقية وبقية المؤسسات الحكومية والمستشفيات

8 – عدم حل مشكلة الماء والكهرباء

إتضح لنا مما سبق وما يحدث الآن في الساحة العراقية من مآسي وجرائم يندى لها جبين كل عراقي غيور. إن جهود ووعود الرئيس الأمريكي السيد جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السيد توني بلير قد ضاعت في متاهات وصلاحيات وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات  الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية التي عرقلت سير عمليات إعادة  إعمار البنى التحتية وعجزت عن توطيد حفظ الأمن ومنح حقوق المواطنين العراقيين المدنية.

أصبح شعبنا العراقي الكريم بكافة قومياته ودياناته ومذاهبه وأقلياته المتحابة يئن تحت أعباء الطائفية والعنصرية وغيرهما بحيث المسلم السني يقتل أخاه المسلم الشيعي والمسلم الشيعي  يقتل أخاه المسلم السني على الهوية بتحريض من قوى ظالمة إرهابية لم تمت بالإسلام أو بالتربة والوطن ولا بالإنسانية بأية صلة.

لذا نطالب علمائنا الأعلام السنة والشيعة وكافة الأحزاب الوطنية والإسلامية العراقية أن تتحد لإنقاذ العراق الحبيب من براثن التخلف والإرهاب، والله ولي التوفيق.

*ألمانيا

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- 11 السبت /تشرين الثاني  /2006 -19 /شوال /1427