فيلم فرنسي بعنوان الجهاد يناقش الاصولية في الاسلام

عرضت قناة (كانال بلوس) التلفزيونية الفرنسية الخاصة فيلما روائيا جديدا بعنوان "الجهاد" يتناول جوانب تتعلق بالاصولية في الاسلام وحمل السلاح والحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

ويحكي الفيلم الذي كتب قصته ريتشارد شليزنجر وأخرجه فيليكس أوليفيه وأنتجه جاك وانيش قصة دبلوماسي فرنسي يكلف بجمع معلومات عن أسلحة دمار شامل يعتقد أنها في حوزة الحكومة العراقية عام 2002.

وأسندت بطولة فيلم الجهاد الى سعيد طغماوي وعادل بن شريف وسليمان حجار. وتبدأ القصة بالاحداث التي تسبق الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق عام 2003.

في بغداد يعلن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي يعاد انتخابه بنسبة نحو 100 من الاصوات تحديه للرئيس الامريكي جورج بوش خشية افتضاح مدى ضعف نظامه.

ويحكي الفيلم أيضا قصة منظمة غير حكومية فاسدة تستغل برنامج النفط مقابل الغذاء. كما يتناول قصة ثلاثة شبان فرنسيين من أصول عربية ينضمون لاسباب مختلفة الى احدى جماعات الجهاد لقتال الامريكيين في العراق.

ويحاول الفيلم تصوير كيفية سقوط الشبان المسلمين المحبطين في فخ التطرف.

وقال عادل بن شريف الذي يلعب دور كريم في الفيلم "ظهر كثير من الشبان في التلفزيون ليحكوا قصصهم التي حدثت في جوانتانامو أو ليقولوا انهم جندوا في معسكرات في سوريا أو ايران أو أفغانستان. كثيرون منهم جاءوا ليدلوا بشهاداتهم. استمعت اليهم وكان آداء هذا الدور بالغ الاهمية بالنسبة لي حيث يوضح كيف يمكن التعرض لضغط جماعي (للانضمام الى احدى الحركات) ثم من خلال الاقناع نرى أن الولايات المتحدة شنت حربا لم يكن لها أساس."

وتعليقا على أحداث العنف التي اجتاحت ضواحي بعض المدن الفرنسية في الخريف الماضي قال موزع الفيلم فابريس دو لا باتييه انه يرى مؤشرات على خطر داهم على الشبان الذين يربطون بين مشكلات أو ظلم يعانون منه في أوروبا وبين الحرب في العراق والحرب على الارهاب بصفة عامة.

وقال دو لا باتييه مدير البرامج الروائية في كانال بلوس "فيلم الجهاد له بعض الخصوصية. بعد عرض بعض الموضوعات الفرنسية كان وسيلة للتعبير عن وجهة نظر وسرد قصة تهم الجميع. ليس هذا فحسب بل الامر أكبر كثيرا من ذلك. تصادف أنه كان عن العراق. يحكي الفيلم قصة شبان فرنسيين ذهبوا الى العراق لقتال الامريكيين. انها أيضا وسيلة لتوضيح كيف يمكن لشبكات اسلامية أصولية تجنيد بعض الشبان من الضواحي (ضواحي باريس) وهو خطر قائم في فرنسا اليوم."

وبعد عرض فيلم الجهاد في احدى دور العرض في باريس قال العاملون فيه ان "الارهاب" ليس مرادفا "للاصولية الاسلامية" رغم أن وسائل الاعلام كثيرا ما تستخدم احدى الكلمتين مكان الاخرى.

والموضوعان "الارهاب" و"الاسلام" هما السؤالان اللذان يلحان على الاذهان مع بداية هذا القرن فكل يوم يقدم شخص ما على ارتكاب جريمة القتل باسم مفهوم منحط للاسلام وهو مفهوم يرفضه معظم المسلمين لكنه يبدو منتشرا بين الصبية المعدمين في فرنسا أو في جميع أنحاء العالم بسبب حياتهم البائسة.

وأعرب الممثل ياسين عزوز عن اعتقاده بأن الشبان يتعرضون لعملية "غسيل مخ" من المتطرفين لاعدادهم "للجهاد".

وقال عزوز "انهم يمضون (الاسلاميون الاصوليون) على مراحل اي أنهم لا يأتون اليك ويقولون.. ستلقي قنبلة هناك.. فالامر يتم بصورة أكثر دهاء من ذلك كثيرا. هناك قدر كبير من العمل يسبق ذلك ثم تصل الى اقتناع بأنك تستطيع أن تفعل بمثل هذا العمل أو على الاقل تنفذ ما في ذهنك. انك حتى لا تدرك.. تفعله دون تفكير.. انه تطور لافكارك."

وكان المنتجون يريدون تصوير الفيلم في العراق لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لاسباب أمنية فصوروه في اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- 7 الثلاثا /تشرين الثاني  /2006 -15 /شوال /1427